رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْمَسْكِين،ِ لِيُخَلِّصَهُ مِنَ الْقَاضِينَ عَلَى نَفْسِهِ [31]. يجلس عن يمين الآب، ويقوم الآب عن يمين الابن، لأن "اليمين" لا يعني اتجاهًا مكانيًا مُعَيَّنًا، بل هو رمز للقوة، فكل مِنْ الآب والابن الواحد عن يمين الآخر، إذ لا انفصال بين قدرة الآب وقدرة الابن، بل ويُدْعَى الابن نفسه "قوة الآب". * قيل عن يهوذا: "ليقف الشيطان عن يمينه:؛ فإنه إذ اختار أن يُزيد من غناه ببيعه المسيح. أما هنا فيقف الرب عن يمين الفقير، فيكون الرب نفسه هو غِنَى الفقير. "يقف عن يمين الفقير" لا ليضاعف سنوات حياته التي ستنتهي يومًا ما، ولا ليزيد مخازنه، ولا يجعله قويًا في الجسد، ولا في أمان من جهة الزمن، إنما يقول: "ليخلص من المُضطهِدين نفسي". الآن تصير النفس في أمان من المُضطهِدين، إن كان لا نوافقهم في الشر. ولا يكون مثل هذا التوافق معهم عندما يكون الرب قائمًا عن يمين المسكين، هذا العون وُهِبَ لجسد المسيح في حالة كل الشهداء القديسين . القديس أغسطينوس * دُعِيَ ربنا مسكينًا، لأنه اتَّخذ صورة الإنسان المسكين، ولأنه تصرف في العالم بالفقر والمسكنة. ولأن اليهود كانوا يرونه كمسكينٍ. وأيضًا يدعو مَعْشر الناس مسكينًا، فالذي يفعل أعمالًا تستحق اليمين يقوم الله عن يمينه، ويُخَلِّصه من مضطهديه المنظورين وغير المنظورين. الأب أنسيمُس الأورشليمي * لأنه يقوم عن يمين المسكين". وقف الشيطان عن يمين يهوذا، وأما الرب فوقف عن يميني. "لتُخَلِّصْ نفسي من القاضين عليّ"... إن كان (المسيح) حزينًا، فهو له عواطفه، لأن الحزن عاطفة. لهذا إن أرادوا أن يقولوا لنا: "إننا نقول إنه ليس له عواطف بشرية أو وجدان، لهذا لم يكن لديه مجال أن توجد فيه خطية" لنجيب عليهم بهذا: أليس له جسد مثلنا أم لا؟ إن قالوا: "له" نجيبهم "إذن لديه عواطف أجسام. كل واحد يفهم ما أقوله". إن أنكروا أن له عواطف أو رغبات الجسد نلتزم بالرد أنه بلا جسم. ولكن يلزمنا أن نؤكد لهم: "إذ له جسم حقيقي مثل جسمنا، لكن ليس له خطايا الجسم"، فإن له أيضًا نفس حقيقية، ولكن ليس له خطايا النفس. ليتنا ندرك ونشكر أن له جسم حقيقي ونفس حقيقية، لأنه إن كان الرب لم يتخذ طبيعة بشرية بكاملها فإنه لم يخلص البشرية. لو أنه اتخذ جسمًا فقط بدون نفس، فهو خلص الجسم دون النفس. لكننا نريد أن أنفسنا تخلص أكثر من جسمنا، لهذا أخذ الرب كل من الجسم والنفس ليُخَلِّص كل منهما، يُخَلِّص الإنسان بكماله كما خلقه. القديس جيروم * ها أنتم ترون، هذه هي ذبيحة حقيقية، تَقْدِمة حقيقية، حافظين في أذهاننا على الدوام إحسانات الله، ننقشها في تفكيرنا، كارزين بها بكلمات الفم، فنجعل الكثيرين يسمعون عن إحساناته. بهذه الوسيلة، فإن من ينال إحسان حنوه يتمتع بمكافأة عن شُكْرِه، ويربح نعمة أعظم من قِبَل الله، وأيضًا الذين يسمعون عن الإحسانات المُقَدَّمة للغير، يصيرون أكثر غيرة، ويحسبون الإحسانات المُقَدَّمة للآخرين، فرصة أن يقتدوا بهم في الفضيلة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|