رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يحترم المراهق"أنيته" فتراه يقصد الصدق الكلي مع ذاته ومع الآخرين وانه يتتبع الحقيقة بشغف ويود لو يعرف كل شيء. وينمو فيه الشعور بالجمال بشدة فيلعب دورًا أساسياً في حياته الداخلية. ان المراهق قادر على تذوق الطبيعة تذوقاً عميقاً وتهتز مشاعره أمام جمال الفن، ومحبته للنقاوة في الخلق تستحق الإعجاب وتبدو له المساومات والمبتذلات خيانات للمثل العليا وتجعله يحكم بقسوة على الراشدين الذين يرتكبونها. وفي طلبه الملحّ المتأجج للمثل الأعلى يبدي تجرداً نبيلاً، مبعداً باحتقار كل فكرة في المنفعة مبطنة سابقاً. ويفتتن بشدة العزم وقوة الإرادة ويأسره ما في هذا من توتر عنيف. إن الحيوية التي تفيض منه تخلق لديه حاجة لبذل النفس روحاً وجسداً في سبيل أية قضية تمت إلى المثل العليا بصلة. ولهذا يدعو "بول كلوديل" الحداثة بسن البطولة “l’âge de l’héroïsme” كما يسميها "فرنسوا مورياك" سن القداسة “l’âge de sainteté” إلا أنه علينا أن نقرّ بأن هذه الوثبات تقترن بالميل إلى ما هو تخيلي وروائي مما يجعلها في خطر الضياع والتبدد. ان مخيلة المراهق وهي في تأجج مستمر تستطيع أن تجرّ به إلى عالم الأوهام، حيث تُصدُّ قواه الحية ويُخدع تعطشه للمثل العليا لأن عالم الأوهام هذه هو في الواقع تزوير لهذه المثل العليا. |
|