رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة لنيافة آنبا ميخائيل مطران أسيوط بعنوان : وقفه عند الصليب ألقيت بفمة الطاهر لشعب المطرانية بتاريخ28 /4/ 1989 الثلاثاء 01 اكتوبر 2013 نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط † عند الصليب وقفت مريم .. مريم العذراء والده الاله كليه الطهر والنقاء ، ولقد دعيت سماءاً ثانيه وهى أسمى مكانه من الملائكة . ولقد قال لها الملاك عند البشارة " سلامً لكىِ أيتها الممتلئة نعمه مباركه أنت فى النساء" † مريم العذراء عندما أخذت وليدها وتوجهت إلى الهيكل قال لها سمعان الشيخ " وأما أنت فسيجوز سيف فى نفسك " مريم واقفه عند الصليب بقلب الامومه الحنون ، ومع أنها تعلم أن أبنها قد جاء لخلاص البشريه جمعاء ولكنها مع ذلك فهى تجتاز الالام معه ، وبكل شجاعة تتبعه حتى الصليب .. هنا مريم وبعض العذارى ويوحنا الحبيب . † نحن ألان على جبل الجلجثه فى أورشليم نشهد المسيح مصلوب ، نشهده والدماء تنزف منه مكللاً بالشوك ، مسمراً فى يديه وقدميه ، ومطعوناً بالحربة ، معلقاً بين لصين مجرمين .. وفى المشهد كثيرون وقوفاً يشهدون ذلك الحدث من بينهم رؤساء كهنة الهيكل القديم فى أورشليم ومعهم كثيرون من الأتباع وجندُ من قبل بيلاطس الحاكم الرومانى ونحن أيضا . † هنا قمة جبل الجلجثه شهود على حدث الصليب الخالد .. من نحن ؟ هل ضمن المتفرجين المشاهدين أم من بين المتأثرين المتألمين أو من جماعه الشامتين الحاقدين أو مع العذارى الباكيات . وليس كثيراً أن أقول ربما كان مكاننا مع اللصين المذنبين ! من نحن : هناك على جبل الجلجثه ؟ لنفحص ضمائرنا كل منا يتمنى أن يكون مع العذارى ومع يوحنا الحبيب "التلميذ الذى كان يسوع يحبه " ولكن لنفحص ضمائرنا هل لنا هذا الاستحقاق أن تكون وقوفاً بجانب العذراء ؟ هل نستطيع أمام الله الذى يكشف أعماق الضمائر ؟ هل نستطيع أن نخدع أنفسنا ونقول أن مكاننا هنا بجانب العذراء .. أنا عن نفسى أقول لا أستحق أطلاقاً . † للموقف شروط واضحة طهارة ، نقاء ، وداعه ، خضوع لله ، صلاه ، صوم ، أتضاع ، كل الفضائل المسيحيه يجب أن تتجسد وتظهر واضحة فى من يليق أن يكون بجانب التلميذ الذى كان يسوع يحبه . † هناك تلاميذ غير روحيين وقفوا من بعيد .. بل هناك من ساوم وباع المسيح وهو الاسخريوطى .. وهناك من كان فى مقدمه التلاميذ وقد قال ليسوع " أن تركك الجميع أنا لا أتركك بل أموت معك " يسوع يعرف ضعفات البشر لم ينطلى عليه القول .. ليس كل من يتهور ، ويندفع هو شجاع . لم يحسب بطرس ألنفقه وحسم يسوع القول : بطرس قبل يصيح الديك تنكرنى ثلاث مرات .. بطرس المقدام الشجاع ينكر يسوع ؟ وقد راﺉ من العجائب والمعجزات الكثير والكثير؟ بطرس الذى رأى المسيح فوق جبل التجلى وقال له "جيد يارب أن تكون ها هنا " عند بيت قيافا رئيس الكهنة عندما أقتيد يسوع الى هناك رأت جاريه خادمه بطرس قالت له : أنت من التلاميذ ذاك .. يضطرب بطرس ويخاف وينكر ويقول : لا لا لست أنا ؟ وينسحب سريعاً ويندس بين قوم آخرين كان يصطلون لان الجو كان بارداً وتظاهر هناك أنه يستدفى . واسرعت الجاريه تقول لهم انظروا بطرس .. كان معهم . † بطرس تلميذه ينكر ثانيه عندما يوجه له السؤال "أنت تلميذ ذاك .. لغتك تظهرك نعم لغتك تظهرك " ينكر أيضا ويقول لست أعرف هذا الرجل ؟ .. أنها مصيبة ؟ ويصيح الديك ينبه بطرس كى يتراجع . ويوجه اليه السؤال ثالثه وهو يصر على الإنكار ويصيح الديك ثانيه ويتذكر بطرس كلام يسوع الذى قال له أنك قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرنى ثلاث مرات . † ياة للهول هنا يستيقظ ضمير بطرس .. خرج خارجاً بكى بكاءاً مراً .. حتى بطرس الذى أنكر لا ستحق أنا أيضا أن أقول أننى أقدر أن أكون مثله . لماذا ندم بطرس .. خرج خارجاً بكى بكاءاً مراً . ولنسأل أنفسنا من۫ منا بكى أو يستطيع أن يؤنب نفسه على ما ارتكبه من خطايا ، ومن أنكار للمسيح فى مواقف عده لم يكن فيها ما يخيف بل قد يكون لمجرد ألمجامله .. ثم بعد الإنكار بكينا .. "بكى بكاء مراً" من۫ يستطيع منا أن يبكى بكاء بطرس ويستحق فيما بعد يسمع قول المسيح : بطرس أتحبنى ؟ نعم أحبك . † ويسوع الحنون الذى يشفق ، ويعطف ، ويترأف ، يقول له : أرعى خرافى .. لقد غفر له يسوع واسترد بطرس مكانته . † ماذا نقول ؟ نحن أيضاً لسنا مع المريمات ولا مع يوحنا التلميذ الذى كان يسوع يحبه لا نستحق أن تقول أننا أيضاً مع بطرس فى توبته . نستمر ونستعرض المشهد وبجانبه أنفسنا أيضاً .. هناك قائد ومعه الجند المكلفين بمتابعه وتنفيذ الحكم على يسوع .. رأى القائد الطبيعه وقد ارتبكت .. الأرض اضطربت ، والصخور تزلزلت ، والشمس أظلمت ، أحداث غير عاديه يرى القائد الوثنى ذلك المنظر فيصرخ من أعماقه .. قائلاً حقاً كان هذا ابن الله .. لم يرى القائد يسوع وهو يجرى معجزه من المعجزات ألخارقه التى أجراها بل رأى يسوع فى مذلته ومهانته وهنا نستطيع أن نقدر مدى أعتراف ذلك القائد وإيمانه العجيب. † من بين الوقوف كان جمع مع كهنه اليهود أولئك القوم ظلوا يهزؤن بالمسيح حتى النهايه .. ولكن البعض منهم فاق أخيراً وتنبه بعد أن شهد الأحداث ، وبعد أن رأوا قديسين كانوا أمواتاً وهبوا من رقادهم .. أولئك القوم عادوا من مشهد الصليب وهم يقرعون صدورهم . ندموا وافرطوا فى الحزن على ما بدر منهم .. بكوا وقرعوا صدورهم .. ونحن هل قرعنا صدورنا ؟ هل ندمنا ؟ هل بكينا ؟ هل أدركنا كم وكم نقترف فى حق المصلوب الذى أحبنا إلى المنتهى ؟ . † فالموكب كثير وفى المشهد ما يدعو للتأمل .. على ألقمه وعن يمين المخلص ويساره مشهد لصين مجرمين ، محكوماً عليهما بالإعدام صلباً .. ومبالغه ونكاية فى أيلام المخلص وضعوه بين هذين اللصين القاتلين المجرمين لكى يتم المكتوب بالأنبياء " قد أحص بين أثمه " يسوع ضمن المجرمين ، مع ألقتله وسفاك الدماء مع الزناة مع أولئك الذين لفظهم المجتمع وعلى الصليب مكتوب عن المسيح " ملك اليهود " وتلك تهمه قدمها رؤساء الكهنة الى بيلاطس ليوغلوا صدره ضد المسيح .. ولكى يظهر امانته لقيصر . وهم قد هتفوا قائلين " ليس لنا ملك ﺇلا قيصر " وتهمه المسيح كما قالوا أنه يدعى أنه ملك .. أستنكروا هذه اللافته ! وقالوا أنه هو الذى يقول عن نفسه انه ملك وأرادوا تعديل ألكتابه فرفض بيلاطس قائلاً : " ما كُتب قد كُتب " . † نعود الى المسيح الملك المكلل بالشوك .. الملك الذى ملك على خشبه ، الملك الذى عرشه صليب ، يهزء اللصان بالمصلوب ولكن هذا الهذء لم يستمر ﺇلا من احدهما أما الآخر الذى على اليمين فقد عاد ﺇلى رشده ، وراى أن المصلوب لم يكن أنسان عادياً وﺇلا لما كان قد احتمل بثبات كل الالام التى يجتازها . يروا مصلوب يغفر لصالبيه ، ويطلب لهم الصفح ، هنا يخترق سهم الأيمان قلب ذلك اللص ويستنكر ما يقول زميله الآخر ، منتهراً أياه ويقول: " أننا بعدل ننال الصلب " ونستحق العقوبه . أما هذا فلم يفعل شيئاً ليس فى محله . يرى أنه مجرم يعترف بأجرامه ويوبخ أيضاً زميله ويدعوه أن يعود الى ضميره ولكن ألاخر استمر فى هزأه أما اللص اليمين فصرخ صرخته الخالده " أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك " ويقول له المسيح : " اليوم تكون معى فى الفردوس " . † فى موكب المسيح .. موكب المنتصرين .. كان الأول هو اللص اليمين الذى تاب وندم ، وأمن بالمسيح الهاً قديراً ، فادياً ومخلصاً ، .. وحتى هذا اللص لا أستطيع أن أقول اننى استحق أن أكون مثله . لأن اللص كان وسط العذاب الشديد .. كان فى مرارة قاسيه .. ولكنه مع ذلك أعترف بالمسيح .. وناداه : رباً والهاً .. أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك. ومع كل هذا لا أرتضى لنفسى - وأنا متأكد أنه لن يقبل أحد منا أن يكون مثل اللص الثانى – إذن . إذن ما هو السبيل كى يكون لنا نصيب مع موكب المفدين .. المنصرين ، مع العذراء ، مع التلميذ الحبيب ، مع الجموع النادمه ، مع اللص اليمين ،. † ليس هناك من وسيله ﺇلا قرع الصدور ، ﺇلا الندم والبكاء ، ﺇلا المجئ ﺇلى المسيح بتوبه صادقة ، بتوبة نقيه ، ومن الاعماق نقول: " توبنى يارب فأتوب " .. بارك توبتى ، قوى ضعفى ، أنقذ نفسى ، اسمعنى واستجب لى فى شدتى ، يسوع قريب منا والنبع العذب الذى يفيض رقه وحناناً . † وها الروح العروس يقولان تعالى ومن يسمع فليقل تعالى ومن يرد فليأخذ ماء حياه مجاناً .. ليس هناك من نبع يروى ويطهر سوى المسيح الإله القدير القادر أن يخلص ﺇلى التمام وليس بأحد من غيره الخلاص ولاسمه القدوس المجد والكرامة الى الأبد أمين . |
01 - 10 - 2013, 11:25 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: عظة لنيافة آنبا ميخائيل مطران أسيوط بعنوان : وقفه عند الصليب
ميرسى كتير على العظة |
||||
|