منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 03 - 2013, 04:58 PM
الصورة الرمزية john w
 
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  john w غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

الظروف الحزينة التي صاحبت موت يوناثان على جبل جلبوع. فقد هرب إسرائيل من أمام العدو وسقطوا. وقُتل شاول وقُتل بنيه الثلاثة معه. وبذلك تمزقت مملكة شاول تماماً. ويا لها من صورة مؤسفة- فجسد شاول وأجساد بنيه الثلاثة مسمّرة على سور بيت شان! أليست هذه صورة مؤلمة ونهاية حزينة لأي إنسان! فكم يكون بالحري نحو شخص نظير يوناثان! كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟ وما هو الدرس الذي يريدنا الله أن نتعلمه لتلك الأيام الأخيرة من هذا التاريخ المقدس؟
رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2013, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن شخصية يوناثان

نقطة التحول


كانت نقطة التحول في تاريخ يوناثان في (1 صموئيل 18)، وهذه تشرح لنا أيضاً نقطة التحول عند كل نفس وُلدت من فوق.
صحيح أننا نجده قبل هذه الحادثة كأحد الأبطال في بيت شاول "وضرب يوناثان نصب الفلسطينيين في جبع"، ثم ضرب شاول بالبوق في جميع الأرض قائلاً "ليسمع العبرانيون!" (1صم 13: 3). ثم نجده رجلاً جباراً في مخماس. وبعد هذه الحوادث بحوالي عشرة قرون استطاع واحد أن يقول: "كنت عائشاً قبلاً بدون الناموس". "إن ظن واحد آخر أن يتكل على الجسد فأنا بالأولى... عبراني من العبرانيين".
ونقطة التحول في حياة يوناثان كانت تشبه إلى حد بعيد رمزياً نقطة التحول في حياة بولس في طريقه إلى دمشق.
ويبدأ الموضوع، ويا له من درس لنا! فقد اجتمع إسرائيل ونزلوا في وادي البطم، وعلى الجانب الآخر وقف "المقاوم" لبيت شاول، و"المتحدي" الذي يُعيّر جيوش إسرائيل. ولم يكن هناك مُخلصاً في بيت شاول فأرسل الله الملك المخلّص في ذلك اليوم. الراعي المحتقر. الغلام. آه فإن ذلك المحتقر هو الممسوح من الله ملك إسرائيل. وقُتل العدو الجبار في ذلك اليوم من أصغر أولاد يسى. "وقال له شاول ابن من أنت يا غلام؟ فقال داود ابن عبدك يسى البيتلحمي". "وكان لما فرغ من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلّقت بنفس داود وأحبه يوناثان كنفسه" (ص18: 1).
آه لقد تطلع يوناثان عبر وادي البطم، ونظر ذلك الخصم المخيف جلبات الجتي، الذي كان طوله ستة أذرع وشبر وكان مخيفاً للغاية، ليس لمجرد يوم واحد أو اثنين بل لمدة أربعين يوماً، مستعرضاً نفسه ومعه كل جيش الفلسطينيين. وكم كان الله في إحسانه عظيماً إذ أرسل إلى المحلة هذا المُخلّص داود، الملك غير معروف! إذ وقف هناك بعد أن أكمل العمل الذي كلّفه الله به. لقد كان الانتصار تاماً إذ مات البطل، وهرب الفلسطينيون. وعندما نتطلع إلى داود هنا ألسنا نرى فيه عظمة ابن داود الذي حقق الانتصار الأعظم.
