|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تظاهروا بالهروب حتى خرج ملك عاي وشعبه من مدينته وعندئذ ارتدوا عليهم وغلبوهم؛ هكذا ظهر اليهود الذين قبلوا الإيمان بالسيد المسيح أنهم تحت قيادة يشوع الحقيقي تقهقروا عن الناموس وأعماله لكنهم عادوا يدركون الناموس وأعماله بالروح لا الحرف. لقد انعتقوا من تحت الناموس ليعيشوا لا ككاسري الناموس أو مزدرين بأعماله وطقوس شريعته وإنما ليدخلوا إلى أسراره الروحية ويتفهموا أعماقه ويحققوا غايته تحت قيادة "يشوع الحقيقي" الحامل لعنة الناموس عنا. أما الفريق الآخر فيمثل كمينين أحدهما يتكون من 30 ألف رجل بأس يقتربون من بيت إيل خلف عاي، والآخر يتكون من نحو 5 آلاف رجل خلف عاي مباشرة؛ هذان الكمينان يمثلان جماعة المؤمنين من أصل أممي. كان يشوع هو المدبر لهما وهو الذي اختارهما، لكنه لم يكن بالجسد في وسطهما، وذلك كالأمم الذين لم يحل رب المجد يسوع جسديًا في وسطهم كما حدث مع اليهود، وإنما سمعوا عنه سماع الأذن وعرفوه خلال كرازة التلاميذ والرسل. هؤلاء أيضًا لم يتقدموا إلى المدينة من الأمام بل كانوا مختفين من ورائها... إذ لم يكن لهم الناموس ولا الأنبياء ولا أُعطيت لهم عهود ولا مواعيد. وكما يقول الرسول: "إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر (بالناموس) أدركوا البر، البر الذي بالإيمان" (رو 9: 30). جاءوا من خلف، ليس لهم معرفة سابقة بالناموس والشريعة والنبوات، لكنهم بالإيمان الذي في قلبهم اقتحموا المدينة وحطموا قوات الظلمة وسلبوا إبليس سلطانه وجبروته... وكان عملهم ملتحمًا مع كل الفريق الأول بقيادة يشوع نفسه! ولعل الرقمين 30,000، 5000 الخاصين بالكمينين الغالبين لإبليس وكل جنوده يحملان مفهومان روحيين. فرقم 30,000 هو حصيلة ضرب 3 × 10 × 1000. فإن كان رقم 3 يُشير للإيمان بالثالوث القدوس أو لسرّ القيامة مع المسيح كما رأينا في الأصحاحات السابقة، ورقم 10 يُشير إلى الناموس حيث الوصايا العشر، ورقم 1000 يُشير للحياة السماوية، فإن هذا الرقم في كليته إنما يعني أن هذا الفريق من الأمم الذي لم يتسلم الناموس الموسوي ولا تعرف عليه، باللإيمان بالثالوث القدوس كما بتمتعه بالحياة المقامة في المسيح يسوع صار متممًا للناموس (10) ولكن بطريقة روحية أو سماوية (1000). لم يكسر الأمم (المؤمنون) الناموس ولا احتقروه وإنما في الإيمان صاروا في المسيح يسوع القائم من الأموات متبررين، كمن قد أكملوا الوصايا وحققوها بفكر روحي سماوي وليس بطريقة حرفية قاتلة. أما رقم 5000 فيُشير إلى تقديس حواس هؤلاء المؤمنين الذين كانوا قبلًا يعيشون في الظلمة ويتمرغون في الدنس، بالإيمان الحيّ تقدّست حواسهم الخمس وصارت لهم السمة الروحية السماوية (1000). كما كانت الخطة متكاملة، فلا يمكن لفريق أن ينجح بمفرده، إنما يعمل الاثنان معًا، هكذا تظهر الكنيسة متكاملة بقبول أعضاء من أصل يهودي وآخرين من أصل أممي، بالرغم من اختلاف الثقافة والفكر والظروف. |
|