رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أراد السيد المسيح أن يؤسس كنيسته ليس فقط على صنع المعجزات التى أثبتت ألوهيته، بما فى ذلك معجزة القيامة نفسها.. بل أراد أيضاً أن يؤسسها على الإيمان الكتابى، وعلى الحقائق الإلهية المدونة فى الأسفار المقدسة “كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر” (لو70:1). فكثير من المعجزات من الممكن أن يقلدها الشيطان بمعجزات زائفة، كما هو مكتوب عن ضد المسيح: “الذى مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم فى الهالكين” (2تس2: 9، 10). ولكن الخلاص الذى صنعه الرب، قد سبق فتنبأ عنه كثير من الأنبياء قبل مجيء السيد المسيح بآلاف السنين، وتحققت هذه النبوات جميعها بصورة لا يمكن تقليدها على الإطلاق. لأن الله وحده هو الذى يعلم المستقبل بهذه الدقة قبل حدوثه بآلاف السنين. وقد كتب القديس بطرس الرسول عن ذلك الخلاص وما قيل عنه من نبوات فقال: “الخلاص الذى فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التى لأجلكم. باحثين أى وقت، أو ما الوقت الذى كان يدل عليه روح المسيح الذى فيهم. إذ سبق فشهد بالآلام التى للمسيح والأمجاد التى بعدها” (1بط 1: 10، 11). لو كشف السيد المسيح عن شخصيته للتلميذين لجاء إيمانهما مبنياً على رؤية معجزة القيامة.. ولكنه أراد أن يكشف لهما القيامة من خلال الكنوز المخبأة فى كلمات الروح القدس المكتوبة فى الكتب المقدسة. “فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء، أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده. ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب” (لو24: 25-27). كانت هذه الشروحات بمثابة محاضرة قيمة جداً فى اللاهوت العقائدى وفى شرح العهد القديم.. وهنا نرى السيد المسيح المعلم الأعظم وهو يفسر الأمور المختصة بالتجسد والفداء فى جميع الكتب.. كل ذلك دون أن يكشف للتلميذين عن شخصيته وهو يكلمهما. كان هدف السيد المسيح ليس هو الافتخار بما عمله، بل هو اقتياد التلاميذ إلى معرفة الخلاص والتمتع بأمجاد الحياة الجديدة فى المسيح. وهكذا سجّل السيد المسيح فى ذاكرة الكنيسة تفسيراً لاهوتياً عميقاً لعمله الخلاصى المبنى على ألوهيته ومجيئه فى الجسد فادياً ومحرراً للإنسان. |
|