وكما تطلع يوناثان عبر وادي البطم هكذا تُستحضر النفس أحياناً للتطلع عبر وادي الموت. وكم يستولي الرعب علينا بشدة إذا كان المقاوم والمُعيِّر هناك يختال زهواً في رعبه، وكل خطايانا الماضية تبرز خصماً. وهكذا تقف في صف مرعب مثل جيوش الفلسطينيين! دعني أسألك لتتطلع عبر الوادي الضيق والعميق وتخبرني هل استُعلن المخلص يسوع لنفسك مثلما استُعلن داود ليوناثان؟ إن الواحد بالتأكيد هو صورة فقط للآخر. ولكن هناك حقيقة مؤكدة ليوناثان فقد اجتُذب قلبه لداود. هذه المسألة خطيرة للغاية فالوادي الذي يفصلنا عن الأبدية ضيق جداً- كلا بل ربما مجرد نَفَس (شهيق) وبعد ذلك الموت، فهل يأتي بك الموت إلى الدينونة؟ وإن كان كذلك فسيصبح هذا سبباً أخطر من الوضع الذي كان عليه إسرائيل في ذلك الوقت. ربما تكون بطلاً ومن أمراء المملكة مثلما كان يوناثان في زمانه، ولعلّ بوق شاول قد أشاد في مدحك، ولكن هل أعلن لك الله عن يسوع لنفسك- ذاك المُرسل من الله- المُحتقر والمرفوض من الناس؟ هل رأيته؟ إذن فأخبرني عن هذه الجروح التي في يديه وفي جنبه؟ إنها تتكلم بحلاوة قائلة "العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته". ليتك تتطلع إلى ذلك المنتصر الجبار والمُرسل من الله "هوذا حمل الله". آه فكم يصبح التأثير العجيب للإيمان البسيط بيسوع الذي أكمل عمل الفداء! أربعون يوماً من التعييرات التي أطلقها جليات على إسرائيل ولكن أربعين قرناً من الزمان لا يكف إبليس عن تعيير الإنسان وإهانة الله. ومَن غير البديل القدوس الذي استطاع أن يواجه المقاوم ويؤكد على مجد الله؟ نعم وكما ضرب داود جليات في وادي البطم كذلك التقى يسوع بقوة الشيطان في وادي الموت. يا نفسي تأملي في هذا الأمر. فكل خطية يستحضرها المشتكي ليعيرني بها قد حملها يسوع عني.
هذا الإعلان الأول يستحضر أمامنا شيئين في يوناثان من جهة علاقته بداود. إنه أحبه كنفسه ثم تجرد من نفسه. وبالتأكيد فإن هذا أمر طبيعي وبسيط. كيف كان ينظر إلى وجه ذلك الراعي الشاب الذي وضع حياته في يده وبمقلاعه وحجره صنع خلاصاً عظيماً هذا مقداره! أتستطيع أن تتطلع إلى يسوع الذي أعطى حياته الغالية، والذي احتمل الغضب بسبب خطاياك، والذي أراك يديه وجنبه، وبكلماته الحلوة قال "سلام لكم" فعندئذ تعرف. أيمكنك ألا تحبه لأنه أحبك أولاً؟
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2013, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن شخصية يوناثان

