إن الجسد لا يحتمل أن يرى آخر أفضل منه، وهذا ما ظهر في شاول الملك، عندما قتل داود جليات، وخرجت النساء بالدفوف يغنين له قائلات: قتل شاول ألوفه وداود ربواته. فاغتاظ شاول وحمي غضبه وأراد أن يقتل داود (1صموئيل18). فالجسد لا يفرح بما يعمله الله بواسطة آخرين، ويريد أن يكون هو الكل في الكل. هذه الروح نراها أيضًا في رجال أفرايم الذين خاصموا جدعون بشدة قائلين: «لماذا لم تدعُنا للذهاب معك لمحاربة المديانيين» (قضاة8)؟ فلم يفرحوا بالنصرة التي حقَّقها لصالح شعب الرب، طالما لم تتم بواسطتهم. لكن جدعون تصرَّف بمنتهى الحكمة والوداعة، وأشعرهم أنهم أفضل منه وما عملوه كان أعظم مما عمل هو ورجاله، وعندئذ ارتخت روحهم عنه. فلنحذر من الجسد، وندينه في أنفسنا إذا ظهر، خاصة في الخدمة وعمل الرب.