معلومات عن ظاهرة الاحتباس الحراري واسبابها
ما هو الاحتباس الحراري ؟
الاحتباس الحرارى هو زيادة متوسط درجة حرارة سطح الارض نتيجة لتأثير الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من احتراق الوقود الاحفوري او الناتجة عن إزالة الغابات، التي تحتجز الحرارة على عكس المفترض لها بان تهرب هذه الحرارة من الارض ، هذا التأثير قريب من تأثير الصوبة الزراعية ( التى تحتفظ بالحرارة داخلها لتوفر للنباتات جو دافىء فتنمو فى اى وقت فى السنة) .
هل الاحتباس الحراري ناجم عن النشاط البشري ؟
يتأثر مناخ الارض في الغالب باول 6 اميال او نحو ذلك من الغلاف الجوي ، ومن المفترض ان الإنسان يمكن ان يغير المناخ ، فاذا نظرنا الي كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري التى نقوم باطلاقها في الجو ، يجعلنا نتقبل فكرة ان الاحتباس الحراري ناجم عن النشاط البشري ، فالغلاف الجوي هو في الحقيقة عبارة عن طبقة رقيقة جدا ، فإذا كنت ترى الارض من الفضاء، ستجد ان الجزء الرئيسي من الغلاف الجوي لن يكون إلا طبقة رفيعة مثل قشرة البصل .
ما هي غازات الاحتباس الحراري ؟
اكثر الغازات اهمية فى غازات الاحتباس الحرارى في الواقع هى: بخار الماء ، وبخار الماء لا ينتج مباشرة من قبل الجنس البشري بكميات كبيرة ،ولكن زيادة طفيفة في مستويات الغلاف الجوي من ثاني اكسيد الكربون يمكن ان يسبب زيادة كبيرة في درجات الحرارة .
لماذا هذا يحدث ؟
هناك سببان:
اولا : على الرغم من ان تركيز غازات الاحتباس الحراري لا تكاد ان تكون كبيرة مثل تركيز الاكسجين والنيتروجين (المكونات الرئيسية للغلاف الجوي)، الا اننا نلاحظ ان الاكسجين او النيتروجين ليست غازات مسببة للاحتباس الحراري، هذا لان كلاهما لا يحتوى على اكثر من ذرتين عنصريين فى الجزىء الواحد (اي اشكالها الجزيئية هي O 2 و N 2 ، على التوالي)، فهى تفتقر إلى وسائط الذبذبات الداخلية لعدم وجود اكثر من عنصر، اما كل من الماء وثاني اكسيد الكربون ،تحتوي علي "وسائط الذبذبات الداخلية"، ويمكن لهذه الوسائط امتصاص الاشعاع والذي يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري .
ثانيا : الجداول الزمنية لهذه الغازات يمكن ان تصل الى مئات السنين ، فمثلا بخار الماء، من ناحية اخرى، يمكن ان يتكثف بسهولة او يتبخر، وهذا يتوقف على الظروف المحيطة به ، وبالتالي مستويات بخار الماء تميل إلى التكيف بسرعة مع الظروف السائدة، اما ثاني اكسيد الكربون فهو يتصرف باعتباره المسيطر ، بدلا من ان يكون متفاعل فقط ، كما انه يحدث التوازن عند درجات حرارة اعلى .
هل زيادة ثاني اكسيد الكربون فى الغلاف الجوى قد ساهم فيها الانسان ؟
كلما زاد البشر كلما زاد تركيز ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 30% ، وهو يمثل زيادة كبيرة للغاية، ويعتقد العلماء ان البشر هم المسؤولين عن هذا لان الزيادة مرتبطة تقريبا بزيادة احتراق الوقود الاحفوري، لتوليد الكهرباء، والنقل، والتدفئة، وكذلك صناعة الإسمنت، كل هذا اسهم فى انتاج من إجمالي الانبعاثات في جميع انحاء العالم من حوالي 22 مليار طن من ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويا .
نحو ثلث هذا يأتي من توليد الكهرباء، وثلث آخر من وسائل النقل، وثلث من جميع المصادر الاخرى وكذلك الادلة الاخرى، مثل التغيرات في نسب نظائر الكربون المختلفة في الغلاف الجوي ، فسوف تصل قريبا تركيزات ثاني اكسيد الكربون لارقام لم نراها قبلا على الارض في ال 50 مليون سنة الماضية .