التجرّد




ولذلك فكما ترى أن الإيمان بالضرورة يُنتج المحبة. وكل هذا جميل وبسيط فعلاً! أما عن التجرد- فلماذا جرد يوناثان نفسه؟ دعونا نسمع ما قاله العبراني الذي كان من العبرانيين لماذا فعل ذلك- وأظن أنه سيشرح لنا السبب عند يوناثان. ولقد اتخذتُ كليهما لأن كلاً منهما يمثل أفضل عبراني في وقته- وهو عبراني مقتدر- يوناثان عصره وشاول الطرسوسي الذي كان من أفضل الفريسيين المفتخرين ببرهم. وإذا رجعنا إلى فيلبي 3 وقرأنا ما كتبه بأمانة عن نفسه. يقول: "من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم"- هذا ما أمكن أن يقوله ذلك العبراني. دعونا نطرح سؤال يوناثان على بولس فلماذا تجرد بولس؟ الإجابة واضحة وبسيطة "لكن ما كان لي ربحاً فقد حسبته لأجل المسيح خسارة. بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء. وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأُوجَد فيه وليس لي بري الذي من الناموس... بل البر الذي من الله بالإيمان" (في3: 7- 9).

إن هذا التجرد بالتأكيد جميل جداً وجذاب للغاية! فيسوع المحتقر الذي مات على الصليب لأجل الخطايا، يظهر لهذا العبراني الذي من العبرانيين وهذا الفريسي الذي من الفريسيين وبمجد يفوق لمعان الشمس يقول: "أنا يسوع الذي أنت تضطهده". فكم فعلت هذه الكلمات من تغيير! وبعد سنوات أمكن لبولس أن يكتب عن هذا المُمجّد الذي أُسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا، وليصبح برنا فإن الله أقامه من بين الأموات ذلك القدوس البار، وهو برنا الكامل والأبدي أمام الله وأمام الخليقة بأسرها (رو4: 25، 5: 18، 1كو1: 30، في3: 9و 10). نعم ويملأ النفس التي تعرفه سلام الله وقوة قيامته.

والآن علينا أن نرى أن كل ما يُعظّم شاول العبراني قد أسقطه من حسابه ليربح المسيح، ولذلك كم كان تجرده من ذاته شيء مبهج ليصبح المسيح هو الكل. هل قلبك مرتبط بالمسيح هكذا؟ وهل تجردت لأجله؟

وكما تجرد بولس من الكل، كذلك فعل يوناثان إذ خلع "الجبة التي عليه وأعطاها لداود مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته". وهكذا كان تقديره لداود المخلّص الملك! وعندما يخلع الأمير صاحب الرتبة العسكرية سيفه فهذا له مغزى هام ويا له من تجرد! إنه مكتوب عن الأربعة والعشرين شيخاً المكللين أنهم طرحوا أكاليلهم "أمام العرش قائلين أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة".

وهكذا يتميز المسيحي بهاتين العلامتين المباركتين كما نجدها في يوناثان، فهناك الإحساس بقيمة الفداء بدم يسوع الذي ارتبط القلب به بالمحبة، وكذلك الإحساس به كبرنا الذي أُقيم من الأموات، وهذا يجردنا من ثيابنا القديمة وهي البر الذاتي- نعم الخرق البالية والسيف والمِنطقة- الكل أو كل ما ينبع من الذات وبرها ومجهوداتها وحروبها ومسالكها- فالكل نتخلى عنه ليسوع وهو بر الله، وللمسيح المقام.

وبالتأكيد يا قارئي العزيز فإن لم يكن المسيح قد استُعلن لك كما استُعلن داود ليوناثان فإنه لا شيء يقنعك لكي تتخلى عن ثيابك القديمة، والجبة والسيف والمنطقة. وما لم تتيقن تماماً بأن ثيابك القديمة لا تؤهلك لحضرة الله، فإن العدو سيحاول أن يضع أمامك الأمل بأنك ستحارب بقوة وتسلك سلوكاً أفضل وسيكون ذلك إما بعمل قداسات وحفظ قوانين وطقوس وممارسات معينة- أي شيء يحاول به العدو أن يضعك بعيداً عن تجرد يوناثان فلا تعد ترى أنك لا شيء بالمرة وأن المسيح هو كل شيء.

ثم نتقدم خطوة في ذلك التاريخ المقدس (1صم: 19). وحيث تكون معرفة حقيقية للمسيح فإن المحبة لا تصبح مجرد عاطفة طارئة بل محبة ثابتة من نحو يسوع وازدياد في الإيمان بالعمل الذي أكمله. هذا الإيمان الذي يجب أن يُعترف به أمام الناس مهما تكلفنا الثمن. بالتأكيد نرى ذلك في بولس وفي كل أعضاء الكنيسة الأولى، ولذلك نرى في إصحاحنا هذا "أما يوناثان ابن شاول فسُرّ بداود جداً"."سُرّ جداً!" وتجب ملاحظة أن مملكة إسرائيل كانت تحت حكم بيت شاول خارجياً، لكن الله قد رفضه هو وبيته وقد مسح صموئيل داود، وكان الإيمان يراه الملك الممسوح والآتي. وهكذا بنفس الطريقة فإن الإيمان يعرف الآن من كلمة الله المكتوبة أن مجد هذا العالم مع ممالكه وإلهه جميعاً تحت الدينونة، وجميعها إلى الزوال عند مجيء ملك البر ورئيس السلام.

