لماذا يسمح الرب بأن تُكسر بعض القلوب؟
هذه الدنيا التي نعيش فيها هي دنيا الألم، دنيا لا تكتمل فيها السعادة للبشر، ولا تتم فيها الأفراح لإنسان!
وكثيرون من الذين يعيشون بيننا بوجوه ضاحكة يحملون داخل صدورهم قلوبًا محطمة... وقد تحطمت هذه القلوب لأن أملها في الحياة قد خاب بموت عزيز، أو فقدان حبيب، أو ضياع ثروة، أو انهيار آمال، أو تهدّم صحة.
•
ويقف المرء بإزاء القلوب المنكسرة المحطمة، أحد موقفين:
فإما أن يقول مع العائشين بعقولهم المجردة:
إن يَهْوَهْ قد خلق العالم ثم تركه للصدفة تعبث بمصائر الناس، فتسعد من تشاء وتشقى من تشاء،
أو أن يقول أصحاب القلوب المؤمنة:
إن يَهْوَهْ يسمح بأن تُكسر بعض القلوب لغرض جليل نبيل، ولمصلحة أصحاب هذه القلوب المحطمة!
وهناك عدة آيات من الكلمة المقدسة تعزّي أصحاب القلوب المكسورة.
ففي مزمور 51 يقول المرنم :
"ذَبَائِحُ الرَّبَّ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا إلوهيم لاَ تَحْتَقِرُهُ."
وفي إشعياء يقول :
"رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ،"
(إشعياء 1:61)
وفي سفر حزقيال نجد الكلمات:
"وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ،.. "
(حزقيال 16:34)