منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 05:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,359

أما الفقير فلا يسمع انتهار




"فدية نفس رجل غناه،
أما الفقير فلا يسمع انتهارا" [ع 8]
يفسر البعض هذه العبارة بأن الغنى كثيرًا ما يسبب فقدان السعادة، فيتعرض بعض الأغنياء للخطف، أو خطف أبنائهم بِغية الطمع في نوال نصيب من أموالهم كفِدية لهم، أما الفقير فليس من يفكر في خطفه!
هنا يتحدث عن الغني الذي يضع كل قلبه في أمواله، فيصير أسيرًا لممتلكاته، تملكه ولا يملكها، فيعيش في قلقٍ واضطرابٍ. كما يتحدث عن الفقير التقي الذي في تسليم كامل لا يهتم بالغد، أي لا تضطرب نفسه ولا تقلق. غير أننا لا ننكر أن بعض الأغنياء الذين وضعوا ثقتهم في الله كإبراهيم أب الآباء الذي كان غنيًا جدًَا جدًا كشهادة الكتاب المقدس، عاش في حياة مطوّبة سعيدة بالله. كما يوجد فقراء وهم لا يملكون شيئًا يعيشون في قلقٍ، لأنهم لم يضعوا قلوبهم في يد الله.
يقول العلامة أوريجينوس إن الذين يسيئون استخدام غناهم يخطئون. ويشاركهم في ذات العقوبة كثير من الفقراء الذين مع معاناتهم من الفقر يسلكون بطريقة خسيسة ودنيئة. بل وحتى الذين هم في حالة وسطى، بين الأغنياء والفقراء، فإن هذه الحال لا يعني أنها تحفظهم من السقوط في الخطية.
غنى الشخص يلزم أن يعمل لخلاص نفسه، لا لهلاكها. الغنى هو فداء من يستخدمه حسنًا. يكون الغنى شركًا لمن لا يعرف كيف يستخدمه. فما هو مال الإنسان ما لم يسنده في رحلته؟ الكم الكبير منه هو ثقل، والقليل منه نافع. إننا عابرو سبيل في هذه الحياة، كثيرون يسيرون معًا، لكن يحتاج الشخص أن يسلك طريقًا صالحًا. الرب يسوع مع من يسلك الطريق الصالح.
* الغني ليس ملومًا في ذاته، لأن "فدية نفس رجل، غناه"، فإذ يعطي الفقراء يخلِّص نفسه. إذ يوجد موضع للفضيلة حتى في الغنى المادي. إنكم تشبهون مديري دفة وسط بحرٍ متسعٍ. إن أدار الإنسان الدفة حسنًا يعبر سريعًا من البحر، ويبلغ إلى الميناء. أما الذي لا يعرف كيف يدير ممتلكاته، فيغرق مع حمولته. فإن ثروة الأغنياء مدينة قوية جدًا.
القديس أمبروسيوس
* في هذا المعنى "أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع، وأن يصنعوا صلاحُا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال ٍ صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، وكرماء في التوزيع" (1 تي 6: 17-18). وكما يقول سليمان: "الغنى" الصالح حقيقة هو "فدية حياة رجل" ، أما الفقر المضاد لهذا الغنى فهو مُدمر، إذ به "لا يقدر الفقير أن يسمع انتهارًا".
العلامة أوريجينوس
* "فدية نفس رجلٍ، غناه". ماذا تقول؟ ماذا تقصد بتمجيدك مثل هذا الغنى؟ أول كل شيء لا يتحدث (سليمان) عن أي غنى، وإنما عن الغنى الذي يتحقق خلال أعمالٍ شريفة. لهذا فالفقر ليس شرًا. يقول: بالحري ليس من أحدٍ يقدر أن يهدد فقيرًا، حقًا كيف يمكن لأحدٍ أن يرهب من لا يملك شيئًا؟ لهذا فإن مثل هذه الحياة تتجنب الأحزان.
لعل (سليمان) يدعو "غناه" هنا "برُّه" الذي ينتزعه من الموت. فمن هو فقير في الفضيلة ليس لديه سلام العقل حينما يعاني من التهديدات وإعلان العقوبة.
* يقول بولس: "غير أن نذكر الفقراء، وهذا عينه كنت اعتنيت أن أفعله" (غل 2: 10). نجد الكثير بخصوص هذا الأمر في كل موضع في الكتاب المقدس. قيل: "فدية نفس رجل، غناه"... ويقول (المسيح): "إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاكك وأعطِ الفقراء... وتعال اتبعني" (مت 19: 21). هذا هو جزء من الكمال.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يؤكد الكتاب المقدس أن الغنى الحقيقي فدية الإنسان، بمعنى إن كان غنيًا يخلص بتوزيعه للغنى. فكما أنه بسحب المياه من الآبار يرجع تدفقها إلى مستوى القياس الأول، هكذا العطاء هو ينبوع حب نافع، بتقديم مياهه للعطاش يزداد ويمتلئ ثانية، وذلك كما اعتاد اللبن أن يفيض من الثدي عندما يُرضع منها أو تُحلب.
القديس إكليمنضس السكندري
* يتوق الرب إلى نفوس المؤمنين أكثر من غناهم. نقرأ في الأمثال: "فدية نفس رجل، غناه". بالحق يمكننا أن نطلع على غنى الإنسان بكونه الغنى الذي لا يصدر عن شخص آخر أو عن السلب، وذلك حسب الوصية: "أكرم الرب من أتعابك البارة" (راجع أم 3: 9). يصير المعنى أفضل إن فهمنا غنى الشخص أنه الكنوز المخفية التي لا يقدر لص أن يسرقها ولا سارق أن يغتصبها منه (راجع مت 6: 20).
القديس جيروم
* الغنى (الممتلكات) الصالح هو ما يمتلكه مقتني الفضائل... صانع البرّ الذي يمدحه النبي داود، قائلًا: "نسلهُ يكون قويًّا في الأرض. جيل المستقيمين يُبارَك. رغد وغنًى في بيتهِ وبرّهُ قائِم إلى الأبد" (مز 112: 2-3). وأيضًا "فدية نفس رجلٍ، غناهُ" (أم 13: 8). ويتحدث سفر الرؤيا إلى المفتقر والمُعدم من هذا الغنى قائلًا: "أنا مزمع أن أتقيَّأَك من فمي. لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيءٍ، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان. أشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مصفَّى بالنار لكي تستغني. وثيابًا بيضًا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك" (رؤ 3: 16-18).
الأنبا بفنوتيوس
* افترض أنك شخص وضيع المولد وغير مرموق، فقير، من طبقة وضيعة، بلا بيت ولا مدينة، مريض، محتاج إلى القوت اليومي، ترهب أصحاب السلطة، ترتعد أمام كل أحدٍ بسبب ظروفك، يقول الكتاب المقدس: "أما الفقير فلا يسمع انتهارًا" (أم 13: 8). نعم، لا تيأس ولا تفقد كل رجاءٍ صالحٍ، لأن حالك الحاضر لا تُحسد عليه مطلقًا. بالحري حوِّل أفكارك إلى البركات التي نلتها بالفعل من الله، والبركات المحفوظة لك بالوعد الخاص بالمستقبل.
القديس باسيليوس الكبير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
انتهار الرياح والأمواج
انبهار الكبار
مزمور 58 - انتهار الأشرار المخادعين
حين يصرخ الفقير، يسمع له الله
ليس الفقير هو من لا يملك شيئا .....بل الفقير هو من لا يعطى شيئاً


الساعة الآن 11:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024