هل هذا النذر حرام أم حلال ؟
نذزت أني أظل صائماً حتى تنتهي الحرب . وكان ذلك منذ سنوات . فهل هذا النذر حلال أم حرام ؟ كذلك ما رأيكم في من ينذر أن يعمد أبنه في القدس أو في الدير من أديرة الصعيد القديمة ؟ كذلك ما رأيكم في شاب ينذر البتولية ؟
يجيب قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
حقاً إن الكتاب قال " خير لك أن لا تنذر من أن تنذر ولا تفي ( جا 5: 5) . و النذر عبارة عن أتفاق بين الإنسان والله ولا يجوز الرجوع فيه .
ولكن ينبغي أن يكون النذر سليماً من الناحية الروحية ، لأنه لا يصح أن تبرم اتفاقاً مع الله فيه خطية .
في إحدى المرات نذر اليهود أن يظلوا صائمين ، حتى يقتلوا بولس الرسول ( أع 23: 12) . وكان نذرهم خاطئاً وحراماً
أذن ليس كل نذر حسب مشيئة الله بعضه حرام .
لقد نذر يفتاح الجلعاد ، أن رجع منتصراً أن يقدم للرب محرقة اول من يقابله من بيته ( قض 11: 30) . فقابلته إبنته العذراء ، فوفي بنذره وقدمها محرقة ! ويقيناً إن الله ما كان يرضي عن هذا المر مطلقاً ، وكان النذر حراماً ، فلم يأمر الرب في شريعته بتقديم البشر محرقات ! كذلك نذر الأبوين ان يعمدا في مكان بعيد ، ربما لا تمكنهما الظروف من الوصول إليه ، فيه مخاطرة الابن . فلو مات مثلاً دون أن يعمد ، كيف يتحملان مسئولية أبديته . كذلك حرمانه من التقدم من الأسرار المقدسة ، إلي أن يعمد حينما تواتيهما الظروف ، ، هو حرمان من نعمة وبركة تعمل فيه يتحمل الأبوان مسئوليتها أمام الله
فمثل هذا النذر خطا تماماً وبخاصة لأن مفعول المعمودية لا يتغير من مكان إلي آخر بل هو هو
أما أخذ بركة مكان معين ، او قديس ، فعلي الرغم من المخاطرة ، ينبغي أن يكون في حدود الرغبة ، ولكن لا يرتقي أبداً إلي مستوي النذر . هذه المخاطرة تجعلنا نحكم لاهوتياً ، بجواز كسر هذا النذر ، فالأعمار بيد الله ، وقد يموت الطفل ، وهو ملء الصحة .
أما إذا كانت هناك خطورة علي صحة الطفل ، فيجب كسر النذر فخطأ كسر النذر ، أخف من موت الطفل بلا عماد ، وهنا نكون قد اخترنا أخف الأمرين .
وفي كلا الحالين ، ينبغي أن توقع كنيسة ، علي من نذر هذا النذر من الوالدين . عموماً قدموا هذه الأمور كرغبات ، ليس كنذور . صلوا وقولوا : وفقنا يارب في أن نعمد أبننا في المكان المقدس الفلاني . ولكن لا تنذروا . وفي نفس الوقت لا تتبأطأوا في التنفيذ ، فقد قال الكتاب " أذا نذرت نذراً لله ، فلا تتأخر عن الوفاء به "( جا 5: 4)
اما عن نذر البتولية ، أو نذر الرهبنة ، فلا انصح به لصغار السن ، او لحديثي العهد بالحياة الروحية …
سؤال ؟
أنه ليس حراماً ، لأنه ليس خطأ في طبيعته ، ولكن فيه خطورة إن كانت الفكرة تأثيراً أو حماساً مؤقتاً ، أو إن صادمت صاحب النذر حروب شديدة من جهة الجسد جعلته يندم علي نذره ، أو يتمني الرجوع فيه ، أو يشتهي الزواج ، أو يحيا في الخطية .
بدلاً من أن ينذروا البتولية ، قدموها كرغبة او صلاة .
قل له : أنني اشتهي يارب أن أكون بتولاً أو راهبا ، فامنحني هذه الرغبة أن وافقت مشيئتك أما الكبار ، الناضجون روحياً ، الذين جربوا أنفسهم طويلاً ، وساعدتهم النعمة علي حياة النصرة ، فلا مانع من أن ينذروا أنفسهم للرب ، ولكن ننصحهم بعدم دخول حروباً لا داعي لها .
أما عن نذر الصوم حتى تنتهي الحرب ، فهو غير عملي .
من قال أن الحروب تنتهي من العالم ؟! إنها مستمرة وستظل مستمرة حتى نهاية العالم كقول الكتاب 0 متي 24) . أما إن كان النذر بخصوص حرب معينة محدودة لمكان . وكان صاحب النذر ، ناضجاً ، وقادراً علي الصوم ، فلا مانع .
ولكن في أمور الصوم ، ينبغي استشارة أب الاعتراف ، وكذلك في نذر البتولية و الرهبنة …
فلا يصح ان يسلك الإنسان في هذه الأمور بحسب فكره بدون مشورة . وإن كان لا يستشير أب الاعتراف في أمثال هذه الأمور الهامة ، فيما يستشيره إذن ؟
وعموماً ينبغي أن لا ينطق الإنسان بالنذر ، بسرعه .
الأمر يحتاج إلي ترو وتفكير ومشورة وصلاة ، قبل النذر …