هل درجة الحرارة حقا تغيرت ؟
الاجابة هي نعم ، فكما سمع الجميع من وسائل الإعلام، كانت السنوات الاخيرة باستمرار احر من مئات وربما آلاف السنين، ولكن قد يكون هذا تقلب مؤقت، فتظهر مصادر عديدة متوسط درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي مثل حلقات الاشجار، والمرجان، وسجلات الإنسان، الخ ، فتبين الرسوم البيانية التي قام بها العلماء ان هناك اتجاه ملحوظ جدا للاحتباس الحرارى، ابتداء من عام 1900 ، والسبب هو ان الزيادة في ثاني اكسيد الكربون بدأت فعلا في عام 1800، في اعقاب إزالة الغابات من كثير من اجزاء الغابات فى امريكا الشمالية وغيرها، كما ان الانبعاثات بسبب الثورة الصناعية زادت، مما ادى إلى زيادة كبيرة في مستوى ثاني اكسيد الكربون حتى 1900 .
هل هناك علاقة بين الجفاف وتغير المناخ مؤخرا ؟
نعم ، هناك علاقة وطيدة بينهم ، فهناك دراسة حديثة اجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات توضح ذلك ، كما ان الغلاف الجوي ايضا يعطي دليلا قويا على ان الاحترار العالمي كان عاملا رئيسيا فى ارتفاع درجات الحرارة .
من الذي يدرس ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن الذي يعتقد في ذلك ؟
معظم المجتمع العلمي يهتم بهذه الظاهرة ، كما ان هناك الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ وهو ما يسمي IPCC ، وهم يعتقدون ان ظاهرة الاحتباس الحراري حقيقية بالفعل ، والعديد من الشركات، حتى بما في ذلك شركة فورد للسيارات، تعترف ايضا باحتماليتها .
من هم IPCC ؟
في عام 1998، تم تأسيس لجنة المنظمة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) من قبل المنظمة العالمية للارصاد الجوية (WMO) وبرنامج الامم المتحدة للبيئة (UNEP)، وذلك تقديرا للتهديد الذي نواجهه من ظاهرة الاحتباس الحراري ، وخطورة هذه الظاهرة علي العالم .
تتكون هذه المنظمة من آلاف العلماء الاكثر معرفة في العالم بشان تغير المناخ ، ودورها يكمن في تقييم المعلومات العلمية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بفهم مخاطر تغير المناخ الناتج عن انشطة بشرية ، منظمة IPCC لا تقوم بعمل بحوثا جديدة ولا رصد البيانات المتعلقة بالمناخ ، ولكنها تبني تقييمها بشكل اساسي على الابحاث العلمية المنشورة والتى تم مراجعتها من قبل اقرانهم من علماء البيئة .
قد عملت منظمة IPCC علي ثلاثة تقييمات عن الاحتباس الحراري ، وكانت نتائج التقييم الاول ما بين عام (1990--1994) ان لا شيء مؤكد يمكن ان يقُال حتى الآن عن علاقة الاحتباس الحرارى بتدخل الانسان اما نتائج التقييم الثاني والذي كان ما بين عام 1994 حتى 2000 اكد ان درجات الحرارة ستزيد خلال المائة سنة القادمة على نحو كبير، بطريقة لم تحدث منذ عصر الديناصورات ، اما عن التقييم الاخير في عام 2001، كان يتلخص في ان هناك ادلة جديدة وقوية على ان معظم الاحتباس الحرارى المرصود خلال السنوات ال 50 الماضية يعزى إلى الانشطة البشرية .
بسبب هذه التقييمات الثلاثة ، قد تحول النقاش من مجرد اثبات وجود او عدم وجود الاحتباس الحراري ، الي نقاش اخر حول الي اى درجة سوف يصل لها ؟ ومتى سيحدث؟ وماهى اثاره ؟
الآثار الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري :
1. ارتفاع منسوب البحار .
2. التغيرات في انماط هطول الامطار،و الجفاف وحرائق في بعض المناطق وفيضانات في مناطق اخرى.
3. زيادة احتمال حدوث الكوارث الطبيعية- مثل الفيضانات والاعاصير، الخ
4. ذوبان القمم الجليدية - ويعتقد ان الدببة القطبية الآن معرضة للخطر بشكل كبير بسبب تضاؤل كميات الثلج .
5. ذوبان الانهار الجليدية .
6. انتشار المرض خاصة في المناطق الاكثر دفئا .
7. ثلث الشعاب المرجانية سوف تتضرر بشدة من جراء ارتفاع درجة حرارة البحار .
8. فقدان العوالق بسبب ارتفاع درجة حرارة البحار مما يؤدي بالتالى لفقد عدد كبير من الكائنات البحرية.
اين يجب علينا ان نعمل للحد من الانبعاثات ؟
في الواقع، نحن في حاجة إلى العمل على جميع الجبهات واستخدام التكنولوجيات الحديثة، مثل تكنولوجيا الهيدروجين، في اسرع وقت ممكن ، ولتلبية بروتوكول كيوتو، سيلزم علي كل الدول المتقدمة خفض انبعاثاتها بمقدار 5.2٪ عن مستويات عام 1990 .
