يقال أحياناً – وبالتغاضي عن أمر حواء – إنّه لم يَصعُبْ على مريم، هي المنزَّهة عن الخطيئة الأصليّة، أن تقول للربّ ((نعم!)).. ربما العكس هو الصحيح. فكلّما كان المرء قدّيساً، أدرك بوضوحٍ أكبر من هو الله، وما هي متطلّباته.
وكلّما أدرك المرء ما تقتضيه الأمانة لله من انقطاع، صَعُبَ عليه أن يقول ((نعم)). ليس من قداسةٍ بلا عذاب: هذا ما يشهد له جميع الصوفيّين أمثال : يوحنا الصليبي، وتريز الأفيليّة، وتريز الطفل يسوع، والقديس شربل، والطوباويّة رفقا...