رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقرر مجموعة كتابات آباء الرهبنة أن أهم فضيلة يجب أن يتحلى بها الراهب هي فضيلة الإفراز أو التمييز (διάκρισις)، وترى الرسالة إلى العبرانيين أن هذه الفضيلة هي للكاملين في طريق الفضيلة: «وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ διάκρισις بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ» (عب 5 : 14). وأعتقد أن المقصود بالإفراز هو الحكمة التي حثنا القديس يعقوب أن نطلبها من الرب: «وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يع 1: 5). لأنَّنا إن تأملنا في كلام القديس يعقوب السابق على طلب الحكمة، نجده يشرح المنهج الرهباني الذي نحياه كل يوم: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ. عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ» (يع 1: 2-4). |
|