أهمية السفر لنا
إن كان سفر التكوين هو حجر الأساس في فَهم التاريخ من المنظور الروحي، لأنه يرينا كيف أسَّس الله التاريخ البشري؛ فإن سفر أستير، وهو خاتمة الأسفار التاريخية، يُعتبر حجر الزاوية، لأنه يشرح لنا أسلوب الله في إدارة التاريخ البشري.
هناك طريقتان يتدخَّل الله بهما في حياة شعبه، أن يتدخل فجأة في مجرى الأحداث ليغيّره بمعجزة، أو أن يترك الأحداث تجري في أعنّتها مع إحكامه السيطرة على لجامها ليوجِّهها في النهاية للغاية التي يريدها! وسفر أستير يجسِّد هذه الطريقة، ولا يدانيه في هذا سوى قصة يوسف، ولا يفوقه سوى قصة الصليب. هذه الطريقة تُنتج في النهاية ما هو أعظم جدًا من المعجزة، لكنها لا تروقنا كثيرًا لأنها تحتاج منا إلى الصبر والإيمان.