رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكانة البطل الشهيد مارجرجس الروماني أمير الشهداء فى السماء يسجل لنا الأنبا ثاؤدوسيوس أسقف عنجرا وأحد الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً الذين إجتمعوا بنيقية ما رآه بعينيه وسمعه بأذنيه فيقول: لما كمل الملك المحب لله ثاؤدوسيوس عشرين سنة فى الملك بنى بيعة عظيمة باسم الشهيد العظيم مارجرجس وجمع لتكريسها اثني عشر أسقفاً وأنا كنت معهم، ولما كرست البيعة وتليت الألحان وجلست مع سائر الشعب وقد كان الملك وسائر الأشراف جالسين معنا فأمر الملك أن تقرأ لنا سيرة مارجرجس لأن ذلك اليوم كان الثالث والعشرين من شهر برمودة وكنا منتبهين لما يُقرأ؛ فلما وصل القاريء إلي قول رب المجد نفسه: "ليس من يُشبهك فى جميع الشهداء ولا يكون لك قط نظير فيهم إلى الأبد" تعجبت جداً وقلت فى نفسي هوذا أمراء ووزراء وملوك فى هذه الدنيا قد رفضوا عنهم العالم كله وتركوا مناصبهم العالية ومراكزهم الرفيعة وسائر مقتنياتهم وأموالهم فى سبيل محبتهم لربنا يسوع المسيح وقاسوا صنوف العذاب ومع ذلك نرى هذا القديس أشرف من أولئك بأجمعهم!!!!!!!!!!! وفى منتصف الليل صلينا ثم جلسنا نتحدث عن عظائم الله وكان الملك جالساً معنا؛ وإذ بواحد من الأباء الأساقفة أخطتفت نفسه إلى السماء ورآى أسرار عظيمة لا يستطيع إنسان أن ينطق بها؛ فلما رآى الإثنى عشر أسقفاً وجه ذلك الأسقف مضيئاً علموا أنه رآى رؤيا فتقدموا إليه وسألوه عما رآى، وقد قال هذا الأسقف: لقد رآيت نفسي قائماً أمام عرش الله ورآيت ألوف ألوف وربوات ربوات من الملائكة يسبحون تسبحة الثلاثة تقديسات ثم رآيت جميع القديسين يأتون ويسجدون لله ويمجدونه ويسبحونه ثم يقفون صفوفاً ولا يمكن لأحد من البشر الأرضيين أن يصف ما هم فيه من مجد عظيم وكرامة ؛ ثم شاهدت أيضاً داخل الحجاب ملكاً جليلاً لابساً على رأسه تاجا من ذهب وعليه سبعة أكاليل ويضيئ بنور اعظم من الشمس وجلال الملك عليه لا يعد ولا يحصي ،وهذا الملك راكباً على فرس أشهب ومُتقلداً بسيف ومتسلحاً بسلاح حسناً جداً وليس لجلال ملكه حد ولا وصف، فتعجبت من هذا المنظر وتمنيت معرفة من هذا!!! ثم إلتفت وإذ راهباً قائماً عن يميني متشحاً بإسكيم وهو يتلآلأ نوراً كأنه ملاك له أجنحة روحانية وعلى رأسه تاج ملوكي وبيده اليمنى قضيب من ذهب ووجهه يضيء فتضرعت إليه أن يُعرفني من هو؟... فعرفت انه الانبا بولا الطموهي.. اما صاحب هذا المجد العظيم فهو الشهيد العظيم مارجرجس الملطي (نسبة الي بلده). الذي استغربت عن مجده المعطي له من السيد المسيح له المجد، أنه أعظم وأشرف من سائر الشهداء والقديسين كقول مخلصنا يسوع المسيح.. عندما سمعته في ميمره فها انت رأيت عيانا المجد الذي هو متسربل به، والمكتوب علي تاجه "هذا هو مارجرجس الملطي الذي من اللد" . وقد عرفني القديس أبانوب المعترف هذا الذي فاز وكمّل فضيلتي الرهبنة والشهادة أن ساعة واحدة من آلام القديس مارجرجس أفضل عند الرب من جهاد سائح إذا ما أقام يتعبد فى البراري لأن السائح بهواه وإراده قلبه مات عن العالم من أجل الرب وعاش فى الجبال أما القديس مارجرجس فإنه عذب سبع سنوات كاملة بالهنبازين والفؤوس والقواديم والنار والمناشير وغير ذلك من أدوات التعذيب ومات ثلاث مرات والرب أقامه والآن أيها الراعي الصالح ثَّبت قلبك وأعلم أنه ليس من يشبه القديس مارجرجس فى جميع الشهداء وبينما القديس يكلمني إذ بفارس السيد المسيح قد آتى وقبلني وملآني فرحاً وبهجة وقال ليَّ: إذا مضيت إلى عنجرا مدينتك فإبن ليَّ فيها بيعة وأنا آتي إليك لأنه لم يبق لك فى العالم سوى سنة وستة أشهر ثم تحضر إلى هذه المدينة المقدسة. ولما قال هذا الكلام إستيقظت من الرؤيا فعندما سمع الجميع تعجبوا ومجدوا الله وقد بنى هذا الأسقف بيعة على اسم الشهيد مارجرجس وكرَّسها بيده قبل وفاته. بركة شفاعتك وصلاتك تكون معانا أمين.. |
|