العلامة أوريجينوس
[قالت الحيّة لحواء بأن الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما] (تك 3: 5)، فأكلت ويقول الكتاب: "وانفتحت أعينهما" (تك 3: 7). لكن يوجد نوعان من الأعين: "الأعين التي تنفتح بالخطيّة، وأعين نظر بها آدم وحواء قبل أن تنفتح هذه الأعين". وقد جاء السيد المسيح ليفتح البصيرة الداخليّة الروحيّة التي كانت عمياء، ويعمي هذه الأعين التي تتعرف على الشرّ وتشتهيه. لهذا يقول: "لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون (أي تنفتح البصيرة الروحيّة) ويعمَى الذين يبصرون (أي تغلق أعين الشرّ التي فتحها الشيطان بناء على نصيحة الحيّة)" (يو 9: 39). ما أحوجنا أن يفتح الرب أعيننا على السمويات ويغلقها نحو الشرّ!!
خلال نصيحة الحيّة انفتحت عيني الإنسان على الشرّ فصار أعمى، وخلال السيد المسيح انغلقت عينيه عن الشر لتنفتحا على الإلهيات فصار بصيرًا أو مستنيرًا.