رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا نعجز عن تقبل الغفران من الله ؟ هناك نوعان من المعرفة , المعرفة العقلية و المعرفة القلبية ( الشعورية ) . فمعرفتنا لايات الكتاب المقدس و الوعود الالهية الخاصة بالغفران هي معرفة عقلية بحتة . لا نستطيع عن طريقها فقط ان نحيا و ننعم بالغفران. فيجب ان تتطور و تتحول تلك المعرفة العقلية الي معرفة شعورية . و كيف يحدث ذلك ؟هذا هو دور جسد المسيح ( الاخرين ) في حياتك . فعندما تختبر الغفران الغير مشروط من الاخرين تتحول معرفتك العقلية الي معرفة قلبية و تبدء بالشعور بالغفران لا في عقلك فقط بل في قلبك ايضا . و بصيغة اخري نقول ان كنا لا نحصل علي الغفران منالاخرين الذين نحيا وسطهم سنواجه صعوبة في تقبل غفران الله الذي نعتقد انه بعيدعنا . فالاخرين هم صوره لله و نحن نتعرف علي الله من خلالهم و كثيرا ما يعطي الاخرين صورة مشوهة عن الله تؤثر علي استقبالنا لكثير من النعم و التمتع بها . لذلك ان كنت تواجه صعوبة في تقبل الغفران من الله فانظر الي الوسط الذي تحيا به و قد تشكتف انه المشكلة . و ان كان يعجز عن منحك الغفران الذي تحتاجه فابحث عن وسط اخر اكثر صحة ليعيد تشكيل معرفتك . لماذا نعجز عن منح الغفران للاخرين ؟ المشكلة الحقيقة تكمن في تشوه مفهوم الغفران . فالكثير منا يعتقد ان الغفران هو شعور في المقام الاول . انا اغفر اي انا اسامح وانسي و اتخطي الالم و اتصالح و . و . . و تلك مجرد خرافات حول الغفران . فالغفران في المقام الاول قرار لا يعتمد او يتاثر بما نشعر . انا اتالم , انا حزين , انا... انا ... , لكني اقرر اني ساغفر ( لا ان انسي ) . اغفر اي اني لن اطالب بحقي في استرداد الدين و القصاص من المخطئ . ان اقرر باني ساطلق سراح المخطئ و لن انتظرمنه اي تعويض و ذلك لانه غير قادر علي سداد الدين او معالجة ما افسده . فالوحيد القادر علي معاجلة الامور هو الله الطبيب الحقيقي لامراض نفوسنا و اجسادنا . لذلك لما نتمسك و نصر علي الا نغفر لاناس عاجزون عن مساعدتنا ؟ حتي و ان كانوا سبب المرض . فالكثيرين منا ينتظرون ان تختفي مشاعر الالم ليمنحوا الغفران . او يعتقدون ان اختفاء مشاعر الالم هو الغفران نفسه . و هذا ليس الغفران بل محض اوهام . لذلك مهما كانت مشاعرك مؤلمة او سلبية تجاه من اخطأ اليك لا تنتظر حتي تتغير . فقط قرر انك ستغفر وانك لن تنتظر منه تعويض و ضع آالامك بين يد الله الوحيد القادر علي الشفاء . |
|