سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
مقال مترجم عن قاموس العقيدة الصادر باللغة الغرنسية
ترجمة الخورية اندريه انطونيوس مقار ابراهيم
في التاريخ :
1- في القرون الأربعة الأولى :
نرى أن تنّوع التقاليد التي شهدناها في العهد الجديد يُتابع في القرون الميلاديّة الأربعة الأولى، وأن معموديّة المسيحييّن لا تُسند إلى نصٍ بيبلي (كتابي) أصليّ، كما هي الحال مع سرّ الافخارستيّا في العشاء السريّ.
نرى أيضاً أنّ العاديات المسيحيّة تشهد ازدياد رتبة العماد ولكنّها، مع ذلك، لاتعرض سوى احتفالٍ واحد للتدرّج المسيحي. ويعود هذا الاحتفال الوحيد أكثر إلى فهمٍ عام للمعموديّة على أنّها احتفال ثالوثي لدخول الكنيسة منها وَحّدةٌ رُتبيّة.
لاتكثر شواهد القرن الثاني للميلاد أبداً في هذا المجال (بنوا 1953)، ويقدّم الفصّل السابع من كتاب الديداكيه (الذيذاخة)، سرّ العماد بعد تعليم الفصول 1-6. وهو يذكره باسم الآب والإبن والروح القدس،إنما أيضاً باسم الربّ كما في الفصل (5و9)K ويعطي توضيحات في استخدام الماء، بسكب هذا العنصر فقط عند الاقتضاءK وعن الصوم الذي ينصح به لكلّ من يستطيع ذلك.
يضيف يوستينوس على ذلك، في منتصف القرن الثاني، أنّ معنى العماد هو الإستنارة (photismos) ثم يذكر أنّ الاحتفال يؤدّي في النهاية إلى الإفخارستيا (65 و16.1Apol ). من جهته، يشهد القرن الثالث الميلادي تطّوراً رتبيّاً ملحوظاً (طرد الشرير والمسح بالزيت ووضع الأيدي). تتأتى هذه كلهّا بشكلٍ رئيس من الكتاب المقدّس حتّى لو وجد ما يشابهها في عادات العالم القديم.