|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس الأنبا رويس من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك 10- القديس الأنبا رويس من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك يقول قداسة البابا شنودة الثالث بأن هذا القديس لم نيل درجة كهنوتية ولا سلك في الحياة الديرية كراهب لكنه فاق الكثير من أصحاب الرتب والدرجات، وصار بطاركة وباباوات يطلبون صلواته عنهم. ولد فريج بقرية "منية يمين" بالغربية، وكان يساعد والده في الفلاحة كما كان يقوم ببيع الملح على جمله الصغير "رويس": استطاع بمحبته أن يكسب حب القرية كلها. تغربه إذ اشتد الضيق في نهاية القرن الرابع عشر جحد والده الإيمان أما هو فاختفى ببرية الشيخ بجوارهم. انطلق إلى القاهرة ومنها صار يطوف في القطر من قوص بالصعيد إلى الإسكندرية، متخفيا تحت اسم جمله "رويس". كان يحدث كل من يلتقي به عن خلاص نفسه بدموع غزيرة. عاش زاهدا للغاية، يعمل (يغربل الحنطة) ليتصدق على الفقراء. وإذ نال شهرة عظيمة دعى نفسه "تيجى افلو" أي "الجار المجنون". حبس نفسه في خلوة في بيت سيدة تسمى "أم يعقوب" بالقاهرة، وإذ جاع قدمت له خبزا أما هو فأخذ "ردة" مبلولة وأكلها، فحزنت السيدة. قال لها: "لماذا يغتم قلبك على أكلى الردة دون الخبز ولا تغتمين على خطايا الناس؟ ألا تعلمين أن الخطية تميت الروح، أما الردة فتسند الجسد على أي الأحوال؟ وان كان الجسد يتألم قليلا فلكي يكف عن الخطية". مخافته للرب ولأسراره الإلهية كثيرًا ما كان يتردد عند تناوله للأسرار المقدسة، حاسِبًا نفسه غير أهل لها. أحيانًا كان يرى الهيكل منيرا ومجد الرب حال على رؤوس المتناولين. تارة أعلن أنه رأى الشاروبيم والساروفيم قيام حول المعمودية يرفرفون حول الطفل بفرح. وهب من الله إعلانات كثيرة روحية وأيضًا صنع المعجزات، وكان سبب توبة للكثيرين. احتماله الآلام سمع عنه السلطان برقوق واشتهى أن يراه. وحين استبد الأمير سودون بالبابا متاؤوس استدعى الأنبا رويس وصار يسأله عن حياته وأعماله فلم يجبه بكلمة. أمر بضربه أربعمائة عصا حتى سال دمه وهو صامت. طاف به الجند في الشوارع وهم يضربونه ويبصقون عليه ويشدون شعر رأسه ولحيته وقد بقى صامتا، ثم ألقوه مع تلميذ له في السجن، فظهر لهما رب المجد وشفاهما... وإذ طلب الأقباط المسجونون منه أن يصلى عنهم وكان عددهم ثمانية، جاءهم البابا في نفس اليوم ومعه أمر الإفراج عنهم. إذ سجن البابا بأمر الأمير يلبغا صلى الأنبا رويس من أجله، ثم قال أن السيدة العذراء تخلصه... وبالفعل اقتحم بعض خصوم الأمير يلبغا السجن وكسر أبوابه وأطلقوا من به. أصيب بمرض شديد فقضى السنين التسع الأخيرة من حياته ملقى على الأرض بسبب شدة مرضه، لكنه كان وسط أتعابه سبب تعزية لكثيرين، بل كان المرضى ينعمون بالشفاء بصلواته، ولم يكف عن تعزية الزائرين له بكلمات روحية عميقة. قال أحد المؤمنين القاطنين بجواره عن لحظة انتقاله: "قد رأيت في تلك الساعة امرأة منيرة كالشمس جالسة إلى جانب هذا الأب، وقد تسلمت روحه المباركة تحقيقا لأمنتيه". |
|