فَانفَرَدَ بِه بُطرس وجَعلَ يُعاتِبُه فيَقول:
((حاشَ لَكَ يا رَبّ! لن يُصيبَكَ هذا!)).
"لن يُصيبَكَ هذا!" فتشير إلى محاولة بُطرس أن يمنع يسوع من الذهاب إلى الموت، وهي نفس التجربة التي سمعها من الشَّيطان في البَرِّية: "إِن كُنتَ ابنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إلى الأَسفَل، لأَنَّه مَكتوب: يُوصي مَلائكتَه بِكَ فعلى أَيديهم يَحمِلونَكَ لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجرٍ رِجلَكَ" (متى 4: 6). يسير بُطرس في خط التجربة المسيحانية لدى اليهود الذين يرفضون فكرة "مسيحٍ" متألمٍ، ويريدون مسيحًا ملكًا ارضيًا منتصرًا يردّ المَجْد إلى إسرائيل بالقوة، ويفرض الخلاص ومُلك الله على الجميع من خلال الخوارق والأعاجيب. فكأنَّ شيطان أريحا قد عاد به إلى المسيح يُجرّبه بالعظمة ويردّه عن رسالته. هل نقبل كل ما يوحي به الله إلينا من أفكار، أم نقبل فقط تلك التي تعجبنا وتحظى برضانا؟