رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأنه هكذا قال الرب: لا تدخل بيت النوح، ولا تمضِ للندب، ولا تُعزهم، لإني نزعت سلامي من هذا الشعب يقول الرب الاحسان والمراحم" [5]. طُلب منه ألا يدخل بيت النوح marzeah، هذه الكلمة ظهرت مرة أخرى في (عا 6: 7) فقط، وهي من أصل Ugaritic تشير إلى اجتماع ديني لغرض جنائزي، فيه تُقدم مائدة في صالة حيث الشرب بشراهة مع تصرفات منحلة . تُستخدم في الأرامية عن ولائم الجنازات . لكن هنا كما في عاموس لا تستخدم بنفس الصورة التي كانت لدى الأمم. انسحاب إرميا النبي حتى عن المشاركة في ولائم الجنازات يشير إلى انسحاب الله نفسه ورجاله عن حياة الشعب الذي أعطاه القفا لا الوجه. يسحب الله عنهم أربعة أمور [5]: أ. يسحب سلامه، هنا كلمة "سلام" في معناها الواسع تعني أن تكون كل الأمور على ما يرام. تفقد الجماعة اتزانها وتدخل في حالة ارتباك روحي واجتماعي ومادي ونفسي، كما يدخل كل عضو فيها في ارتباك على كل المستويات. ب. يسحب انتسابه إليهم، فلا يصيروا شعبه بل يدعوهم: "هذا الشعب"، فيفقدون مصدر حياتهم وفرحهم وغناهم ومجدهم وحريتهم. ج. يسحب عنهم إحسانه، أي حبه وبركاته لهم، لأنهم لا يقبلوا هذا الحب ولا يتجاوبون مع بركاته ونعمه. د. ينزع عنهم مراحمه، فلا يشفق ما داموا مُصرين على العنف ولا يعرفون الرحمة. بانسحاب إرميا عن الحياة العامة يعلن انسحاب الله نفسه بسلامه وإحساناته ومراحمه فيسقطوا تحت اللعنة والحرمان والأمراض والخزي والموت! |
|