إن إحدى العبارات التي قالها الرب بخصوص تجسده هي هذه: «لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» (لوقا5: 32). وهذه الحقيقة تبدو غريبة، ذلك لأن المعروف بين الناس أن الإنسان لا بد وأن يُصلح نفسه قبل أن يقبل دعوة الرب يسوع. ولكن لو كان المُخلِّص قد أتى ليدعو الصالحين والأبرار بالطبيعة وبالعمل، لكانت دعوته بدون فائدة، لأنه «لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (رومية3: 10-12). فمن حيث أن المسيح قد أتى ليدعو الخطاة إلى التوبة، إذن كخطاة يمكننا التمتع بهذه الدعوة المجانية الثمينة.