رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تخدم داخل أسرتك يمكنك -بالنسبة إلي الكبار- أن تقدم التعليم غير المباشر. كأن تحكي قصة هادفة من قصص الآباء، أو تأملًا في آية معينة دون أن توجهها إلي أحد معين، أو خبرة لحكيم، أو فكاهة لطيفة تؤدي نفس الغرض، مع حذف كل عبارة موجعة يتصادف وجودها في ما تقصه من القصص. واحذر من أن تجلس إلي أبيك وتقول له "أريد يا بابا أني أكلمك كلمتين من أجل خلاص نفسك؟.. كما لو كان خلاص نفسه في خطر، أو كان هالكًا يحتاج إليك أن تنقذه.. بل يمكن أن تحكي قصة لأخوتك الصغار، ويسمعها أبوك عفوًا أو قصدًا.. يجب في خدمتك العائلية أن تتصف بالتواضع والحكمة. لا شك أن الحكمة تعلمك التواضع، وتعلمك الأسلوب المهذب الذي تتكلم به. ولا تظن أنك لكي تصلح الكبار تتجرأ عليهم، أو لكي تصلح الصغار تتسلط عليهم. ولا تستخدم أسلوبًا -فيما تحاول به أن تخلص غيرك- تهلك نفسك. كن صغيرًا باستمرار في محيط أسرتك. لا تشعرهم فيما تقدمه من نصائح، أنك أصبحت أوسع منهم فكرًا، وأكثر معرفة، أو أنك أكثر منهم روحانية، وأنفي منهم قلبًا..! إنك بهذا الأسلوب المتعالي، تخسر صداقتهم، وتخسر نفسك. ماذا تستفيد إن كانت طريقتك في الخدمة قد علمتك السيطرة، وعودتك علي الغضب والانتهار وقساوة القلب، وأوجدت حاجزًا بينك وبين قلوب الآخرين؟! تعلم إذن البشاشة واللطف، قبل أن تبدأ أية خدمة. وأعرف أن كل نفس حساسة، وعليك إذن أن تراعي حساسيتها في خدمتك لها. اعرف أن عملك هو الإقناع وليس الإرغام. أنت مجرد شاهد للحق، كما أمرنا الرب قائلًا "تكونون لي شهودًا" (أع 1:8). أما أن ترغم أهلك وأخوتك علي السلوك السليم، فليس هذا هو عملك. بل إن الله نفسه قال للشعب "أنظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، والموت والشر.. قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة، فاختر الحياة كي تحيا" (تث 30: 15، 19)، فإن أقنعتهم بالخير، وفعلوه باختيارهم، ينالون أجرهم علي ذلك. أما إن فعلوا الخير اضطرارًا بضغط منك، وبدون اقتناع، فأي أجر ينالونه؟! لا تظن خدمتك أن تنصح، وترغم، ويتوبَّخ، وتهدد، وتعاقب. ليس هذا هو أسلوب خدمة تتخذه مع أخوتك الصغار أو أخواتك، أو مع الكبار بأسلوب اقل. وإلا فسوف تقول الأسرة عنك "ليته ما دخل في محيط الخدمة. لقد كان قبل ذلك أكثر لطفًا وحبًا واحترامًا لغيره.. في خدمتك لا تفقد أحدًا حريته، إنما ساعده أن تتجه حريته نحو الخير. ساعد أفراد أسرتك أن يحبوا الله. وإن أحبوه سوف يحبون الخير، وسوف يفعلون الخير تلقائيًا، دون إرغام، ودون توبيخ. وستكون إرادتهم قد تطهرت.. وفي خدمتك احترس من الحرفية في التعليم. لا تكن فريسيًا في تعليمك، سواء في داخل البيت أو خارجه. ونذكر بهذه المناسبة موقفك من وسائل الترفيه في داخل الأسرة أو في خارجها. لا موقفًا حرفيًا يكون سبب نكد وعكننة علي الأسرة كلها، ولا موقفًا متسيبًا لا قدوة فيه ولا ضوابط. إنما تصرف فحكمة، بخط واضح سليم بين الخير والشر، بحيث تكون مقنعًا، لا متطرفًا في