رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اِصْغَ يَا شَعْبِي إِلَى شَرِيعَتِي. أَمِيلُوا آذَانَكُمْ إِلَى كَلاَمِ فَمِي [1]. يرى القديس أغسطينوس أن المتحدث هنا هو الله، الذي يدعو الشعب شعبه، الشريعة شريعته. غير أن الكثير من الآباء والدارسين يرون أن المتحدث هنا هو المرتل نفسه. فبروح الحب يشعر ليس فقط الملوك (أو الرؤساء) والأنبياء والرسل أن شعب الله هو شعبهم، إنما كل مؤمنٍ يدعو المؤمنين "شعبي"، ناسبًا إياهم إليه، ونفسه إليهم. فمن حق الرأس أن تنسب كل عضو إليها، كما من حق كل عضو - مهما كان موضعه - أن يدعو بقية الأعضاء أعضاءه. لهذا حُسبت راعوث "مؤمنة" بقولها لحماتها نُعمى: "شعبك شعبي"، وفي حديث يفتاحمع رجال أفرايم، قال: "صاحب خصام شديد كنت أنا وشعبي مع بني عمون، وناديتكم فلم تخلصوني من يدهم" (قض 2:12). وحينما تحدث داود النبي عن اشتياقه نحو بناء بيت الرب قال: "اسمعوني يا إخوتي وشعبي" (1 أي 2:28). حسب المرتل شريعة الله شريعته، ينسبها إلى نفسه، بكونها رسالة شخصية مقدمة من الله للمؤمن، لهذا يقول الرسول: "إنجيلي" (رو 16:2؛ 25:16؛ 2 تي 8:2). إن كان الكاتب هو داود النبي، فإنه إذ يدعو شريعة الله "شريعتي" يعلن عن حبه الشديد للوصية الإلهية، يعتز بها وينسبها إلى نفسه. إنها ليست أمرًا مفروضًا عليه، بل هبة مقدمة من الله لتصير من خصوصياته التي يقتنيها لنفسه، ويعيشها بكامل إرادته. ولعله بقوله: "شريعتي" يؤكد أنه كنبي وملك يخضع للشريعة مثله مثل كل عضو في الجماعة المقدسة، أي أنه ليس فوق القانون الإلهي، بل خاضع له. |
|