رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنَّمَا بَاطِلٌ بَنُو آدَمَ. كَذِبٌ بَنُو الْبَشَرِ. فِي الْمَوَازِينِ هُمْ إِلَى فَوْقُ. هُمْ مِنْ بَاطِلٍ أَجْمَعُونَ [9]. يرى المرتل في الله خلاصه ومجده وصخرة قوته وملجأه؛ إذ لم يعد يتطلع إلى الله لكي ينقذه من تجربةٍ معينةٍ أو ضيقةٍ حلت به، إنما يود أن يدخل في أحضانه ويتمتع بالشركة معه. هذا هو مجده وقوته! لما كان الإنسان يميل بالأكثر إلى الاتكال على الذراع البشري، والسلطة الزمنية والإمكانيات المادية، لهذا إذ يقارن المرتل بين الله والإنسان، لا يوجد وجهٌ للمقارنة. فالإنسان في حقيقته نفخة، وكل ما يقتنيه باطل. مهما بلغ عمر الإنسان، ومهما نال من مواهبٍ وقدراتٍ وإمكاناتٍ وسلطانٍ، إنما كخيال يتمشى على الأرض إلى حين. إنه باطل إن قورن بالله القدير والحق. مهما كان سلوك الإنسان، فإنه لن يتبرر بذاته أمام الله، لهذا بدون النعمة الإلهية يُحسب في الموازين إلى فوق. يرى القديس أغسطينوس أن افتراءات الأشرار وشرورهم كثيرة ومختلفة فيما بينها مما تجعل الأشرار منقسمين، يحطمون بعضهم البعض، ويصيرون باطلًا. * كل ما في البشر باطل، سواء كان أموالًا أو ذكاء أو منازل أو مجدًا، لأنهم بالباطل هم منهمكون كلهم، وموازين قلوبهم مائلة وغير مستقيمة في اعتدال، ويميلون إلى الغدر بالناس... يقول أثناسيوس الجليلإن رؤساء اليهود كانوا بالموازين والمقادير يتحينون على المسيح خيانة، ويجتمعون بمؤامرات على إبادته، لكن حيلهم ومؤامراتهم بطُلت. الأب أنثيموس الأورشليمي * لأن تقدمات الصوم التي نندفع فيها بلا تفكير تمزق أمعاءنا بعنف، ونحن حاسبون أنها تُقدم بطريقة سليمة للرب. لكن ذاك الذي "يحبُّ البرَّ والعدل (الإفراز)" (مز 5:33) يكره السلب في تقدمة المحرقة...الذين يسلبون النصيب الأكبر من تقدمتهم (إذ يصومون للكرامة البشرية)... تاركين النصيب الأصغر جدًا للرب، هؤلاء تدينهم الكلمة الإلهية كفعلة خادعين، قائلة لهم: "ملعون من يعمل عمل الرب بغش (برخاوة).." (إر 10:48). إذن ليس بغير سبب يوبخ الرب من يخدع نفسه باعتبارات غير صحيحة فيقول: "إنما باطل بنو آدْم. كذب بنو البشر. في الموازين هم إلى فوق" (مز 9:62).لهذا يوصينا الرسول المبارك أن نقبض بزمام الإفراز ولا ننحرف إلى المغالاة في أي الطريقين (رو 3:12). ويمنع واهب الشريعة نفس الأمر قائلًا: "لا ترتكبوا جورًا في القضاء،ِ لا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل" (لا 35:19).إذن يجدر بنا ألا تكون في قلوبنا موازين ظالمة، ولا موازين مزدوجة في مخزن ضميرنا، بمعنى أنه يجب علينا ألا نحطم من يلزمنا أن نكرز لهم بكلمة الرب، بشرائع حازمة مُغَالى فيها أثقل مما نحتملها نحن، بينما نعطي لأنفسنا الحرية ونخفف منها... لأنه إن كنا نزن لإخوتنا بطريقة ولأنفسنا بأخرى يلومنا الرب بأن موازيننا غير عادلة ومقاييسنا مزدوجة، وذلك كقول سليمان بأن الوزن المزدوج هو مكرهة عند الرب والميزان الغاش غير صالح في عينيه (راجع أم 10:20). الأب ثيوناس |
|