وفي ذلك الوقت كان في إسرائيل القلوب التي تُبغض، مثلما نراها الآن متجهة إلى المسيح وأتباعه الحقيقيين، والتي رأيناها في شاول من نحو داود والذين ارتبطوا به حقيقة. أيمكنك أن تنسى ذلك؟ فإنك ستجد عداوة العالم للمسيح وهو المحك الحقيقي لقلبك. وهكذا امتُحن يوناثان "وكلّم شاول يوناثان ابنه وجميع عبيده أن يقتلوا داود". ولكن ماذا فعل يوناثان المحب؟ أخبر داود، أليس هذا جميلاً؟. ولربما نفعل نحن كذلك. ألسنا نندهش كثيراً في بعض الأوقات أن نجد قلوباً تبغض يسوع لم نكن نتوقع منها ذلك؟ قد تُدعى لمقابلة بعض الأصدقاء، وقد يكونوا جميعهم معترفين بالمسيحية (وبالمناسبة فإن شاول كان معترفاً). ولكنك سرعان ما تجد أي موضوع أو أي شخص يدور حوله الكلام بحرية إلا ذلك الشخص المحبوب جداً إلى قلبك يسوع الذي تُسرّ به جداً. ولكنهم لا يحبون أن يسمعوك وأنت تقول عنه بأنه هو الملك المجيد الآتي. ليتك تفارق هؤلاء المرائين! اذهب أولاً وأخبر يسوع، ثم تحدث عن يسوع كما تكلّم يوناثان عن داود. وهل تعلم أنه بمجرد جلوسك معهم صامتاً فإنك على الأقل تنكر ربك أمام أولئك الذين يرحبون عملياً بباراباس ويقولون لك اذهب بعيداً مع المسيح.

"وتكلّم يوناثان عن داود حسناً مع شاول أبيه، وقال له لا يخطئ الملك إلى عبده داود لأنه لم يخطئ إليك، ولأن أعماله حسنة لك جداً. فإنه وضع نفسه بيده وقتل الفلسطيني، فصنع الرب خلاصاً عظيماً لجميع إسرائيل. أنت رأيت وفرحت. فلماذا تخطئ إلى دم بريء بقتل داود بلا سبب؟"

أليس هذا اعترافاً حسناً؟ ونجد بولس في ذات الاتجاه "فإننا نكرز لا بأنفسنا بل بالمسيح يسوع رباً". يقول يسوع: "لأن من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين" (مر8: 38).
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2013, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن شخصية يوناثان

الخلاص العظيم




وكما تكلّم يوناثان عن داود، أفنستطيع نحن أن نتكلم حسناً عن يسوع؟ أفلم يصنع خلاصاً عظيماً؟ وهل بعيداً عن يسوع يوجد أي شيء حقيقي أو حسن؟ وهل هناك شخص آخر أمكنه أن يمجد الله تجاه الخطية مثلما فعل هو على الصليب؟ وهل هناك شيء أو شخص يمنح الحياة الأبدية بخلاف يسوع المقام، وهل هناك ما يهب السلام للضمير المذنب سوى دم يسوع؟ وأنا لا أعرف شيئاً في تاريخ هذا العالم أو تاريخ جميع الأمم استطاع به الإنسان أن يقف على حافة القبر- وادي البطم- ويتطلع بثبات إلى الأبدية ويقول نحن دائماً واثقون "فنثق ونُسرّ بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب".

وأرجوك أن تخبرني أليس يسوع هو الذي أحضر الحياة والخلود إلى النور؟ نعم بواسطته- ذاك الذي له الوجود بذاته، والذي به خُلق كل شيء وصارت موجودة- ألم يتخذ بالموت مركزاً جديداً للإنسان فيما وراء الخطية والموت؟ وكما أنه هو بداية هذه الخليقة الجديدة. فإننا سنصبح بالقيامة معه إلى الأبد "لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت"؟ ولا بد أن يُستعلن سريعاً ذاك الذي حقاً هو الله فهو يحتل المركز الفائق الوصف وهو موضوع سجود الكل، الذي ببسمته يملأ الكون كله بالفرح! ففي تلك الأيام القليلة الباقية لرفضه هنا أفنستحي بيسوع! وكما اعترف يوناثان بداود في بيت شاول الخرب، فإنه أكثر من ذلك نعترف بيسوع أمام هذا العالم الخرب!

