رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرادة الله وإرادة يعقوب فقال إسرائيل ليوسف: أَ ليس إخوتك يرعون عند شكيم؟ تعال فأرسلك إليهم. فقال له: هأنذا .. فذهب يوسف وراء إخوته فوجدهم في دوثان ( تك 37: 13 - 17) لقد سمح الرب لأولاد يعقوب أن يقطعوا مسافة أبعد من شكيم التي كانت في ذهن يعقوب، وهي المكان المُحدد لإرسالية يوسف. لقد وصل إخوة يوسف إلى دوثان. وكان ذلك السماح ليأخذ الرب يوسف بعيدًا عن عواطف يعقوب أبيه وإرادته، ويُشعره كم هو ضعيف. كما أن الرب أرسل هذا الرجل الذي وجد يوسف ضالاً في الحقل ليُرشده إلى دوثان البعيدة، لأن في دوثان محطة التفريغ والتجريد، وطريق الاستلام للملء والتعويض. و"دوثان" معنى الاسم "القرار المزدوج"، أو "الصراع بين قرارين أو إرادتين"؛ إرادة الرب وقراره، وإرادة يعقوب وقراره من جهة يوسف. وسنجد نُصرة إرادة الرب وقراره، وفشل إرادة يعقوب وتخطيطاته. يعقوب أراد أن يلبس يوسف أولاً ثوب الأمير بدل ثوب الراعي البسيط، بينما أراد الرب أن يلبس يوسف أولاً ثوب العبيد ويخلع عنه ثوب الأمير. يعقوب أرسل يوسف لافتقاد إخوته كسفير، بينما أراد الرب أن يكون يوسف أسيرًا. يعقوب أراد أن يوسف يرُّد عن إخوته خبرًا، لكن الرب سمح أن إخوة يوسف يردُّون عن يوسف خبرًا. يعقوب أراد من يوسف أن يفتش ويبحث عن إخوته الضالين، لكن الرب سمح أن يوسف يضل (ع15)، وأن آخر يفتش عنه كمَنْ ضل عن الآخرين. المحطة الأخيرة في إرسالية يعقوب، هي شكيم، بينما المحطة الأخيرة في إرسالية الرب، هي جاسان. يعقوب حدد خدمة يوسف في أن يتبع إخوته ويسأل عن سلامتهم، لكن الرب حدد خدمة يوسف بأن يسبق إخوته إلى مصر ليكون ضمانًا لحياتهم. يعقوب عمل جاهدًا ليكون ليوسف ملجأ، لكن الرب جرَّد يوسف من يعقوب، ومن ذلك الملجأ. أمل يعقوب أن يوسف يكون عظيمًا في حبرون، لكن الرب قصد أن يوسف يكون عظيمًا في مصر في قصر فرعون. ولقد تمنى يعقوب أن عظمة يوسف تزيد، والرب أراد على مسرح اتضاع يوسف، أنه هو الذي يزيد. بنى يعقوب فخره على يوسف الإنسان، والرب نزع ذلك الفخر ليكون الفخر في الرب وليس في الإنسان. في صراع دوثان بين الإرادتين والقرارين، تمّ الانتصار الأول للرب وليس ليعقوب، فيعقوب يتسلَّم قميصًا ممزقًا بدون يوسف، والرب يتسلَّم يوسف مُمزقًا بدون قميص! |
|