ويعتقد ان المجال الانسب الذي يمكن ان يتم التدخل فيه هو تغيير مصادر الطاقة مثل الكهرباء بمصدر بديل مثل طاقة الرياح على سبيل المثال وزيادة استخدام الغاز الطبيعى مصدر الطاقة المثالى .
وهنا لائحة مفيدة من الحقائق والافكار :
1. نظرا للإجماع العلمى القوى، يجب ان يكون العبء الآن علي السبب في انبعاثات ثانى اكسيد الكربون الذين يقومون باظهار ان ليس هناك اي مشكلة، وحتى لو استمروا فى هذا الادعاء ، فعلينا الاعتراف بهذا الخطر الذى يهدد مناخ الارض .
2. السنوات الحارة الاخيرة التى لم يسبق لها مثيل هي دلالة إحصائية علي كل ما سبق ذكره .
3. واخيرا، سواء كنت تعتقد في ظاهرة الاحتباس الحراري في حد ذاتها او لا، تظل الحقيقة ان مستويات ثاني اكسيد الكربون ترتفع بشكل كبير وبالطبع ليس هناك نقاش حول هذا الموضوع ، فإذا واصلنا في استخدام الوقود الاحفوري بنفس الطريقة في الوقت الحاضر، فإن كمية الكربون الذى سوف ينشرسيتجاوز قريبا كمية الكربون الموجودة في الغلاف الجوي ، والآثار السلبية ستكون خطيرة جدا .
رد الحكومات علي ذلك :
تطوير تكنولوجيا "تنحية الكربون" :
العديد من الوكالات الحكومية حول العالم مهتمة جدا في مسالة الحفاظ على استخدام الوقود الاحفوري، وخاصة الفحم ، فنجد مثلا ان استخدام الطاقة في الولايات المتحدة هائل، ويتزايد ولا يتناقص ، وعلاوة على ذلك، فالفحم لن ينفذ على المدى القريب علي عكس النفط الذي سيبدأ في النفاذ ، تحاول الحكومة جاهدة في ايجاد طرق لخفض مستويات الانبعاثات الكربونية في حين لا يزال يستخدم الفحم ، الان يتم دراسة تحقيق هذا عمليا من قبل الحكومات والصناعات المختلفة .
ونحن نعتقد ان الزيادة الكبيرة في استخدام الطاقة المتجددة سيحقق المساعدة في تعويض ارتفاع درجة حرارة الارض، وبالطبع هناك بعض البرامج الحكومية الامريكية التي تهدف في هذا الاتجاه، ولكن ببساطة لا يوجد ما يكفي من المال لينفق حتى الآن لتحقيق هذا الهدف في الوقت المناسب .
والهدف الرئيسي من العديد من البرامج الجديدة ليست لزيادة مصادر الطاقة المتجددة، ولكن بدلا من ذلك، هو ايجاد سبل لالتقاط كميات ثاني اكسيد الكربون الاضافية من محطات توليد الكهرباء و"عزله" في الارض، اوالمحيطات، او من خلال وجود نباتات وكائنات حية في التربة تمتص اكبر قدر منه من الجو .
مشاكل محتملة مع "تنحية"الكربون :
إحدى طرق تنحية الكربون التى تعتبر قيد التحقيق الان هو إمكانية إيداع ثاني اكسيد الكربون المستخرجة من مصادر الانبعاثات في تجمعات كبيرة في قاع المحيط ، فمن الممكن انها لن تكون مستقرة، ويمكن ان تندلع إما إلى السطح، او تنتشر في المحيط وتغير درجة حموضة المحيطات .
وهناك خطة اخرى قيد التحقيق ، وهي تحفيز نمو العوالق النباتية على سطح المحيطات ، وهذا سوف يسبب امتصاص العواقل لكميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون ، وجزء منها سوف يجد طريقه إلى قاع المحيط .
ومعظم شركات الصيد تفكر في استخدام هذه العوالق الممتلئة بثاني اكسيد الكربون فى الصيد لزيادة محاصيل الاسماك ، ولكن هذه العملية غالبا ما تسبب اضطرابات بيئية خطيرة ، لذلك من الصعب اتباع هذا النهج على نطاق واسع .
وهناك نهج اخر قيد النظر وهو ضخ ثاني اكسيد الكربون في آبار النفط والغاز القديمة على الرغم من انها تبدو فكرة رائعة ، فإنه يجب ان يوضع في الاعتبار ان هذه الفكرة يجب ان تكون فعالة حقا، فإنه يجب ان يتم ذلك على نطاق العالم اجمع، ولكى يتم هذا فنحن بحاجة الى احتواء كميات الكربون ونقلها للابار و الابار نفسها سوف تحتاج اصلا ليتم مراقبتها ومن الواضح ان هذا لن يكون فى متناول الجميع ، وانه لن يكون هناك قدرة كافية او ضمان ان ثاني اكسيد الكربون لن يتسرب بكميات ضخمة .