العالم بين الحرب والسلام المفقود

[Ebn Barbara]

منذ بدء الخليقة والحروب لم تنته بعد، وكم ملايين من البشر ذهبت ضحايا الحروب، فالحروب تترك وراءها القتلى والجرحى والمفقودين الذين يعيشون بلا مأوى ولا عائل، زد على ذلك حالات الترمل والتثكل وأيام المعاناة

يمكنك أن تسمع الآن أصوات انطلاق المدافع والصواريخ، وترى البيوت وهى تنهدم، والمدارس وهى تحترق، ورؤوس القنابل وهى تنطلق لتسقط على المدن الآهلة بالسكان وسط صرخات الجرحى، وأنين المصابين، وآهات المظلومين الذين يسقطون صرعى في دمائهم .

هناك تقرير يقول أن 68 دولة على الأقل أي ثلث سكان العالم تقريبًا يعيشون في صراعات مسلحة، كما أن هناك 127 دولة مهددة بهذه المخاطر المتزايدة .

توجد الآن ما يقرب من 60 قنبلة ذرية مخزونة في العالم الآن تُعطى للبشر المقدرة على تدمير وتحطيم هذا الكوكب 17 مرة في لحظات قليلة بلهيب ذري يصل إلى 130 مليون درجة مئوية .

كما أن هناك الآن 15 دولة تملك الأسلحة والقنابل الذرية، وتوجد 25 دولة أخرى تحاول امتلاكها، وإذا حسبنا كمية المخزون من الأسلحة الذرية في روسيا وأمريكا وانجلترا وفرنسا والصين والهند و... لأدركنا هول الدمار الذي تعده كل دولة تجاه الأخرى .

الحروب الحديثة ألغت المسافات بين الدول، وجعلت الكرة الأرضية قرية تُدار بالكومبيوتر وأجهزة الريموت، والتحكم الأليكتروني .

تقول إحصائية أن عدد سكان العالم من بدء الخليقة إلى الآن وصل إلى 40 بليون نسمة تقريبًا "بحسب تقدير الخبراء" ثلثهم مات مقتولاً" .

وهكذا نرى أن الحروب لا تحمل في طياتها سوى الألم والموت والمعاناة للجنس البشري، وتترك آثارًا نفسية رهيبة داخل كل من عاصرها وعايش الرعب، وفقد عزيز أو قريب .

بينما تتجه أنظار العالم الآن إلى لبنان المنكوب، نجد في العراق في الوقت الحاضر أكثر من نصف مليون طفل بحاجة إلى علاج نفسي بسبب الصدمات النفسية الناجمة عن أصوات المفرقعات المدوية والمفاجئة التي يتعرضوا لها كل يوم نهارًا وليلاً .

إليك بعض الحروب البارزة التي اجتاز فيها العالم :

الحرب العالمية الأولى (1914- 1918 ) – قامت بسبب اغتيال ولي عهد النمسا، فاندلعت أعمال العنف بين قوات الحلفاء وقوات المحور ( ألمانيا- النمسا- روسيا - الدولة العثمانية), وقد حصدت الحرب 10 مليون من القتلى – عدا الجرحى والمصابين .

الحرب العالمية الثانية (1939-1945) – ومن أهم أسبابها ظهور الفاشية في إيطاليا، والنازية في ألمانيا، اعتلى هتلر العرش سنة 1931 وكوَّن جيشًا قويًا واستطاع أن يغزو عددًا كبيرًا من دول العالم، وقد أعلنت فرنسا وانجلترا ومعظم دول الكومنولث الحرب على ألمانيا سنة 1939 – استسلمت فرنسا لألمانيا، وتعرضت بريطانيا لقصف جوي من الألمان، كما غزا هتلر روسيا سنة 1941 – في هذه الأثناء كانت أمريكا قد قامت بحظر بترولي على اليابان تعاطفًا مع حلفائها، فما كان على اليابان إلا أن هاجمت القطع البحرية الأمريكية في ميناء بيرل هاربور بالمحيط الهادي في ديسمبر 1941 . أعلنت الولايات المتحدة الحرب على اليابان، وفي 6 أغسطس 1945 أسقطت أول قنبلة ذرية على هيروشيما، ثم تبعتها قنبلة أخرى في 9 أغسطس على نجازاكي فاستسلمت اليابان خلال خمسة أيام - وقد حصدت هذه الحرب حوالي 17 مليون شخص من العسكريين بخلاف المدنيين

حرب فيتنام (1956) : وكانت أمريكا قد فرضت وجودها في فيتنام، وانتهت بهزيمة أمريكا بعد هجوم عسكري شامل في ديسمبر 1974 – وكان من نتائج هذه الحرب أن قتل 30 ألف جندي أمريكي .

