رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فساد جامع: تقييم الله للجنس البشري أنه ليس أحد بارًا، ليس من يطلب الله. اقتبس القديس بولس هذا النص في (رو 3: 10-12). "ليس بار ولا واحد، ليس من يفهم، ليس من يطلب، الجميع زاغوا وفسدوا معًا، ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد"، ليُثبت أن اليهود والأمم على حد سواء جميعهم تحت الخطية. ليس فقط الوثنيون هم خطاة بل وكل البشرية أيضًا. العالم كله مذنب أمام الله؛ هذا يقودنا إلى فهم الأمر بصورة عامة بخصوص فساد الطبيعة البشرية. طبيعتنا في كلّيتها - التي مركزها القلب - تحتاج إلى تجديد. "قال الجاهل في قلبه ليس إله موجود. فسدوا وتدنسوا بأعمالهم وليس من يصنع خيرًا حتى ولا واحد" [1]. هكذا صار الجهلاء رجسين في طرقهم وأفعالهم وانحرافاتهم. ذبائحهم وبخورهم رجس عند الرب، حتى أعيادهم واحتفالاتهم دنسة (أم 15: 8؛ إش 1: 13). ربما يصنع الأشرار أمورًا صالحة لكن تبقى دوافعهم الداخلية شريرة. لا يصنعون شيئًا يُحسب في عيني الله صالحًا، لأن الله ينظر إلى القلب؛ و"المحبة هي تتميم الناموس"، إذ ليس للأشرار محبة. "بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله"؛ والأشرار ينحرفون عن الإيمان. الخطية تدمرّ وتحطم كل أعمال الأشرار. * "فسدوا ورجسوا بأعمالهم"، بمعنى أنهم بينما هم يحبون هذا العالم ولا يحبون الله، هذه الأفعال التي تفسد النفس وتعميها تؤدي بالجاهل أن يقول "في قلبه لا إله". "وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" (رو 1: 28). القديس أغسطينوس * إذ هم حمقى في أفكارهم تظهر أعمالهم الشريرة، إذ يقول الرب: "كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار؟!" (مت 12: 34). كانوا أشرارًا لأنهم فكروا بالشر. كيف يمكن لهؤلاء أن يأتوا بأعمال بارّة وأذهانهم قائمة على الخداع والمكر؟!. القديس أثناسيوس الرسولي * كيف يمكن أن يكون حكيمًا من لا يتطلع إلى صانعه؟. القديس أمبروسيوس * حينما يقول: "الرب أطلع من السماء" يصف معرفته الكاملة بكل شيء بصورة استعارية مأخوذة عن البشر. القديس يوحنا ذهبي الفم الأشرار لا يفهمون ولا يطلبون الله. لو كانت عقولهم غير مظلمة لعاينوا جمال الإلهيات وأحبوها. وإذا ما أحب البشر الإلهيات فإنهم يعرفون شيئًا بل والكثير عن جملها، فإننا لا نقدر أن نعاين الجمال ما لم نحبه، ولا يمكننا أن نعطي إهتمامًا حيويًا ومبهجًا لأمر ما ما لم يكن لدينا الاستعداد أن نحتضن هذا الأمر. كلمة "فاهم" هنا في النص جاءت في مواضع أخرى في الكتاب المقدس بكونها: "حكيمًا، متعقلًا، خبيرًا، ماهرًا" (دا 12: 10؛ عا 5: 13؛ إر 1: 9؛ دا 1: 4) وأيضًا لتعني: "يعلم، يسلك بحكمة" (2 كو 30: 22؛ 1 صم 18: 14-15). كما جاءت في صيغ أخرى للكلمة لتعني: "يعتبر، ينتعش، يتثقف، ينال نجاحًا صالحًا، يتصرف بفطنة" (أي 34: 27؛ أر 10: 21؛ 20: 11؛ 23: 5؛ نح 9: 20؛ أم 21: 11؛ يش 1: 8، إش 52: 13). فالأشرار بذواتهم لا يتحلّون بالحكمة أو الفطنة أو الخبرة أو المهارة، لا يسلكون بتعقل ولا يقدّمون تعليمًا صادقًا، ولا يتعلمون تعليمًا صحيحًا، وهم ليسوا ناجحين في حياتهم ولا يزدهرون. كلهم سخفاء، لا يتمتعونبعنصر واحد من الحكمة في كل سلوكياتهم، من جهة التزاماتهم وإخلاصهم. أما كلمة "يطلب (يفتش)" فقد جاءت بمعنى يستفهم (تث 13: 11)، أو يبحث (إر 29: 13)، أو يعتني (أي 3: 4) أو يهتم (تث 11: 12؛ 142: 4). فالأشرار لا يهتمون بالله ولا يلتفتون نحوه ولا يبحثون عنه ولا يطلبونه. وقد جاء الفعل المقابل لها "يجد" فالحكمة الحقيقية تقوم على طلب الله والعثور عليه. "كلهم قد حادوا جميعًا وفسدوا معًا وليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد" [3]. خلال شبه اتحاد أو اتفاق فيما بينهم، لأن الجميع زاغوا وفسدوا، الكل قد تدنس وارتد! الحاجة إلى تجديد طبيعتنا الفاسدة: لقد أخطأ آدم وحواء وتحملا مسئولية خطأهما الشخصي، لكنهما فقدا صلاح الطبيعة فورثنا عنهما فسادها، الأمر الذي نشاهده حتى في الأطفال الصغار، حيث يحملون الكثير من الغضب أو الغيرة دون أن يعلّمهم أحد... وصارت الحاجة إلى مخلص قادر أن يعيد خلقة طبيعتنا أو أن يجددها. * خلق الله الإنسان، وأراد أن يبقى في عدم فساد، ولكن البشر باحتقارهم ورفضهم التأمل في الله، ابتكروا ودبروا الشر لأنفسهم... فنالوا حكم الموت الذي أُنذروا به، ومن ذلك الحين لم يستمروا كما خُلقوا، بل فسدوا حسب تدابيرهم... وإذ رأى "الكلمة" أن فساد البشر لا يمكن إبطاله بأية وسيلة سوى الموت كشرط ضروري... فلهذه الغاية أخذ لنفسه جسدًا قابلًا للموت، لكن باتحاد هذا الجسد بالكلمة الذي هو فوق الكل، يكون جديرًا بأن يموت بالنيابة عن الكل؛ ولأن الكلمة أتى وسكن فيه، يبقى في غير فساد، وبذلك ينزع الفساد من الكل بنعمة القيامة... كان ضروريًا ألا يتجسد أحد آخر سوى الله الكلمة نفسه، "لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل، وبه الكل، وهو آت بابناء كثيرين إلى المجد أن يجعل رئيس خلاصهم كاملًا بالآلام" (عب 2: 10). القديس أثناسيوس الرسولي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 53 - فساد جماعي |
مزمور 36 - فساد قلبه |
مزمور 35 - لأنهم مجانًا أخفوا لي فساد فخهم |
مزمور 14 - فساد الأشرار |
بالأسماء:فساد صغار ضباط الشرطة بعد الثورة اكتسح فساد الكبار فى عهد مبارك |