كثيرًا ما نتسرع في الحكم على الآخرين، وكثيرًا ما نخطئ في الحكم على غيرنا بسبب أحكامنا المتسرّعة. والقلب البشري يميل دائمًا لإدانة الآخرين، رغم أنه يمتلئ بالعيوب. قال المسيح: «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا» (متى7: 1). فربما ذات الأمر الذي ندين به الآخرين نعاني نحن منه دون أن نشعر، بل ولا نبالغ إن قلنا إن مشكلتنا كثيرًا ما تكون أكبر من مشكلة الذي ندينه. هذا ما قاله المسيح في ذات العظة للجموع: «وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا» (متى7: 3). فربما يكون الذي في عين أخيك مجرد قذى صغيرة، بينما في عينيك أنت خشبة كبيرة، لكنك تتجاهل الخشبة التي في عينك وتنظر للقذى التي في عين أخيك، فتُكيل له الإدانة والإتهام، وتُحمِّله الخطأ، بينما تعاني أنت من خطإٍ أكبر ومشكلة أصعب.