الحرب الكورية : قامت روسيا باحتلال الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، وسيطرت الولايات المتحدة على الجزء الجنوبي – بلغت الخسائر البشرية حوالي 4 ملايين شخص ما بين قتيل وجريح ومفقود .

حرب الخليج : كادت الولايات المتحدة تتخوف من السياسة العراقية في المنطقة خاصة بعد خروج العراق منتصرًا في حربه ضد إيران، زد على ذلك غزو العراق للكويت سنة 1990 – بعد ذلك تم إلقاء أكثر من مائة ألف طن من المتفجرات على العراق فحولتها إلى خرائب ودمار، وتقدر الخسائر البشرية لهذه الحرب من 70 إلى 100 ألف قتيل، و30 ألف جندى عراقي أسير .

الحرب الهندية الباكستانية : خاضت الهند والباكستان ثلاثة حروب شاملة سنة 1947, 1965، 1971 – وبلغت خسائر الحرب : في الهند حوالي 2500 قتيل، و9000 جريح – في الباكستان حوالي 1290 قتيل، 3000 جريح .

الحروب الإسرائيلية العربية : خاضت اسرائيل ستة حروب مع العرب، والمرة السابعة هى الحرب التي تدور رحاها حالياًً على الأراضي اللبنانية والفلسطينية، وقد خلَّفت وراءها الخراب والدمار الشامل، وحصدت أرواح الأبرياء والأطفال .

تقول الإحصائيات أن أكثر من 250 حربًا وصدامًا مسلحًا وقعت خلال القرن الماضي راح ضحيتها أكثر من 170 مليون قتيل . بل وأن عدد سكان العالم منذ بدء الخليقة وصل للآن إلى 40 مليار نسمة (بحسب تقدير الخبراء) ثلثهم مات مقتولاً .

وبكل أسف نقول أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يدمر نفسه بنفسه، ونحن لا ننكر وقد بدأنا القرن الحادي والعشرين أن الإنسان حقق تقدمًا علميًا في جميع المجالات باستخدام أساليب تكنولوجية حديثة، واختراعات تفوق الخيال، لكنه بكل اسف استخدم ما وصل إليه من تقدم علمي وتكنولوجي ليهدم بنفسه ما قد بناه – فمثلاً الطائرات التي تنقل المسافرين من مكان لآخر والتي جعلت العالم قرية صغيرة هى التي تحمل القنابل والصواريخ وأسلحة الدمار الشامل .قال البرت أينشتاين أن ثلث العالم سيموتون بالإشعاع الذري، وكان الكتاب المقدس قد سبق وذكر هذه النسبة في سفر الرؤيا والأصحاح الثامن .

لم يكن في مقدور الإنسان أن يدمر الأرض كلها على مر التاريخ إلا في هذه الأيام، قديمًا كان الإنسان يبدأ الحروب وينهيها، ولكن ليس الآن – فالحروب الآن يبدأها الإنسان ولا يستطيع أن ينهيها، أو يمحو آثارها المدمرة التي قد تستمر سنوات طويلة .

ولا يزال العالم يتسابق على زيادة التسليح، واختراع الأسلحة المدمرة، ولا يمكن للعالم أن يهدأ له بال، أو يعيش في سلام حقيقي طالما رئيس السلام " الرب يسوع المسيح" مرفوض – " أما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطينًا . ليس سلام قال إلهي للأشرار" إشعياء 57: 21،20

إن قادة وملوك ورؤساء العالم - يبذلون جهودًا مضنية كي تعيش الدول والشعوب في سلام، وهذه رغبة رائعة، لذلك يقول الرسول بولس "فأطلب أول كل شئ أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس، لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار، لأن هذا حسن وقبول لدى مخلصنا الله" (1تي2: 1-3) - لذلك يجب أن نصلي من أجل السيد/ رئيس الجمهورية حسنى مبارك، وكبار رجال الدولة ورجال الشرطة، وكل المسئولين، لأن هؤلاء أقامهم الله لخيرنا وخدمتنا، نصلي أن يعطيهم الرب حكمة وقيادة رشيدة في كل شئ . كما يجب أن نخضع للسلطات لأنها مرتبة من الله، حتى إن من يقاوم السلطات يقاوم ترتيب الله" (رومية 13: 2،1) . ومن الناحية الأخرى يجب أن نصلي من أجل سلام المدينة لأنه بسلامها يكون لنا سلام (إرميا29: 7) – هذا ما نتعلمه من الكتاب المقدس .

إن السلام الحقيقي القائم على العدل سيتحقق قريبًا بمجئ المسيح رئيس السلام، وسيتم فيه المكتوب "يقضي بين الأمم وينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككًا ورماحهم مناجل . لا ترفع أمة على أمة سيفًا ولا يتعلمون الحرب في مابعد"، أما صفة العدل فتتمثل في كيفية حكم المسيح للعالم "فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه، ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه" (إشعياء2: 11، 11: 3-5) .

