تمتع أفرايم بشيلوه بكونها المدينة التي تمثل الحضرة الإلهية وسط شعبه، فقد اختارها يشوع مقرًا للتابوت والخدمة، وفيها قسم يشوع الأرض ووزعها على الأسباط (18: 1، 8-10)، وقد بقيت الخيمة حوالي 300 عامًا في شيلوه. وفي عهد القضاة كان الشعب يجتمع معًا سنويًا في شيلوه للتعييد وربما لتقديم الذبيحة كعلامة فرح بالله الساكن في وسطهم، وكانت بنات شيلوه يرقصن ابتهاجًا بالعيد. وفي إحدى تلك الأعياد، خطف البنياميون 200 منهن وتزوجوا بهن (قض 21: 19-23؛ 1 صم 1-3). وكانت شيلوه مسكن عالي الكاهن وصموئيل. لكن الله رفض شيلوه فصارت عبرة أمام كل الشعب، إن الله إن كان قد أحب شيلوه هذه القرون لكنها إذ أصرَّت على الشر هجرها وسمح بخرابها، لهذا كان يُهدد الله أورشليم فيما بعد أن تصير كأختها شيلوه! إنها مثل الإنسان الذي ينعم بفيض حب الله وعطاياه المجانية فتكون دينونته أشد إن أصر على العصيان والحياة الدنسة. لقد رفض الله مسكن شيلوه ولم يعد التابوت هناك، بل أصعده داود إلى أورشليم (2 صم 6)، ونقلت الخيمة إلى نوب في الجنوب (1 صم 21: 1-9)، ومن هناك إلى جبعون ثم أورشليم (2 أي 1: 3-4). هناك سكن أخيا النبي (1 مل 14: 1-16). ويظهر أن شيلوه كانت خربة في أيام إرميا النبي (إر 7: 12، 14؛ 26: 6، 9) وفي أيام القديس جيروم. وقد أظهرت الحفريات الدنمركية (1930-1932) أن شيلوه قد خربت حوالي عام 1050 ق.م، وبقيت هكذا لعدة قرون، لهذا فغالبًا ما يكون قد تم على يدّي الفلسطينيين بعد غلبتهم على أفيق.
إن كان لنا ثمر روح الله وحسبنا أعضاء في سبط أفرايم الروحي، إنما تقوم شيلوه في داخلنا، التي ينبغي أن نحذر لئلا تخرب وتنهدم بسبب تراخينا وفساد حياتنا، فينزع الرب بركته ويبحث عن أورشليم عوضًا عنها! لنخف عن موضع استقرار الرب فينا فلا نحرم من حضرته الدائمة فينا إلى الأبد في داخلنا!