والآن لنتتبع يوناثان بعد ذلك في (1صم 20) فقد كان شاول يطلب نفس داود، "ولكن كما كان حينئذ الذي وُلِد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن أيضاً"، والاضطهاد هو سمة أتباع يسوع "أنتم الذين ثبتم معي في تجاربي" وهذا تعبير رقيق جداً ويرينا كيف أن قلب يسوع يُقدّر التبعية الأمينة لتلاميذه كيفما كانت ولو ضعيفة. ونرى في إصحاحنا صورة رمزية جميلة لذلك. وكم كانت حلوة لداود عواطف يوناثان التقوية من نحوه، وكم كانت الكأس المرة حلوة! وترينا الكلمات "شاول شاول لماذا تضطهدني؟" كيف أن قلب يسوع كان يخفق مع كل عضو من أعضائه على الأرض. ويرينا كذلك كيف أنه عزيز لديه مشاركته للمضطهدين والمكروهين؟ ويا له من شيء غريب عداوة الإنسان ليسوع والتي لا تزال إلى الآن!

ثم ألم تلاحظ أنه من ذلك اليوم أن عداوة الإنسان تزداد مع أمانة المؤمن للمسيح؟ أليس كذلك؟ ومن هم الذين تنصّب عليهم البغضة من جموع المعترفين إلا الأقلية المحتقرة التي تريد أن تتبع آثار ربنا المبارك؟ وهل نرى افتراءً واحتقاراً على جماعة نظير هذه الأقلية الأمينة؟ ومن أيام بولس إلى الآن فإن أسوأ أكذوبة على المسيح هي أننا إذا أردنا أن نُقدّر ونكمل خلاصنا البشري بدون أعمالنا الذاتية فهذا التعليم يقود إلى العصيان وإهمال السلوك المسيحي. وكم نرى في يوناثان أن هذه الأكذوبة مرفوضة تماماً- "فقال يوناثان لداود مهما تقُل نفسك أفعله لك". يا لها من طاعة ثمينة وقلب طائع! وفي أماكن كثيرة في العهد الجديد نجد نفس الثمر "يا رب ماذا تريد أن أفعل؟"، وهذه هي أول استجابة لبولس عند ولادته ثانية.

أهذه هي لغة قلبك تجاه سيدك وربك الغالي؟- "مهما تقل نفسك أفعله لك" وهذا أبعد ما يكون عن مبدأ الناموس الذي هو حسن ومقدس وصالح. إنها الأشواق السماوية المستقرة لتتميم إرادة الرب فمهما يقل أفعله. كان هذا الاستعداد عند يوناثان لكي يخدم داود في بيت أبيه، ولكي يكشف لداود نظرة أبيه إن كانت عطفاً أو عداوة. إننا نقول عنه أنه كان رجل داود في بيت شاول.

ومن جهة الحكم الظاهر فإن داود كان مرفوضاً ومنبوذاً، ولكن كم هو جميل أن يعرفه الإيمان كمن اختاره الله "ثم عاد يوناثان واستحلف داود بمحبته له لأنه أحبه محبة نفسه". وعندما جاء رأس الشهر وجلس الملك في موضعه على المائدة كان مكان داود خالياً، وكم كان اعتراف يوناثان بداود اعترافاً كاملاً، مع أن اعترافه هذا جلب عليه قسوة غضب شاول أبيه! "وقال له يا ابن المتعوّجة المتمردة أما علمت أنك قد اخترت ابن يسى لخزيك وخزي عورة أمك؟ لأنه ما دام ابن يسى حياً على الأرض لا تثبت أنت ولا مملكتك. والآن أرسل وائتِ به إليّ لأنه ابن الموت هو". ولم يزل يوناثان يتحدث حسناً عن داود. "لماذا يقتل؟ ماذا عمل؟". "إن كانوا قد أبغضوني فسيبغضونكم".

"فصابى شاول الرمح نحوه ليطعنه". والآن علم بغضة أبيه لداود. وكم شعر قلبه لما وجد سهم التحذير يُرمى، وعلينا أن نجمع سهام التحذير هذه "الغلام ذهب وداود قام من جانب الجنوب وسقط على وجهه إلى الأرض وسجد ثلاث مرات. وقبّل كل منهما صاحبه وبكى كلٌّ منهما مع صاحبه حتى زاد داود. فقال يوناثان لداود اذهب بسلام لأننا كلينا قد حلفنا باسم الرب قائلين الرب يكون بيني وبينك وبين نسلي ونسلك إلى الأبد. فقام وذهب وأما يوناثان فجاء إلى المدينة".

