|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأنا متكلم بعد بالصلاة، إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء مُطارًا واغفًا لمسني عند وقت تقدمة المساء. وفهَّمني، وتكلم معي وقال: يا دانيال إنيّ خرجتُ الآن لأُعلِّمك الفهم. في ابتداء تضرُّعاتك خرج الأمر، وأنا جئتُ لأخبرك لأنك أنت محبوبٌ جدًا. فتأمل الكلام وافهم الرؤيا [21-23]. ظهر رئيس الملائكة لدانيال ولمسه "عند وقت تقدمة المساء"، أي في وقت الساعة الثالثة بعد الظهر. كان دانيال مسبيًا منذ قرابة سبعين عامًا، لم يرَ ذبيحة المساء، التي كان الكهنة يقدمونها في هيكل الرب. لكن السنوات الطويلة لم تسحب قلبه عن الذبيحة، ولم تحرمه عن التمتع ببركة بيت الرب الذي تهدمت حجارته! في وسط القصر ببابل كان قلبه ينطلق مع كل صباحٍ ومساءٍ ليشارك بالروح العبادة التي انقطعت في أورشليم. هكذا يرتبط الإنسان مع كل الشعب في العبادة، حتى وإن كان مستبعدًا في زنزانة، بل ويشارك الكنيسة السماوية عبادتها الفائقة أينما وُجد. يقول القديس جيروم: [قيل: "عند وقت تقدمة المساء" ليُظهر أن صلاة النبي قد امتدت من وقت ذبيحة الصباح حتى المساء، لهذا وجه الله رحمته إليه]. ظهور رئيس الملائكة ولمسه "في وقت تقدمة المساء" يحمل معنى رمزيًا، أنه قد جاء المساء، وحلّ ملء الزمان الذي فيه لا تنتهي السنوات السبعون للسبي بل ينتهي زمان الخطية بمجيء المحرر المخلص، الذي يلمسنا بتجسده الإلهي، ويدخل بنا إلى المعرفة السماوية الجديدة. |
|