القدّيس يوحنّا الدمشقي (676–749)
هو آخر الآباء الشرقيّين، من الإيمان بالإله الواحد ويؤكّد اتحاد الأقانيم رغم تمييزها: "فالأقانيم متّحدة دون اختلاط، ومتميّزة دون انقسام". ثمّ ينتقل إلى التمييز بين الأقانيم: يميّز بين الآب والابن ويوضح أنّ الآب هو مبدأ الجميع وعلّتهم، والابن هو ابن الله الوحيد "لأنّه وُلد من الآب ولادة وحيدة". ثمّ يوضح الفرق بين الابن والرّوح: "الرّوح القدس ينبثق من الآب لا بالولادة بل بالانبثاق. ويوضح أنّ الثلاثة إله واحد: "إنّ كلا من الأقانيم هو في الآخر. ولذلك أيضًا نعترف بوحدة الأقانيم في الجوهر". ويوضح هذا التمييز بين الأقانيم في الإله الواحد بتشبيه الأقانيم الثلاثة في الجوهر الواحد بالشمس وشعاع الشمس ونور الشمس، وهو تشبيه قديم في اللاهوت المسيحيّ. فيوضح أنّ الشمس لا يمكن أن تكون شمسًا دون شعاع ودون نور، كذلك الآب لا يمكن أن يكون أبًا دون ابن ودون روح. وكما أنّ الشمس لا تأتي إلينا كلّها، بل فقط بشعاعها ونورها، كذلك الله الآب لا يأتي إلينا إلّا بابنه وروحه. وكما أنّ الشعاع والنور هما من ذات جوهر الشمس، كذلك الابن والرّوح هما من ذات جوهر الآب".