رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البتولية وخلاصنا بتولية القديسة مريم تحمل إلينا مفاهيم روحية تخصّ خلاصنا، وتكشف عن دورنا في الخلاص، نذكر منها الآتي: 1. جاءنا الله مولودًا من عذراء، حبلت به من غير زرع بشر، إذ اتحاده بنا لم يكن ثمرة جهاد بشري، أو استحقاقات ذاتية، إنما توهَب لنا كنعمة إلهية. هذا العمل هو عطية الحُبّ المجاني المُقَدَّم لنا من قبل الله. أقول إن بتولية القديسة مريم تحمل علامة فقر الإنسان وعجزه الذاتي. عن القيام بخلاص نفسه أو الاتحاد مع مُخَلِّصه[12]. 2. ومن الجانب الآخر، فإن بتولية القديسة مريم لا تعني سلبيتنا في الحياة الروحية، إذ لم يقحم الله نفسه في أحشائها ولا حبلت به بغير موافقتها، بل قامت بدور إيجابي، ألا وهو قبولها. سألها الله ذلك، وحين قبلت بتواضعٍ في طاعةٍ، تحقَّق التجسد الإلهي بواسطة نعمة الله المجانية. 3. ميلاد يسوع المسيح من العذراء التي هي نموذج الكنيسة الجديدة،يؤكد طبيعة الملكوت السماوي المُعلَن في المسيح، لأن العذراوية أو البتولية هي سمة السماء، وأما الزواج فيخص العالم الحاضر وحده. فالزواج وما يحمله من آثار، أي إنجاب الأطفال يضمن استمرار الحياة البشرية على الأرض خلال تتابع الأجيال، أما في السماء فليس من موتٍ، فلا حاجة للزواج أو الإنجاب لضمان استمرار الحياة هناك. وكأن البتولية هي سمة الخليقة كلها في السماء. بهذا فإن بتولية القديسة مريم أثناء تجسد ابن الله يعني تأسيس الملكوت على أساس سماوي وسط الجنس البشري. هكذا دُعِيَ شعب الله للحياة الجديدة، أي ممارسة شبه الحياة السماوية التي هي بتولية الفكر والقلب والنفس خلال اتحادهم مع الله في يسوع المسيح، العريس البتول. هذه هي طبيعة كنيسة العهد الجديد التي صارت العذراء مريم فيها عضوها الأول والأمثل. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيأتي مع الصليب لدينونتنا وخلاصنا |
اصنعوا ابتهالاتٍ في نجاتنا وخلاصنا |
أشكرك يا يسوع، من اجل إنقاذنا وخلاصنا |
وخلاصنا وكمالنا مش فينا لكن في إلهنا |
خطيئة آدم وخلاصنا |