قلبًا جديدًا وروحًا جديدة
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين
أهنئكم ببداية هذه السنة الجديدة، وأحب أن أقول لكم:
نريد أن تكون هذه السنة جديدة في كل شيء. جديدة في الحياة، في الأسلوب، في السيرة، في الطباع..
يشعر فيها كل منا، أن حياته قد تغيرت حقًا أبي أفضل. وكما قال الرسول "الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو 5: 17). هناك أشخاص يعترفون، ويتناولون ويقرأون الكتاب، ويواظبون علي حضور الكنيسة والاجتماعات الروحية، ويمارسون كثيرًا من وسائط النعمة..
ومع كل هذه الممارسات الروحية، ضعفاتهم ونقائصهم هي هي.
مازالت لهم نفس الطباع، ونفس العيوب، ونفس الشخصية.. لم يتغير في حياتهم شيء. تراهم اليوم كما هو بالأمس..لا فارق! وفي السنة الجديدة كما في السنة الماضية.. لا تغيير!
الاعتراف عندهم هو تصفية حساب قديم، ليبدأ حساب جديد، بنفس النوع وبنفس الأخطاء، ونفس العيوب والنقائض والسقوط!
ونحن لا ننكر قيمة الأسرار الكنسية وفاعليتها، لمن يسلك فيها بطريقة روحية سليمة. فبلا شك الاعتراف له عمله، والتناول له فاعليتها، لمن يسلك فيها بطريقة روحية سليمة. فبلا شك الاعتراف له عمله، والتناول له فاعليته، وحضور الكنيسة له تأثيره. ولكن هؤلاء الأشخاص لم يأخذوا القوة الموجودة في الأسرار، أنما رأوها وجازوا مقابلها..! ونحن نريد أن نستغل هذا العام الجديد، لنعمل فيه عملًا لأجل الرب ويعمل الرب فيه عملًا لأجلنا،ونقول فيه:
كفي يا رب علينا السنوات القديمة التي أكلها الجراد.
تكفي السبع سنوات العجاف التي مرت علينا بلا ثمر. ولا داعي لأن تستمر الضعفات القديمة.. نريد أن نبدأ معك عهدًا جديدة، نفرح بك وبسكناك في قلوبنا، وتجدد مثل النسر شبابنا. فيهتف كل منا: امنحني بهجة خلاصك.. قلبًا نقيًا أخلق في يا الله. وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي (مز 50).
_____
* ألقيت هذه المحاضرة في بداية عام 1977 بالكاتدرائية الكبرى.