رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والدة الشهيد تامر حمودة معاون مباحث قسم الهرم لـ"اليوم السابع": ابنى تناول معنا الغداء قبل استشهاده.. وكان يتمنى تطهير البلد من البلطجية.. وشقيقاه يحكيان عن استعداده لأداء العمرة.. وزوجته حالتها سيئة
كتب بهجت أبو ضيف شهيد جديد تقدمه وزارة الداخلية لمواجهة البلطجة وتجارة السلاح والسيطرة على الخلل الأمنى، إلا أن هذا الشهيد ليس كغيره من شهداء الشرطة الذين قتلوا على يد بلطجية ومسجلين خطر، وإنما كان قاتله ضابط شرطة أيضا من العمليات الخاصة بالأمن المركزى، ومن عائلة شرطية كبيرة بها قيادات أمنية معروفة، حيث أبى أن يقوم بواجبه فى حفظ الأمن وإنما استغل وظيفته فى تجارة الأسلحة النارية للقضاء على الأمن المكلف بحراسته بحكم عمله. الرائد تامر حمودة معاون مباحث قسم شرطة الهرم وردت إليه معلومة من أحد مصادره السرية عن عرض أحد تجار السلاح لعدد من الأسلحة النارية الحديثة للبيع، ومن خلال المصدر السرى نجح فى إيهام التاجر بأنه يرغب فى شراء تلك الأسلحة، واتفق معه على مقابلته بالقرب من منزله بالمريوطية، وفى الموعد المحدد توجه بمفرده إلى المكان المتفق عليه، وطلب من أفراد القوة إعداد كمين يحيط بالمكان، وبالفعل تقابل مع تاجر السلاح داخل سيارته الرينو، وبدأ فى عرض الصور الخاصة الأسلحة على الـ"لاب توب، وفى تلك اللحظة شعر التاجر بوجود رجال المباحث، فحاول الهرب بالسيارة التى كان محركها يعمل، فحاول الشهيد تامر منعه والقبض عليه ولقى مقاومة منه، لتخرج طلقة تصيب معاون قسم الهرم تامر حمودة بظهره فتسقطه غارقا فى دمائه، ويتمكن أفراد القوة الأمنية من ضبط تاجر الأسلحة. وكانت المفاجأة أن المتهم يدعى "عبد العزيز أمين الهلباوى" ملازم أول بالعمليات الخاصة بالأمن المركزى، وضبط بحوزته بندقية كلاشنكوف وبندقية إيطالى وسلاحه الميرى وطبنجة و1000 طلقة، وتأمر النيابة بحبسه على ذمة التحقيق، وعرض المضبوطات وأسلحة أفراد الكمين والضابط ومخبر سرى على الطب الشرعى لفحصها، ومطابقتها بالطلقة، التى أدت إلى الوفاة. "اليوم السابع" انتقل إلى منزل أسرة الرائد الشهيد تامر حمودة بمنطقة الوراق، والتقت مع أسرته، حيث والدته وأشقاؤه، الذين أكدوا أنهم يحتسبون شهيدهم عند الله وفداء للوطن. والدته التى رفضت ترك غرفة ابنها الشهيد، الذى كان يقيم بها أثناء زيارتها، وجلست على سريره لعلها تستعيد ذكرى طفولته وأيام شبابه والأوقات التى كان يقضيها معها أثناء زيارته لها للاطمئنان عليها، قائلة "إنها طلبت منه قبل استشهاده بيومين الحضور لتناول الغداء معها ووالده وأشقائه، فوافقها وحضر وتناول معهم الغداء وبصحبته زوجته وأبناؤه "على ومحمد وعلياء"، ثم استراح قليلا وسلم على الجميع وغادر متوجها إلى عمله بقسم شرطة الهرم، حيث كان مكلفا بتنفيذ إحدى المأموريات، ويوم الحادث تلقى والده اتصالا من ضباط قسم الهرم فى الساعة الحادية عشرة ونصف مساء وطلبوا منه سرعة الحضور إلى مسشفى الهرم، ولم يخبروه بوفاة تامر". وتضيف أنها أصرت على الذهاب معه وابناها الآخران وفور وصولها إلى المستشفى علمت خبر وفاته، ففقدت وعيها من شدة الحزن والبكاء لفقدها ابنها الأكبر الذى كان حسن الخلق والمعاملة لها، ولباقى أسرته وكل من يتعامل معه. وتتابع "أن الشهيد تامر كان قبل وفاته قد اشترى ملابس جديدة لأطفاله الثلاثة ولزوجته، كما اشترى بدلة استعدادا لحضور حفل زفاف أحد أصدقائه بقسم الهرم، وأنها تحتسبه عند الله من الشهداء يجاور الأنبياء والصالحين"، مشيرة إلى أنه كان محبوبا من الجميع حيث إن سجله فى العمل خال من أى شكاوى، وكان محل تقدير من قياداته، حيث كان يحكى لها عن علاقته الوطيدة بهم ونجاحه فى ضبط المجرمين وقطاع الطرق، وكيفية إيقاعه بهم وتمنيه أن تتطهر البلد من البلطجية. أما شقيقا الشهيد تامر حمودة وهما أدهم وحسن فقالا "إن شقيقهما كاد ينتهى من تجهيز الأوراق الخاصة بالسفر لأداء العمرة بصحبة والديه، حيث كان قد جهز النقود اللازمة من خلال "الجمعية" التى كان مشتركا بها، لأنه كان ضابطا شريفا، لا تمتد يده للحرام، ويكفيه راتبه من عمله للإنفاق على أسرته، كما أنه فى نفس اليوم الذى استشهد فيه كان قد اتصل بشقيقه حسن وأخبره أنه نجح فى تقديم أوراق الالتحاق الخاصة بابنه "على" بالمدرسة التى كان يتمنى أن يلحقه بها، وكان سعيدا فى تحقيق ذلك، وفى نهاية مكالمته ودعه وكان الوداع الأخير". وقد عجزت زوجة الشهيد عن الحديث بسبب الحالة النفسية السيئة التى تمر بها بينما طلب والدها من وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين اتخاذ الإجراءات اللازمة لجمع التحريات، ومنع أى تدخلات من أسرة القاتل لتبرأته، وضياع دم زوج ابنته، وقال إنه لن يسمح بحدوث مثل ذلك، محذرا من وجود أى تلاعب بالقضية. |
|