|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السَّهر بالحَذر من التَّجارب اليوميّة: لا يتطلب السَّهر الاستعداد فحسب، إنما أيضا الحَذر. والحَذر هو الاحتراس والحِماية من التَّجارب اليومية. وهذا الأمر يتطلب المثابرة في الانتظار لعودة يسوع عن طريق الكفاح ضِدَّ التَّجارب اليومية. ويُظهر يسوع نموذجًا بارزًا لليقظة في لحظة التَّجربة، بقدر ما يُظهر التَّلاميذ تخاذلا مُهملين توصيات معلّمهم: "إِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبَة" (متى 26: 41). ويُردِّد لوقا الإنجيلي كلمات يسوع بقوله "احذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ السُّكْرُ والقُصوفُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذلِكَ اليَومُ" (لوقا 21: 34)، ولا يتردَّد بطرس الرَّسول في الحَثِّ على الحَذر إزاء أخطار الحياة الحاضرة بقول: " كونوا قَنوعينَ ساهِرين. إِنَّ إِبليسَ خًصْمَكم كالأَسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه" (1 بطرس 5: 8). ويبيِّنُ بولس الرَّسول الأسلحةَ التي يستخدِمُها في مقاومةِ الخصمِ فيقول: "جَهدٌ وَكَدٌّ، سَهَرٌ كَثِيرٌ، جُوعٌ وَعَطَشٌ، صَومٌ كَثِيرٌ، بَردٌ وَعُرْيٌ" (2 قورنتس 11: 27). فانّ السَّهر الذي يطلبه السَّيد المسيح غايته هي يقظة القلب الدَّاخلي، كما جاء في سفر نشيد الأناشيد "إِنِّي نائِمَةٌ وقَلْبي مُستَيقِظ " (نشيد الأناشيد 5: 2). ويأتي زمن المجيء ليَدعونا لنفتح قلوبنا كي نكتشف الحاضر بيننا دون أن نراه، وأن نلتفت إلى القائم وسطنا دون أن ندري. هذا هو معنى السَّهر الذي ينادي به يسوع، أيقظوا قلوبكم من نومها، أفيقوا من غفلتكم، أخرجوا من سكرة همومكم ونزاعاتكم وبحثكم عن السَّعادة الوَاهية والخادعة وراء مباهج الاستهلاكيّة والشَّهوانيّة. نستنتج مما سبق أنَّه ينبغي على المسيحي أن يكون دائمًا على حَذرٍ، وأن يصلِّي بإيمان، وان يتجنَّب بتجرّده مكائد العدو الشَّيطاني وأعوانه، وألاَّ يقاوم المجيء الأول للمسيح حتى لا يخاف مجيئه الثَّاني. جاءَ مرّةً أُولى وسيأتي أيضًا. وقد سَمِعْنا ذلك من فمِه في الكتابِ المقدَّس: "سَتَرَوْنَ بَعدَ اليَومِ ابنَ الإنسَانِ آتِيًا عَلَى غَمَامِ السَّمَاءِ" (متى 26: 64). ولذلك لا بُدَّ للإنسان المسيحي أن يكون على حَذر، وينتظر الرُّبّ في السَّهر والصَّلاة لمقاومة التَّجارب. وانتظار الرُّبّ هو عمل الحياة كلها. دعوتنا ليست للإيمان فقط، بل للسهر بإيمان مرتقب. إنّ نوع التَّرقّب الّذي يقصده الرُّبّ ليس طريقة سلبيّةً للحياة "الانتظار ورؤية ما يحدث" بل الاهتمام بالحياة بحيوية وحب، كما نعتني بمنزلنا. معنى السَّهر الذي ينادي به يسوع هو أن نُيقظ قلوبنا من نومها، ونستفيق من غفلتنا، ونخرج من سكرة همومنا ونزاعاتنا وبحثنا عن السَّعادة الوَاهية والخادعة وراء المباهج الاستهلاكيّة والشَّهوانيّة "لِنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النَّهار. لا قَصْفٌ ولا سُكْر، ولا فاحِشَةٌ ولا فُجور، ولا خِصامٌ ولا حَسَد" (رومة 13: 13). وحذّرنا الرُّبّ يسوع من ذلك من خلال مَثَل الرَّجُل الغنيّ الجاهل الذي يُطلب من الله أن يؤدّي حساب نفسه خلال تلك الليلة (لوقا 13: 12-21)، ومثل الخادم الّذي "أَخَذَ يَضرِبُ الخَدَمَ والخادِمات، ويأَكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَر" (لوقا 12: 45)، ومَثَل ُالعذارى الجاهلات (متى25: 2). |
|