مضى الحصاد، انتهى الصيف ونحن لم نخلص ( إر 8: 20 )
أوّد اليوم أن أوجه كلمة تحذير للنفوس المتهاونة وغير المبالية بأبديتها. ونحن نرى قُرب انتهاء سنة الرب المقبولة، إذ سيأتي المسيح عن قريب لاختطاف كنيسته، كما تؤكد لنا كل الأدلة والشواهد من حولنا.
والكلمات التي يذكرها أرميا النبي في نبوته في أصحاح 8: 20 والتي اقتبسناها كآية اليوم، ستُسمع حتماً عن قريب عندما يأتي المسيح ويغلق الباب أمام المسيحية الاسمية، عندما تقرع العذارى الجاهلات الباب ولكن دون جواب. ساعتئذ سوف ينعكس الوضع؛ ففي الوقت الحاضر الرب هو الذي يقرع والإنسان في قساوته وغبائه يرفض أن يستجيب لنداء المحبة والنعمة، ولقد ظل الرب ـ تبارك اسمه ـ يقف هكذا ما يقرب من ألفي سنة، ولكن سيأتي الوقت الذي يغلق فيه الرب الباب دون كل المتهاونين والمؤجِّلين لأمر خلاصهم، فيرددون المرثاة الأليمة: «مضى الحصاد، انتهى الصيف، ونحن لم نخلص».
اليوم ما أكثر من يستثقلون كلمة الله ويستصعبونها، وفي الوقت عينه يحبون الخرافات ويتهافتون على الكلام الذي لا قيمة له. هؤلاء الذين يحبون الكذب، الذين لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، سيعاملهم الله بمبدأ الزرع والحصاد، ولا بد أن يحصدوا الضلال الذي سعوا وراءه طويلاً. وفى الضيقة العظيمة سوف يصدقون الكذب، ويتبعون الكذاب «لأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سُرّوا بالإثم» ( 2تس 2: 11 ،12).
ليتك أيها القارئ العزيز تسرع لتحتمي في المسيح ـ الآن وقبل فوات الأوان.
إذا ما الحصاد انتهى وانقضى كذلك والصيف يوماً مضى
ونورُ البشارةِ زاهي الجمالِ تلاشى وغطى الظلامُ الفضا
وتنصتُ كي تسمعَ النعمةِ تذيعُ السلامَ وتُبدي الرضا
فلا تسمعنْ غيرَ صوتِ الغضبْ يقول ابتدا الآن يومُ القضا
فأين ستمكثُ يا غافلُ إذا ما هوَت بك دار الفنا؟
أ تلهو وفوقَك سوطُ الغضبْ؟ أ تغفو ويومُ القصاصِ دنا؟