لقد سلَّم نوح أمر حمايته ورعايته في زمن الكارثة لله، فكيف يتجرأ ويخرج بحسب رأيه الشخصي أو رأي إنسان؟! إن نوح لم يكن يعرف ولا يفهم ما خَلَّفَهُ الطوفان من آثارٍ؟! ولكن الله هو الذي كان يعلم دقة التغييرات التي حدثت بسبب الطوفان، وهو يعلم كيف يعد الظروف المواتية للحياة مرة أخرى بعد الطوفان، لذلك كان لا بد أن ينتظر نوح الأمر الإلهي الصادر له بالخروج، ولا يعتمد على فهمه القاصر، كقوله: "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ" (أم 3: 5، 6).