|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من أنا؟
من هو الإنسان لنيافة الأنبا موسي أ سقف الشباب من هو الإنسان وذكرنا الآتي: 1- أنا الإنسان... المخلوق الحر 2- أنا الإنسان... المخلوق علي صورة الله 3- أنا الإنسان... المفدي بالدم الإلهي 4- أنا الإنسان... هيكل الروح القدس 5- أنا الإنسان.. وريث الملكوت لقد رسم الرب لنا طريق الخلاص, وتدبيره العجيب في قوله: 'لما جاء ملء الزمان, أرسل الله ابنه مولودا تحت الناموس, ليفتدي الذين تحت الناموس, لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء, أرسل الله روح ابنه-,' إلي قلوبكم صارخا يا أبا (abba) الآب. إذا, لست بعد عبدا بل ابنا. وإن كنت ابنا فوارث لله بالمسيح' (غل 4:4-7). وهكذا يكون تدبير خلاصنا كما يلي : ملء الزمان التجسد الفداء التبني الملء بالروح ميراث الخلود. * لاحظ تعبير 'وارث لله بالمسيح'... أي أن ميراثنا ليس هو الملكوت فقط, بل الملك أيضا.. بمعني أننا كأولاد لله, سيهتف كل منا مع عروس النشيد: 'أنا لحبيبي, وحبيبي لي' (نش 3:6). * ويهتف الرب - في اليوم الأخير - مناديا أولاده: 'تعالوا يا مباركي أبي, رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم' (مت 34:25)... إن الملكوت الأبدي معد للإنسان من قبل خلقته, أما النار الأبدية فهي معدة لإبليس وملائكته (مت 34:41,25)... والبشر الذين يذهبون إليها, هم من اختاروا أن يرفضوا الله, ويعيشوا في الخطيئة, (أمارتيا Amartia = التهديف الخطأ), وهكذا يفصلون أنفسهم بأنفسهم عن إلهنا المحب. * 'من يغلب يرث كل شئ, وأكون له إلها, وهو يكون لي ابنا' (رؤ 7:21). لذلك 'مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولي (التوبة), هؤلاء ليس للموت الثاني (الأبدي) سلطان عليهم' (رؤ 6:20). وهنا نختتم مسيرتنا بالخلود, وبالحياة مع الله في الملكوت... فما أسعد الإنسان بكونه إنسانا, فهو يري الأشياء 'التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها' (1بط 12:1), ثم يرث الأمجاد التي وعدنا بها الرب حين قال: 'من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي, كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبي في عرشه' (رؤ 21:3). وهذا وعد السيد المسيح له المجد: 'أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني, ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد' (يو 22:17), ويقصد بذلك مجد التبني, ومجد الكهنوت, ومجد التقديس, ومجد الجسد النوراني, وليس - بالطبع - المجد الإلهي الخاص بالله وحده, والذي قال عنه الرب: 'مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم' (يو5:17). فهذا هو مجد اللاهوت, المجد الأزلي, الذي كان للابن منذ الأزل, وتخلي عنه مؤقتا حينما تجسد وفدانا, ثم عاد إليه مرة أخري. إن مجد اللاهوت خاص بالله وحده, فهو الذي قال: 'مجدي لا أعطيه لآخر' (إش 8:42)... وهكذا 'إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه' (رو 17:8)... 6- أنا إنسان... وسأظل إنسانا!! بمعني أنه رغم كل ما يمنحه الله للإنسان من نعم مثل: التبرير - والخلاص - والتقديس - والتمجيد إلا أنه إنسان, وسيظل إنسانا إلي الأبد لا يختلط بجوهر الله!!. ومع أن الرب قال لنا بنفسه: 'أنا قلت أنكم آلهة' (يو 34:10) إلا أنه أضاف قائلا: 'لكن مثل الناس تموتون' (مز 7:82). 'آلهة' هنا... معناها 'شركاء الطبيعة الإلهية' (2بط 4:1), 'عاملان مع الله'(1كو9:3). ولا تعني إطلاقا تلك البدعة الحديثة التي استوردها البعض من كنائس غير قبطية, والتي تنادي بأننا 'شركاء في الطبيعة الإلهية'... 'شركاء في الثالوث'... 'شركاء في اللاهوت'... 'نأكل ونشرب اللاهوت' فهذه كلها أمور خاطئة إذ سيظل الإنسان إنسانا والله إلها... لا نشترك في طبيعته ولا في جوهره الإلهي!! هذا 'الخلط' بين الله والإنسان مرفوض منذ قديم الزمن, حتي في شخص ربنا يسوع المسيح الذي رغم اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخصه المبارك, إلا أن ذلك الاتحاد كان وسيظل 'بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير'... ظل اللاهوت وسيظل لاهوتا, والناسوت سيظل ناسوتا إلي الأبد دون خلط ولا امتزاج. لذلك فالذين يتحدثون عن 'تأله ناسوت المسيح' هم مخطئون بلا شك! ملحوظة: يرجع في ذلك بالتفصيل إلي كتاب 'بدع حديثة' لقداسة البابا شنوده الثالث... فليعطنا الرب أن نتمتع بأمجاد شركة الطبيعة الإلهية والميراث الأبدي, دون أن نتجاوز حدودنا الإنسانية لنخلط أنفسنا باللاهوت غير المحدود والأزلي, القادر علي كل شئ, والموجود في كل زمان ومكان... له كل المجد!. |
|