كانت أحزان داود مسيح الله ليست إلا ظلالاً لتلك الأحزان التي لابن الله الوحيد، سواء إذا نظرنا إلى آلامه المتنوعة التي تكمّل بها كرئيس خلاصنا، أو لآلام الموت التي تمجّد بها الآن عن يمين الله. وبلا شك فإن الضغوط التي كانت على قلب داود هي التي جعلته ينطق بأقوال كثيرة عن آلام يسوع في المستقبل.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2013, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن شخصية يوناثان

امتحان الإيمان


وعند هذه النقطة من تاريخ يوناثان- وهي نقطة خطيرة- علينا أن نتذكر أن داود أصبح الآن مطروداً من بيت شاول، وهكذا فإن الرب يسوع حتى تلك اللحظة مطروداً من هذا العالم وكما أن شاول كره داود، هكذا بأكثر من ذلك فإن العالم يكره ويحتقر ويطرد- نعم بل وقتل مسيح الله، وهو لا يزال يكره ويحتقر يسوع.
ولكن هناك جانب آخر من هذه الصورة فإن الله قد رفض بيت شاول مع أنه ظل يحتمله لفترة طويلة- نعم طيلة كل زمان رفض داود. لقد اختار داود ومسحه، وكان الرب مع داود ولكنه لم يكن مع شاول. وبالتأكيد فإن صموئيل عرف ذلك، وكذلك داود، والإيمان موضوع تحت امتحان قاسي. كان يوناثان يعرف ذلك أيضاً كما سنرى في مقابلته التالية والأخيرة مع داود.
ولكن يجب عليّ أن أخبركم بالشيء الوحيد الذي كان ينقص يوناثان- موضوع تأملنا، فإنه من الأمور المؤلمة أن أفعل ذلك أتعرفون لماذا؟ آه فكم من كثيرين جداً في أيامنا نظير يوناثان! أليس أمراً محزناً أن تعرف يسوع وتحب يسوع وتعترف به وتُسرّ جداً به، وترغب في خدمته في هذا العالم الشرير- ثم يعوزك هذا الشيء المجيد.
ما هو هذا الشيء الواحد؟ ربما يقول قارئي إنني بنعمة الله أجد أن كل ما قلته عن يوناثان ينطبق عليّ حقاً. لعلك تتذكر الوقت الذي استحضر الله خطاياك أمام ضميرك وكيف سمح للعدو أن يضغط على نفسك مثلما فعل جليات قديماً عندما عيّر جيوش إسرائيل في وادي البطم. ولم تجد خلاصاً، ولا سلاماً، حتى أعلن الروح القدس يسوع لنفسك، ذاك المرسل من الله، وأخبرك بأنه أكمل عمل الفداء العظيم، وأنه من خلال دمه الكريم فقد ولّت خطاياك إلى الأبد، كما أن الفلسطينيين هربوا من وادي البطم. تُرى هل اجتُذب قلبك إلى يسوع كما ارتبط قلب يوناثان بداود؟ وربما من ذلك الوقت يكون قلبك قد تأذى بالكثير من الكبرياء. ولكن تستطيع أن تقول له "يا رب أنت تعلم أني أحبك". هل تأذيت من البر الذاتي؟ وهل هربت إلى يسوع؟ وهل هو كل شيء لك وأنت كلا شيء؟ وهل هو كريم في عينيك؟ أتستطيع أن تقول إني أجد كل مسرتي به؟ إنني بكل تأكيد أجد فيه كل مسرتي إذ تعلّمت بطلان كل شيء وعدم نفع كل ما في الإنسان. وهل اعترفت بيسوع في مجتمعك الخاص- أي في بيتك؟ وهل تحدثت حسناً عن يسوع أمام كل من يبغضه ويقاومه؟ وكما كان يوناثان شاهداً لداود، ورجل داود، فهل أنت شاهد ليسوع؟ وهل مسرتك أن تكون في شركة مع يسوع وتخدمه كما كان سرور يوناثان أن يخبر داود ويخدمه؟ فإذا كان الأمر كذلك أليس مؤلماً أن يكون لك كل هذا وبعد ذلك يعوزك هذا الشيء الواحد؟
