|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قضية «القس» مجرد «فتيل» أشعل أزمة متعددة الأسباب على الرغم من أن أزمة القس الأمريكى آندرو برانسون ظهرت فى الفترة الأخيرة كالفتيل الذى أشعل العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وأدى إلى تدهورها، إلا أن وصول العلاقات إلى تلك الدرجة من التوتر تعددت أسبابه وأبعاده، بعيداً عن أزمة القس التى استُخدمت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حتى تؤمّن أنقرة حليفاً لها فى المنطقة، وخشية من علاقاتها القوية بالروس والإيرانيين شركائها فى بحر قزوين. فرض العقوبات كان طريق الولايات المتحدة لتصعيد الأزمة، حيث إنها ضاعفت الرسوم الجمركية على أنقرة بعد رفض تسليم القس الأمريكى، ليعلن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أن بلاده سوف تقاطع أيضاً المنتجات الإلكترونية الأمريكية كرد على فرض واشنطن العقوبات، وكذلك رفع الرسوم على بعض الواردات الأمريكية. الدكتور بشير عبدالفتاح، خبير الشئون التركية، أكد أن ما يحدث من تطورات فى العلاقات الأمريكية - التركية مؤخراً ليس له علاقة بالقس الأمريكى، ولكن الأمر مرتبط بتصاعد لهجة تركيا فى تحدى الولايات المتحدة، سواء من خلال إعلامها أو رفض العقوبات المفروضة على إيران، أو رفض الالتزام بالعقوبات المفروضة على روسيا، وإصرارها على شراء منظومات إس 400 الصاروخية المتطورة من روسيا، فضلاً عن رفض صفقة القرن ورفض قانون القومية الإسرائيلى، مستطرداً: مجموعة من الدوافع هى التى جعلت الولايات المتحدة تستخدم قضية القس الأمريكى لتصفية حساب قديم مع تركيا. وتابع عبدالفتاح، لـالوطن، أن أردوغان يحاول اللجوء لأى وسائل لتقليل آثار العقوبات الأمريكية ضد بلاده، لكن هذه الإجراءات لا يمكن أن تسهم فى إنهاء الأزمة، موضحاً أنها قد تقلل من آثارها على المدى القصير، ولكن على المدى البعيد ستظل الأزمة قائمة ومستمرة، لذلك لا بد من تراجع وتقديم فرضيات، مضيفاً: أعتقد أن أردوغان لن يمانع فى ذلك، وسيحاول أن يوسط أطراف الناتو مع الولايات المتحدة، وخصوصاً أن هناك تهديدات بإغلاق قاعدة إنجرليك التى يستخدمها الناتو منذ عام 1951 فى تركيا، مشيراً إلى أن هناك أصواتاً داخل الولايات المتحدة لا تريد أن تدفع بتركيا إلى الاقتراب أكثر من إيران وروسيا، لذلك ستكون هناك نقطة تقف عندها العقوبات الأمريكية وتتلاقى عندها رغبات أردوغان فى التقارب، لافتاً إلى أن عملية الإفراج عن القس الأمريكى بدون أى شروط أو مقابل ستكون هى البداية. خبراء: تقارب أنقرة مع طهران وموسكو يفجر الخلافات وترامب يستغلها قبل انتخابات التجديد النصفى وعن توسط حلف الناتو واستجابته لإصلاح العلاقات، قال الخبير: إن تركيا عضو مهم فى الناتو بسبب ملاصقتها للاتحاد السوفيتى السابق وروسيا الحالية، فموقع تركيا مهم للغاية، لذلك فإن قاعدة إنجرليك تقوم بدور مهم فى الحرب فى أفغانستان وفى الشرق الأوسط، لذلك فإن هذه الدول من مصلحتها ألا تترك تركيا فريسة لروسيا وإيران حتى لا يتكون تحالف مضاد للناتو والولايات المتحدة فى هذه المنطقة الحساسة من العالم. واتفق معه كرم سعيد، الباحث بالشأن التركى، ولم يستبعد توسط حلف الناتو، قائلاً إنه من الطبيعى أن تنتهى الأزمة، والخبرة التاريخية تقول هذا، لافتاً إلى أنه فى عام 1964 حصلت نفس الأزمة، وأيضاً عام 1974، فضلاً عن اتهام تركيا للولايات المتحدة الأمريكية فى محاولة الانقلاب بعدها بشكل مباشر. ووصف سعيد مسألة القس بأنها القشة التى قصمت ظهر البعير، مؤكداً أنها ليست الأزمة بل بالعكس، فالرئيس دونالد ترامب من أوائل الرؤساء الذين دعموا وصول أردوغان إلى المشهد الرئاسى الحالى وأسهم فى الإفراج عن الفتاة التركية التى تم اعتقالها فى إسرائيل على خلفية تقديم دعم لحركة حماس، مشيراً إلى الإفراج عن حراس أردوغان الذين تم القبض عليهم أثناء زيارة الرئيس التركى للولايات المتحدة الأمريكية، والذين اتُهموا بالاعتداء على متظاهرين، موضحاً أن الرئيس الأمريكى بنفسه لعب دوراً فى هذا الموضوع. ورأى سعيد أن المسألة مرتبطة بأمور وأبعاد أخرى، أولها الموقف التركى من العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، وإصرار تركيا على إقامة علاقات طبيعية معها، كالعلاقات التجارية والاقتصادية، أما عن الأمر الثانى فقال إنه يرتبط بقلق الولايات المتحدة الأمريكية من حالة الانسجام مع روسيا وإصرار تركيا على شراء منظومة إس 400، وبالتالى فإن السؤال الأمريكى الموجه لتركيا أو الخيار هو إما أن تكونوا معنا كحلفاء استراتيجيين أو مع روسيا وإيران، والأمر الثالث مرتبط بالموقف التركى من الدعم الأمريكى للأكراد فى سوريا، بالإضافة إلى قضية بنك خلق المتهم فيها محمد هاكان أتيلا، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأمور الأخرى أيضاً. واختتم الخبير فى الشأن التركى حديثه، قائلاً إنه سيتم تسويف القضايا الخلافية بين الطرفين، لافتاً إلى أن قضية القس الأمريكى جاءت من أجل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، ومحاولة من الحزب الجمهورى لاستقدام اليمينيين المتشددين لمصلحة التصويت له. ما يحدث هو ترجمة لتشابك المصالح بينهما هكذا علق السفير محمد منيسى سفير مصر الأسبق فى قطر، على التحركات القطرية الإخوانية لمساندة الرئيس التركى فى الأزمة. وقال منيسى، فى اتصال لـالوطن، إن تركيا داعم قوى لجماعة الإخوان، وبالتالى الجماعة لا تريد أن ترى أزمة فى تركيا، وبالفعل كانت الأزمة كاشفة لزيفهم فى محاربة اقتصادياتهم الوطنية وإبداء مواقف مناقضة لما أظهروه إزاء أزمة تركيا. وأضاف: وبالنسبة لقطر فليس من مصلحتها أن ترى أزمة فى تركيا، لأن أنقرة كانت الداعم الرئيس والقوى للدوحة فى مواجهة المقاطعة من الرباعى العربى مصر والسعودية والإمارات والبحرين. وتابع منيسى: لكن السؤال الذى سيطرح نفسه سيكون حول حدود الدعم القطرى للاقتصاد التركى، لأن الاقتصاد يعانى بالفعل فى جانب منه بسبب السياسات الخاطئة للرئيس التركى، وفى جانب منه يعود إلى عقوبات ترامب. هذا الخبر منقول من : الوطن |
|