معاً كل يوم فى الصوم الكبير-يوم الأربعاء من الأسبوع الرابع

[nasser]

يوم الأربعاء من الأسبوع الرابع
(مر 35:4-الخ)

(وقال لهم فى ذلك اليوم لما كان المساءلنجتز إلى العبر).فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان فى السفينة.
وكانت معه أيضاً سفن أخرى صغيرة.فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلىء.وكان هو فى المؤخرة على وسادة نائماً.فأيقظوه وقالوا لهيا مُعَلّمُ أما يهمك أننا نهلك؟) فقام وانتهر الريح وقال للبحراسكت ابكم).فسكنت الريح وصار هدوء عظيم).
وقال لهمما بالكم خائفين هكذا؟كيف لا إيمان لكم؟)فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعضمن هو هذا؟فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه))

يسوع فى السفينة

إنجيل هذا الصباح يختص بالكنيسة وبالنفس البشرية وآية اليوم هى:

(وكان هو فى المؤخرة على وسادة نائماً)

قصة هذه الحادثة مذكورة فى الثلاثة أناجيل وفى كل إنجيل يضيف آية أو يصف لمسة فيزيدها جمالاً.سأعلق على بعض الفقرات بقدر الإمكان.
لمّا كان المساء:دائماً فى الإنجيل عندما تقرأ المساء انتبه إن النور سيغيب وأن ضيقاً سيأتى.
لنجتز إلى العبر:لم يسبق للمسيح أن قالها ما معناها هنا؟أيكون قصده عبور محيط العالم إلى الشاطىء الآخر؟
ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه:السفينة هى الكنيسة لابد أن يدخل هو أولاً ويعد لنفسه مكاناً فيها ثم بعد ذلك تدخل الكنيسة وراءه.
وفيما هم سائرون نام:فقد كانت الريح هادئة والجو معتدلاً.
كان هو فى المؤخرة على وسادة نائماً:أمعقول أن ينام الرب هكذا؟
فحدث نوء عظيم:ولازال نائماً وإذا اضطراب عظيم قد حدث فى البحر:ولازال نائماً وكانت الأمواج تضرب إلى السفينة:ولازال نائماً.مستحيل أن شخص ينام فى مثل هذه الأمواج التى تضرب السفينة.وتغطيها.
(وكانوا يمتلئون ماء) لقد دخل الماء السفينة وهو مازال نائماً.
(وصاروا فى خطر) ولازال نائماً.فأيقظوه قائلين:
(يا معلم أما يهمك إننا نهلك؟) هل معقول أن نهلك والرب موجود؟
(فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم) المسيح ألغى قوانينه التى وضعها هو.
(فسكنت الريح وصار هدوء عظيم وقال لهم:ما بالكم خائفين كيف لا إيمان لكم؟ وقالوا بعضهم لبعض:مَنْ هذا فإن الريح والبحر أيضاً يطيعانه).
مع العلم أن هذه المعجزة أصعب بكثير من أن يخلق الريح ويخلق البحر.
قلنا إن إنجيل هذا اليوم يتجه نحو الكنيسة ولو رجعنا للقراءات ستجدون أن الكنيسة كانت فى ضيق عظيم فقد قاموا على يعقوب أخى الرب وقتلوه وهذا الإنجيل إشارة سرّية لحال الكنيسة فى عبورها محيط العالم بليله الطويل وتحدق بها المخاطر من كل جانب.
قصة اليوم هى قصة مبسطة للغاية لتاريخ الكنيسة وأهوال الزمان.كان المسيح نائماً على وسادة لا توقظه زعازع الدنيا ولا كان اضطراب العالم يقلقه ولم يزعجه تهديدات الهلاك الذى أحاط بالكنيسة ولكن فقط همسة صراخ بالاستغاثة أيقظته فى الحال طلب النجدة أقامه ودفعه إلى المقدمة لينتهر ويصير سلام.
المسيح النائم:تعبير سرى عميق.نحن سبق وعرفنا مسيح الكلمة الخالق الفعّال فى الخليقة.ولكن لم نعرف بعد شيئاً عن المسيح النائم.مسيح الهدوء.هو نائم عندك نائم فى مركبك
ليتك تحس به معى اليوم.
الآن نعرف سر نومه هادئاً على وسادة إنه لا يضطرب إنه نائم فى مركبك الضعيف بسلطان هدوئه وصمته الذى يفوق العالم فحينما تضطرب الأمور من حولنا..فلنا معلم متوسد إيماننا فى المؤخرة معنا فى ذات القارب ولا ينتظر منا إلا الاستغاثة.
وهذه القصة مُسجلة على المسيح كوعد إلهى بالنجاة كما هى أيضاً مُسجلة لك ولى أيضاً.

صلاة

نشكرك يارب
لأنك معطى شعبك وكنيستك قوة كان يتأملها بولس الرسول قائلاًمتقوّين بكل قوة المسيح يسوع) كل قوة.
نحن فى ضعف شديد ولكن هذا لا يخفى عن قلبنا وفكرنا.نداؤنا إليك أنك لابد أن تقوينا لأنك وعدت أن قوتك فى الضعف تكمل.
زد إيماننا لكى نستزيد عطية الروح القدس فى هذه الأيام سنعيش لك وسيكون فرحنا الوحيد بك وسيكون أملنا ورجاؤنا الوحيد هو أنت ويكفينا هذا.