هل لفت انتباهك الكلمات الأخيرة في (ص20: 42) عن يوناثان؟ إن داود "قام وذهب وأما يوناثان فجاء إلى المدينة". فأين ذهب داود؟ في ص 22 نجده في مغارة عدلام، "فلما سمع إخوته وجميع بيت أبيه نزلوا إليه هناك. واجتمع إليه كل رجل متضايق وكل من كان عليه دين وكل رجل مر النفس فكان عليهم رئيساً وكان معه نحو أربعمائة رجل". ولكن واحداً لم يكن معه- إنه يوناثان. وربما تسأل "أليس من المحتمل أن يوناثان لم يكن يعرف عن مملكة داود في المستقبل وبالتالي لم يذهب معه؟". حسناً فلنقرأ آخر مقابلة كانت بين يوناثان وداود لنستبعد هذا الاحتمال.
"فقام يوناثان بن شاول، وذهب إلى داود إلى الغاب وشدّد يده بالله. وقال له لا تخف لأن يد شاول أبي لا تجدك وأنت تملك على إسرائيل وأنا أكون لك ثانياً، وشاول أبي أيضاً يعلم ذلك. فقطعاً كلاهما عهداً أمام الرب. وأقام داود في الغاب وأما يوناثان فمضى إلى بيته" (23: 16- 18). وكان بيته هو بيت شاول المرفوض. ومن الواضح أنه عرف عن المملكة الآتية لداود محبوبه كما عرف بيت شاول المرفوض، ولكنه فشل في أن يخرج ويتخذ مكانه خارجاً- حيث الإيمان ليكون مع مختار الله والملك الآتي.
ولكن أتعرف يا قارئي نهاية هذا الأمر الحاضر؟ أتعرف أنه "عندما يقولون سلام وأمان يفاجئهم الهلاك بغتة"؟ وأن "ابتداء القضاء من بيت الله"؟- وأنه كما نُزع بيت شاول المرتد كذلك فإن المسيحية المرتدة سيتقيأها من فمه؟ ألا ترى أن الكثيرين حولنا يحملون في أنفسهم هذه الصفة؟ ويا له من يوم ضُرب فيه بالبوق! ليسمع العبرانيون ما فعلناه! وكان التقرير عن اليوم الذي عمل فيه الإنسان وضرب بالبوق: "لأنك تقول إني أنا غني، وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء؛ ولست تعلم أنك أنت الشقي، والبئس، وفقير، وأعمى، وعريان". هذا هو وصف ربنا عن الحالة الأخيرة لهذا البيت الخرب (رؤ3: 15- 20). لقد كان شاول في نظر العالم عظيماً جداً إذا قورن بداود المطرود ولكن يا لها من نهاية أسيفة ومحزنة جداً!
ولكن هل تعلم يا قارئي أن يسوع الذي رفضته الأرض، إنه الآن عن يمين العظمة في الأعالي. وأنه سيأتي سريعاً وببوق عظيم ينادي القديسين لملاقاته في الهواء (1تس 4). وبعد ذلك سيأتي بالقضاء على الذين لم يطيعوا الإنجيل (2تس 1)، عندئذ فإن يسوع المرفوض الآن سيتخذ مكانه بالحكم في العظمة والمجد؟ ربما تقول إني أعرف جيداً هذه الأمور التي ستحدث في المستقبل؟.
وهل تعرف أن الله قد جمع بروحه جماعة قليلة من مفدييه إلى يسوع المحتقر الآن، كما كان أربعمائة حول داود في مغارة عدلام؟ حقاً كانوا جماعة متألمة، هؤلاء الأربعمائة ولكنهم كانوا مجموعين إلى شخص كداود. آه ولكن هل كان يوناثان واحداً منهم؟ أم أن جسده تعلّق على أسوار بيت شان؟
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2013, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن شخصية يوناثان