رأيك، ولا مستبدًا بفكرك بدون إقناع. من حقهم أن يكون لهم ترفيه. ومن واجبهم أن هذا الترفيه يكون نقيًا بلا خطأ. لا تعاملهم كرهبان أو نساك زاهدين. وأيضًا نبههم إلي مواضع الخطأ، بحكمة وباستمرار أعط صورة مشرقة عن تدينك. لا تقدم لهم الدين كدواء مر يجب عليهم أن يشربوه لكي يشفوا ويصحوا، إنما قدمه كمتعة روحية لهم. ولا مانع من أن يتدرجوا في ذلك. كما فعل الآباء الرسل مع الداخلين في الإيمان من الأمم (أع 15: 28، 29). وكما قال القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس "سقيتكم لبنًا لا طعامًا، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون" (1 كو 3: 2). قدم لهم في خدمتك، أنموذجًا بنجاحك في حياتك. سواء في حياتك الدراسية بتفوقك الذي تفرح به أسرتك، أو في حياتك الاجتماعية بكونك موضع محبة وثقة الآخرين، أو في حياتك الروحية بكونك بلا لوم، لا يمسك عليك أحد خطأ، أو في حياتك العملية بصفة عامة. إن رأوك هكذا مثالًا طيبًا، يحترمون حياتك، وبالتالي يحترمون أيضًا أسلوبك ومبادئك، فيتخذونك قدوة لهم. وهكذا تكون قد جذبتهم عمليًا إلى طريق الرب الذي أحبوه في حياتك. تحبك أسرتك، وتفتخر بك، وتقبل كلامك إن تحدثت عن الله. وإن دعوتهم إلي الكنيسة، يذهبون معك. بل قد تجد أباك يقول لأخيك الصغير "تعلم من أخيك فلان، وانظر كيف هو ناجح ومحبوب ولا يخطئ في شيء. حينما تكون ناجحًا ومتفوقًا، وتأخذ حق الله من نفسك، قبل أن تأخذه من غيرك، حينئذ تكون موفقًا أيضًا في خدمتك لأسرتك. لأنك ستكون إنسانًا متوشحًا بالفضيلة، ولست مجرد متحد عن الفضيلة. وسوف تكون درسًا لغيرك، حتى لو كنت صامتًا لم تتحدث.. يمكنك بعد كل هذا أن تلقي كلمة الله. ابدأ بأخوتك الصغار. إنهم يحبون الحكايات وسيحبونك جدًا إن سمعوا منك حكايات، من الكتاب، من سير القديسين، من قصص الحيوانات، من أخبار التاريخ.. وأيضًا هم يحبون الأناشيد. علمهم تراتيل وألحانًا. حفظهم أيضًا آيات من الكتاب، وقدر لهم مسابقات وألغازًا.. وسوف يكونون فصلًا خاصًا لك. حتى لو بدأت بطفل واحد، ثم جر وراءه أطفالًا من فروع الأسرة، أو من أصدقائها وجيرانها. وسيأتي وقت تحب والدتك أن تسمع حكايتك، منهم أو منك. وكذلك والدك.. ويمكن أن تكون الحكايات أثناء الجلوس علي المائدة، أو في حجرة المعيشة، مقدمة للأطفال، وسيسمعها الكبار معهم، بطريق غير مباشرة. العبادة في محيط العائلة: يمكن للأسرة المتدينة، أن يكون لها عبادة مشتركة، بصفة عامة أو جزئية نصائح لخدمة أسرتك 1- لا تكن عثرة للأسرة بل اجعلهم يحبون التدين في شخصك. ويحترمون أسلوبك في الحياة. 2- كن لطيفًا في ما تقدمه من نصائح. وابعد عن روح الكبرياء والتسلط. بل احترم الكل. 3- لا تحاول أن تفرض عليهم جوا من الخشوع الإجباري، أو جوًا من التزمت والتضييق. 4- كن حكيمًا في أصوامك، ولا تسبب قلقًا للأسرة. ولا تجعلها تشكو خوفًا عليك، فينكشف صومك خارج الأسرة. 5- كذلك كن حكيمًا في عبادتك وخدمتك، ولا تدعها تؤثر علي حياتك الدراسية، ولا علي مسئولياتك العائلية. |
|