أهْلُ الْقُلُوبِ الْبَرِيئةِ
قَلُوبُهُمْ بِلَوْنِ الاشجار
أحْلاَمُهُمْ بِنُقَاءِ الْمَاءِ
وَخَيَالُهُمْ بِاِتِّساعِ السَّمَاءِ
لَدَيهُمْ قِدْرَهُ عَلَى التَّسَامُحِ بَلَا حُدودُ
وَيَتَمَتَّعُونَ بِقُدْرَةِ الْاِغْتِسَالِ بِمَاءِ الاماني
وَقُدْرَةُ الْحُلْمِ وَالْاِنْغِماسِ فِيه الى اخر قَطْرَاتِهِ
أهْلُ الْقُلُوبِ لْبَرِيئةِ
لَا يُنْتَظَرُونَ خَنْجَرَ الْغَدْرِ مِنْ يَدِ صَافَحْتِهُمْ
طُقُوسُهُمْ وَأيَّامُهُمْ وَلَوْحَاتُهُمْ مُلَوَّنِهِ بِالتَّفَاؤُلِ
لَا يُتَعَلَّمُونَ مِنْ اخطائهم بِسُهولَةِ
يُكَرِّرُونَ الاخطاء كَعَادَاتٍ طُفُولِيَّةٍ
يُمْنَحُونَ الْقَلُوبَ حَوْلَهُمْ ثِقَةُ مُتَناهِيُهُ
وَلَا يُلَمَّحُونَ اللَّوْنَ الْاِسْوَدَّ فِي الْحَيَاةِ
أهْلُ الْقُلُوبِ الْبَرِيئةِ
يُقْتَرَبُونَ مِنْ الارواح الَّتِي تَمَرُّ فِي حَيَاتِهُمْ حَدِّ الْاِلْتِصَاقِ
يَتَعَلَّقُونَ بِالتَّفَاصِيلِ وَالْبَقايا كَثِيرَا
تَرَافُقُهُمْ حُسْنُ النِّيَّةِ بالآخرين دَائِمًا
يَتَفَنَّنُونَ بِالتَّماسِّ الاعذار لِلْغَيْرِ
وَلَا يَعْرُفَ الظَّنُّ السيء الْيُهْمَ طَرِيقًا
أهْلُ الْقُلُوبِ الْبَرِيئةِ
يَتَمَسَّكُونَ بِالْبِدَايَاتِ بِإِصْرارِ
وَيُرْفَضُونَ النِّهَايَاتِ بِرُعْبِ
لَا يُسْتَوْعَبُونَ وَاقِعَ الْفِرَاقِ سَرِيعَا
يَتَحَايَلُونَ عَلَى الْوَاقِعِ بِحُلْمِ
وَيَتَحَايَلُونَ عَلَى الْحُلْمِ بِالْوَهْمِ
وَلَهُمْ عَلَى خَارِطَةِ الاحلام مِسَاحَاتُ شَاسِعِهِ
أهْلُ الْقُلُوبِ الْبَرِيئةِ
يُمَارَسُونَ دَوْرَ حَمَامِ السّلامِ
يُنْشَرُونَ الْحُبَّ عَلَى الارض
يُسْهِمُونَ فِي بِنَاءِ مُدُنِ الْفَرَحِ
يُسَارِعُونَ لِتَرْمِيمِ اِنْكِسارِ الْقَلُوبِ
يَتَحَدَّثُونَ بِصَوْتِ النُّقَاءِ وَالْحُبِّ وَالْحُلْمِ
يُشْعَرُونَكَ بَانَهُمْ قَدْ اُخْتُرِعُوا الْبَيَاضَ
عَلَى الارض
أهْلُ الْقُلُوبِ الْبَرِيئةِ
يَتَمَسَّكُونَ بِطُفُولَتِهُمْ رَغْمِ السّنواتِ
تُبْقَى قَلُوبَهُمْ فِي طَوْرِ الطُّفُولَةِ
لَا تُكْبِرُ اعماقهم وَلَا تَتَلَوَّثُ ابدا
تُرْتَسَمُ مَلاَمِحَ الطُّفُولَةِ عَلَى وُجُوهِهُمْ
أَعَيْنَهُمْ مرآه صَادِقَةَ لَا عماقهم
تَقْرَأُ باعينهم كُلُّ مَا تُخْفِيهِ اعماقهم
فَهُمْ لَا يُجِيدُونَ التَّخَفِّي والاخفاء
وَيَفْشَلُونَ فِي اِرْتِدَاءِ الْأَقْنِعَةِ
أهْلُ الْقُلُوبِ الْبَرِيئةِ
لَا يَخْذُلُونَكَ ابدا عِنْدَ الْحاجَةُ الْيُهْمُ
فَهُمْ اول مِنْ يُدَثَّرُ حاجَتُكَ وَيُسْتَرُهَا
وَهُمْ اول مِنْ تلمحهم عَيْنَاكَ عَنْ اِنْكِسارِكَ
وَأَوَّلَ مِنْ يُنْتَشَلُكَ عِنْدَ غَرِقَكَ بِأحْزَانِكَ
يَمْنَحُونَكَ انفاسهم عِنْدَ الْاِخْتِنَاقَ
يُحَوِّلُونَ ايامهم الى طَوْقُ نَجَاةُ يُلْقَوْنَهُ الِيِكَ
أهْلُ الْقُلُوبِ الْبَرِيئةِ