أين أنت؟ وهل تبني خشباً عُشباً قشاً في بيت شاول الكبير- دائرة المسيحية الخارجية- والتي تعترف بأنها كنيسة الله، ولكنها في الحقيقة أصبحت كنيسة العالم؟ هل اتخذت مكانك خارج المحلة مع يسوع المرفوض والآتي عن قريب؟ آه إني أسمعك تقول إن هؤلاء المؤمنين المنفصلين هم مرعبون حقاً- ولعل يوناثان قال هذا الكلام عن الأربعمائة الذين مع داود- ولكن ماذا عن يسوع؟ أفلا يستحق أن تترك من أجله كل شيء وتُوحّد نفسك معه؟ فستجد آخرين قليلين في ذات المكان على أساس من رحمة الله. ومع أن العالم الديني يحاول أن يجعل من هؤلاء طائفة أو شيعة كما كان في أيام بولس، يقاومونهم، ولا أريد أن أدخل في هذه المسألة. ولكن هناك بيتاً كبيراً خارجياً مثل بيت شاول، وهناك انفصال من هذا البيت واتحاد مع يسوع في رفضه، مثل الأربعمائة الذين كانوا مع داود. فإن كنت مسيحياً فبالضرورة أنت في مكان من اثنين. ربما تقول إنني أتكسّب عيشي من هذا النظام الديني. نعم أنا أرى إنها مسألة خطيرة فعلاً، وهكذا فعل يوناثان وأنت رأيت نهايته عند أسوار بيت شان.
وربما يقول آخر (إن لي تأثيراً قوياً على كثيرين ببقائي في هذه الأماكن، ففي تلك الطائفة لي الفرص الكثيرة أن أتكلم عن يسوع. فهل تظن أنه ستتوفر لي فرص مماثلة إذا اتخذت مكاني خارجاً حيث اسم يسوع؟ وكم سألاقي الكثير ممن سيقفون ضدي من أقربائي ومعارفي. وكم ستكون كلفة عظيمة عندما أترك الأبهة والراحة التي أحبها في هذا العالم حيث يمكن للمرء أن يتحدث عن يسوع). آه يا صديقي فإن يوناثان ربما قال كل هذا، ولكن لماذا أضاع مكافأته على الرغم من خدمته ومحبته لداود؟ ولماذا أتى إلى أسوار بيت شان المخجلة؟ أليس بسبب أنه سلك في ذات المبدأ الذي يسلك فيه الكثيرون الآن؟. إنه تعلّق بالأمور الخارجية التي رفضها الله وفشل أن يتخذ مكانه مع الفقراء والمحتقرين التابعين للممسوح من الله. وأنت تعلم يا قارئي بأن الله ليس مع العالميين وذوي الأبهة ولا يحتمل شرور الكنيسة المعترفة. فإن كنت مسروراً أكثر بيسوع، وإن كنت ترغب أن تفعل ما يريده، فلا بد أن تسمع صوته في كلمته الغالية في الأمور المختصة به. آه أليس مؤسفاً أن تصرف وقتك في مكان ولأجل أمور ستحترق عند مجيء الرب؟ فبعد زيارات وفرص شركة تعود إلى بيت شاول- آه لا يمكن أن تفعل ذلك! وأمامك أربع ملاحظات في حياة يوناثان ميّزته كمتجدد حقيقي للمسيح ومع ذلك أضاع مكافأته.

فمثل يوناثان قد تمتلئ بالمحبة ليسوع وتنظره كحمل الله الذي نزع خطاياك (1صم18: 1) وقد تتجرد من ذاتك لأجل يسوع (ع4)، وقد تعترف بيسوع اعترافاً كاملاً مظهراً سروراً كاملاً به (ص19: 1- 5)، وقد ترغب أن تفعل ما يريده يسوع (ص20: 4). ولكن كما تركت رفقة الكل لأجل أن تذهب إلى اسحق، فهل تريد أن تترك الكل وتأخذ مكانك في اتحاد تام وتكريس كامل مع يسوع؟
\\
بقلم تشارلس ستانلي
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
موضوع متكامل عن شخصية يايرس
موضوع متكامل عن شخصية يوحنا الحبيب
موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
شخصية يوناثان


الساعة الآن 08:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024