القديسة فوستينا
آه! أن يكون لدينا مرشد روحي فتلك نعمة عظيمة! ممّا يجعلنا نتقدّم بسرعة في الفضيلة، نرى إرادة الله بوضوح أكثر، ونتممّها بإيمان أكبر ونسير في الطريق الأمين الخالي من المخاطر. يدرك المعرّف كيف نتجنّب الصخور التي تتكسّر عليها النفس: لقد أعطاني الربّ هذه النعمة، ولو متأخّرة، لأرى كيف أن إرادة الله تنسجم مع أمنيات المرشد، ممّا يتسبب لي بفرح كبير. أذكر فقط مثلاً واحداً من ألف، حدث لي، ذات مساء سألت الربّ يسوع كالمعتاد، أن يعطيني نقاط تأمّل لليوم التالي، حصلت على هذا الجواب: «تأمّلي في النبي يونان ورسالته». شكرتُ الربّ ورحتُ أفكّر في داخلي، إن هذا الموضوع يختلف عن غيره ولكن بذلتُ كل جهدي لأتأمّل فيه. لبست شخصيّة النبي، بمعنى أنني أنا أيضاً أحاول غالباً أن أجد أعذاراً للربّ، مدعية أن شخصاً آخر غيري قد يتمّم إرادته [أفضل مني]، دون أن أدرك أن الله يستطيع كل شيء وأن قدرته السامية ستظهر حتماً في الوسيلة الضعيفة التي يستعملها. أبان الله ذلك لي بما يلي: كان وقت بعد الظهر مخصّصاً للإعتراف في الجمعيّة. لما عرضّت على مرشدي الروحي الخوف الذي إعتراني بسبب هذه المهمّة التي أوكلها الله لي، أنا الوسيلة الغبيّة، أجابني المرشد أنه يتوجب عليّ تنفيذ إرادة الله وأعطاني مَثَل النبي يونان. بعد الإعتراف تساءلت كيف عرف مرشدي أن الله قال لي أن اتأمّل في يونان، وأنا بالواقع لم أخبره بذلك، سمعتُ حينئذ هذه الكلمات: «لمّا يتصرف الكاهن من قبلي، فهو لا يتصرف من ذاته بل من خلالي، وإنّ رغباته هي رغباتي». أستطيع أن أرى كيف يدافع يسوع عن ممثّليه، فهو يحرك أعمالهم بذاته.