18 - 06 - 2012, 04:15 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الذي صنع جلس
بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي (عب1: 3)
كلمة « جلس » تعني ممارسة إرادة حُرة تلقائية، أي أن المسيح يسوع الذي صنع الفداء على الصليب جلس من تلقاء ذاته وكمن له الحق في أن يفعل ذلك، الأمر الذي يتمشى مع ما جاء في إنجيل يوحنا بخصوص قيامته حيث يقول له المجد عن حياته الإنسانية « ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا » (يو10: 18). إن قيامة المسيح من وجه كانت « بمجد الآب » بمعنى أن الله بكل صفاته المجيدة كان عاملاً في إقامته، وهي من وجه آخر من عمل إرادته التلقائية الحرة. فهو أُقيم - كما بقوة خارجة عنه - وقام كمن له الحق في ذلك وله القوة على ذلك، وكمن لم يكن للموت سلطان عليه. فلم يكن هناك ما يمنعه من أن يجلس في يمين العظمة لأنه أكمل العمل على الصليب ومجَّد الله تمجيداً كاملاً. نعم وإن مجد الله اقتضى أن الشخص الذي عظّم صفات الله تعظيماً كاملاً في الصليب، يجب أن يجلس في يمين عرش العظمة في السماوات (عب8: 1).
إن قيامة المسيح وجلوسه فوق كل رياسة وسلطان يدلان على موافقة الله المطلقة على ما تم في الصليب؛ لأن اليمين هو مكان الكرامة والقوة كما هو أيضاً مكان الرضا والسرور. إذ ليس هناك ما هو أعلى ولا ما هو أكرم من عرش الله الذي يجلس فيه الآن الكاهن العظيم. إنه يجلس هناك كصاحب حق وكل شيء تحت قدميه وصولجانه فوق كل شيء.
إن جلوس المسيح بعدما صنع الكفارة يعطي راحة للضمير وسلاماً للقلب. ونحن الذين نؤمن بذبيحة المسيح النيابية وكفايتها كما نؤمن بكهنوته، لنا أيضاً بالإيمان أن نجلس دون أن نحرّك يداً لعمل أي شيء في سبيل خلاصنا، لأن ما يلزم للخلاص قد صُنِع وتم عمله، ولا نستطيع أن نضيف ذرة واحدة على عمل تام وكامل.
نعم يا صديقي .. إنه من الإهانة للمسيح أن تحاول إضافة مجهوداتك أو أعمالك أو مشاعرك أو استحقاقاتك إلى قيمة ذلك العمل الكامل الذي قدّره الله ورضيَ عليه وشبع به حتى أنه أجلس المسيح في عرشه بسبب كفاية وكمال هذا العمل.
صموئيل ريداوت
|