أنقل كلمات الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" التي قالها في حفل الوداع بمناسبة انتهاء رئاسته "إن فشلي في المصالحة بين اسرائيل والفلسطينيين هو ما يؤسفني خلال فترة رئاستي" إن ما فشل فيه رؤساء الدول العظمى في العالم لا يمكن أن يفشل فيه المسيح أمل الأمة ورجاء الشعوب، ذاك المكتوب عنه "إلى الأمان يُخرج الحق، لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر (الأمم) شريعته" (إشعياء42: 4،3) .

ومنذ أكثر من ألفي عام جاء الرب يسوع إلى هذا العالم الملئ بالاضطراب والمخاوف، النزاع والخصام، لقد ترنمت له الملائكة في يوم مولده قائلة "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لوقا2: 14) – إنه جاء ليقدم لكل إنسان مصالحة حقيقية وسلامًا مدفوع الثمن، والثمن هو دمه الكريم الذي سُفك على الصليب "وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات، وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه" (كولوسي1: 20–22) . هل تبغي السلام الحقيقي ؟ وهل تريد المصالحة الحقيقية ؟ من فضلك قف لحظة وفكَّر بتأني في هذه العبارة " هناك فارق بين سلام المؤتمرات الواهي المكتوب على الورق، والسلام الحقيقي المدفوع الثمن وهو موت المسيح وسفك دمه على الصليب" لو كان الأول صحيحًا لعاش الإنسان في سلام مع نفسه ومع الله ومع الآخرين، ولكانت الدول والشعوب تتعايش بعضها مع بعض في توافق ووئام – وما نراه الآن من أحداث دامية على الكرة الأرضية يؤكد صحة ما نقول، إنني أوجهك لتقرأ الكتاب المقدس الذي يقدم لك المسيح الذي وحده فيه الحل لكل مشاكل العالم .

إقبل الرب يسوع المسيح فاديًا ومخلصًا شخصيًا فتحظى بالمصالحة الحقيقية، وتختبر فيه السلام الحقيقي . إنه قال مرة "لا تضطرب قلوبكم .. سلامًا أترك لكم سلامي أعطيكم . ليس كما يُعطي العالم أعطيكم أنا" (يوحنا 14: 27،1) – إذا تعرفت بالمسيح أعدك أنك ستردد مع الملك داود هذه العبارات الرائعة "جعلت سرورًا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمرهم، بسلامة أضطجع بل أيضًا أنام لأنك أنت يارب منفردًا في طمأنينة تسكنني" مزمور4: 8،7 – لقد قال الملك هذه العبارات بعد ان عاش أيام المعاناة وسواد الليالي "لأني قد رأيت ظلمًا وخصامًا في المدينة .. وإثم ومشقة في وسطها، مفاسد في وسطها ولا يبرح من ساحتها ظلم وغش .. يمخض قلبي في داخلي وأهوال الموت سقطت عليَّ، خوف ورعدة أتيا عليَّ وغشينى رعب، فقلت ليت لي جناحًا كالحمامة فأطير وأستريح" مزمور55 . "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق في البلاد فلا ترتع من الأمر. لأن فوق العالي عاليًا يلاحظ والأعلى فوقهما" (جامعة 5: 8) . إن الله تبارك اسمه وتعالى هو الذي يدير دفة الكون، والممسك بزمام الأمور، والمتحكم في كل الأحداث لكي يتمم في النهاية مشيئته الصالحة – هذا هو الذي معه أمرنا .

إننا نتوق إلى الوقت القريب السعيد الذي فيه تنتهي الحروب والصراعات بين دول العالم، وتتحقق أمنية شعوب الأرض، التي تتطلع إلى عالم يسوده السلام الحقيقي القائم على العدل عندما يأتي المسيح ويملك إلى أبد الآبدين ولا يكون لملكه نهاية . " وللحديث بقية فإلى الملتقى "

أفرايم فخري

[روشا الفرفوشه]

ميرسى على موضوعك الجميل مايكل

[بنت معلم الاجيال]

ميرسي كتير علي المشاركة الجميلة ربنايعوضك

[بيدو توما]

سلامًا أترك لكم سلامي أعطيكم . ليس كما يُعطي العالم أعطيكم أنا"
(يوحنا 14: 27،1)
يارب نشكرك لأننا نحيا اليوم في سلامك
شكرا جزيلاً أخي العزيز على الموضوع
الجميلة جداً والمعلومات القيمة تحياتي وأحترامي
وربنا يباركك ويبارك حياتك ويفرح قلبك
والمجد لربنا يسوع المسيح
دائماً..وأبداً.آمين

[Mary Naeem]

شكرا على المشاركة الجميلة
ربنا يباركك