كُونُوا عَامِلِينَ بالكَلِمَة

[Mary Naeem]

كُونُوا عَامِلِينَ بالكَلِمَة، لا سَامِعِينَ فَحَسْب، وإِلاَّ كُنْتُم تَغُشُّونَ أَنْفُسَكُم

الأربعاء الخامس عشر من زمن العنصرة
إِعْلَمُوا، يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاء: فَلْيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا إِلى السَّمَاع، بَطِيْئًا إِلى الكَلام، بَطِيئًا إِلى الغَضَب؛ لأَنَّ غَضَبَ الرَّجُلِ لا يَعْمَلُ بِبِرِّ الله. لِذلِكَ أَلْقُوا عَنْكُم كُلَّ نَجَاسَة، وكُلَّ طُغْيَانِ شَرّ، واقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الكَلِمَةَ الـمَغْرُوسَةَ فيكُم، والقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُم. كُونُوا عَامِلِينَ بالكَلِمَة، لا سَامِعِينَ فَحَسْب، وإِلاَّ كُنْتُم تَغُشُّونَ أَنْفُسَكُم؛ لأَنَّ مَنْ يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً يَنْظُرُ صُورَةَ وَجْهِهِ في مِرْآة: ومَا إِنْ رَأَى نَفْسَهُ ومَضى، حَتَّى نَسِيَ في الـحَالِ كَيْفَ كَان. أَمَّا الَّذي أَكَبَّ عَلى الشَّرِيعَةِ الكَامِلَة، شَرِيعَةِ الْحُرِّيَّة، وداوَمَ عَلَيْهَا، لا شَأْنَ مَنْ يَسْمَعُ ويَنْسَى، بَلْ شَأْنَ مَنْ يَعْمَل، فهـذَا يَكُونُ سَعِيدًا في عَمَلِهِ. مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ مُتَدَيِّن، وهُوَ لا يَلْجُمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فإِنَّ تَدَيُّنَهُ بَاطِل. إِنَّ التَّدَيُّنَ الطَّاهِرَ النَّقِيَّ عِنْدَ اللهِ الآبِ هُوَ هـذَا: إِفْتِقَادُ اليَتَامَى والأَرامِلِ في ضِيقِهِم، وصَوْنُ النَّفْسِ بلا وَصْمَةٍ مِنَ العَالَم.
قراءات النّهار: يعقوب 1: 19-27 / لوقا 17: 20-25
التأمّل:
“كُونُوا عَامِلِينَ بالكَلِمَة، لا سَامِعِينَ فَحَسْب، وإِلاَّ كُنْتُم تَغُشُّونَ أَنْفُسَكُم”.
تستفزّنا هذه الكلمات وتدعونا لتقييم حياتنا المسيحيّة على ضوئها إذ تذكّرنا بما قاله الربّ يسوع: “الطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها”! (لوقا ١١: ٢٨).
لا يكفي أن نسمع كلمات الكتاب المقدّس دون أن نترجمها في حياتنا وفي سلوكنا عمليّاً!
فالإصغاء يعني تعميق فهم الكلمة والتوحّد بها كي تتحوّل إلى نهج حياةٍ يوحي بالسلوك لا إلى نمط يتغيّر أو يتبدّل بتغيّر أو بتبدّل المصالح!
وعليه فنصّ اليوم يدعونا إلى مزيدٍ من الانسجام بين ما نؤمن به ونصغي إليه من جهة وما نقوم به من جهة أخرى!