رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السّاعة اليوحنّاويّة (يو 12: 20- 23) كان ردّ فعلّ يسوع على هذا الإعلان مفاجئًا. فهو يعلن أمام هذا الطلب أنّ: "سّاعته قد حانّت" (يو 12: 23). يبدو أنّ تلك السّاعة التي أُعلن عنها منذ بداية الإنجيل (راج يو 2: 4)، في مواجهة طلب اليونانيين أنّ يتمكنوا من مقابلته، قد حلّت. إنّ الخلاص الّذي يصل إلى كلّ إمرأة وكلّ رجل من خلال فصح يسوع. يصير الفصح بمثابة الحدث الّذي يسمح لجميع الشعوب بالدخول في العهد مع الله. وأيضًا الفصح هو علامة أنّ السّاعة قد حلّت. إن سؤال اليونانيين يكشف عن هذا الإتمام الإكتمال. بعد الإعلان الأساسي للسّاعة، ينطق يسوع ببعض التعاليم حول معنى فصحه (را يو 12: 24 ت). في النص اللاحق لهذا النص يأخذ يسوع من صورة البذرة، مثل حيّ ليطبقها على هبة حياته مُعلنًا بأنه: إذا ماتت البذرة تحت الأرض، أعطت ثمرا، وإذا لم تمت، تبقى وحدها (را يو 12: 24). هذا هو المعنى الّذي ينطبق حقيقة على حدث فصح يسوع، باعتباره حياة معطاة ومثمرة، له عواقب على وجود تلاميذه: على صورة يسوع، عليهم أنّ يتعلموا أنّ مَن يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه يحتفظ بها (را يو 12: 26). تحمل لنا كلمات الإنجيل اليوحنّاويّ، دعوة صريحة لتبعيّة يسوع في منطق الحياة هذا، وهو ما يؤكده أيضًا صوت الآب الّذي يقول إنّه في حياة الابن المعطاة، يتمجد اسم الآب. وينتهي المقطع بالإشارة إلى رفع يسوع على الصليب، والّذي بفضله يجذب إليه الجميع. هذا هو قلب موضوع المقال السابق (را يو 3: 14 – 21). الخلّاصة سيرنا معًا للربط بين نص من نبؤة ارميا (31: 31- 34)، ونص بحسب يوحنّا (12: 20- 23) لنتعرف على سلاح جديد وهو سلاح الغفران، لنتسلح به روحيّاً في هذا الزمن الأربعيني. سوف يتعرف تلاميذ يسوع على عبارة العهد الجديد، التي تظهر في العهد القديم فقط في هذا المقطع من ارميا (31: 31- 34)، وهو مفتاح لفهم فصح المعلم بعبوره الآلام والموت والقيامة حاملاً خطايانا البشريّة ومانحًا الغفران. في الواقع، يمكننا أنّ نؤكد أنّه بفضل طاعة يسوع للآب أصبح سببًا للخلاص الأبدي. ومن خلال تسليمه الكامل لإرادة الآب ومنحه حياته كحبة الحنطة الّتي لا تأتي بثمر كثير إلا إذا يموت في قلب الأرض. تسلّحنا بسلاح الغفران من خلال هذيّن النصيّن بقلب يرغب في رؤية المخلص ويقطع عهداً جديداً قابلاً غفران الرّبّ ومانحًا إياه لقريبه. دُمتم متسلحين بسلاح الغفران. |
|