منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 09 - 2024, 05:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

زول المسيا من السماء


زول المسيا من السماء:

1 لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. 2 كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ، وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي، لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ، لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. 3 حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا، نَزَلْتَ، تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ.

"ليتك تشق السموات وتنزل، من حضرتك تتزلزل الجبال؛ كما تشعل النار الهشيم وتجعل النار المياه تغلي لتعرَّف أعداءك اسمك، لترتعد الأمم من حضرتك" [1-2].
يرى بعض المفسرين أن الحديث هنا خاص بالسيد المسيح عندما ينزل من السماء علانية ليُقيم مملكته على الأرض ألف عام، يملك ويهزم مقاوميه وأعداءه وكل الأمم إلخ... على خلاف مجيئه الأول الذي كان مخفيًا في أحشاء البتول، لا يصيح ولا يسمع أحد صوته إلخ...
لست أريد الحديث هنا عن الملك الألفي إذ تعرضت له في تفسير الأصحاح 19 من سفر الرؤيا، إنما ما أود تأكيده أن نصوص إشعياء النبي لا تُفهم بطريقة حرفية، لأن مسيحنا ملك روحي، رفض أن يملك ماديًا، حاسبًا تجسده الإلهي نزولًا كما من السماء ليلتقي بنا؛ كنا كالجبال في قسوة حياتنا فتزلزلت أعماقنا، أشعل ما في داخلنا من هشيم الشر، وجعل المياه الباردة فينا تغلي بالحب، واهبًا إيانا نصرة على أعداء اسمه، لا خلال حروب منظورة وإنما خلال الإيمان العامل بالمحبة.
من أجل الخلاص من السبي أو الضيقات يكفي أن يطلب الإنسان من الله أن يتطلع من السموات وينظر من مسكن قدسه ومجده (إش 63: 15)، وإن كان الله مالئ السموات والأرض بلاهوته... أما من أجل خلاصنا من خطايانا وعودتنا إلى الأحضان الأبوية فالأمر
يحتاج إلى شق السموات ونزول كلمة الله إلى أرضنا [1]. وكما قال السيد المسيح عن نفسه.
* "لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني... أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو 6: 38: 40). نزل من السماء ليحقق الطاعة عوض آدم الساقط في العصيان، مقدمًا مشيئة الآب التي هي واحدة مع مشيئته. أما مشيئة الآب فهي تحقيق الخلاص والقيامة برؤية الابن إيمانيًا والثبوت فيه.
* "ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13).
وقال عنه القديس يوحنا المعمدان: "الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع" (يو 3: 31).
يسبح القديس مار أفرام السريانيكلمة الله الذي شقّ السموات ونزل قائلًا:
[مبارك هذا الذي بتجسده اشترى لطبيعتنا البشرية حياة!
مبارك هذا الذي ختم نفوسنا وزينها وخطبها لنفسه عروسًا!
مبارك هذا الذي جعل جسدنا خيمة لطبيعته غير المنظورة...!
المجد لذاك الذي نظر إلينا كيف إننا قبلنا أن نشابه الوحوش في هياجنا وجشعنا، فنزل إلينا وصار واحدًا منا حتى نصير نحن سمائيين...!].
تطلع داود النبي إلى التجسد الإلهي فقال: "طأطأ السموات ونزل" (مز 18: 9).
يرى البعض أن بقوله "ليتك تشق السموات وتنزل، من حضرتك تتزلزل الجبال" [1] يعني أن الشعب وسط ضيقته شعر كأن الله قد حجب وجهه عنهم بالسحاب: "الرب سكن في الضباب" (2 أي 6: 1)؛ "السحاب ستر له فلا يُرى" (أي 22: 14). وكأنهم يصرخون أن كانت خطايانا قد حجبتك وراء السحاب، وحجبت عنا إدراك أسرار مقاصدك؛ فإنه ليس من يقدر أن يُصلح الأمر سواك. نحن لا نقدر أن نصعد إليك، أما أنت فتشق الحجاب وتنزل إلينا. لا يكفي أن تنظر إلينا من سمواتك، نحن في حاجة إلى حلولك وسطنا.
"تتزلزل الجبال" [1]، إن كانت الجبال الصلدة قد ارتجفت في سيناء حين التقى الله بموسى (خر 19: 17-18)، وانشقت الجبال وانكسرت الصخور أمام الرب لما كلم ايليا (1 مل 19: 11)، فمن يقدر أن يقف أمامه؟! الله وحده القادر أن يحل كل مشاكلنا، فيزلزل إنساننا القديم ويُحطم جبروت شرّنا ليُقيم مملكته في داخلنا. إن كان إبليس وكل جنوده وملائكته بأعمالهم الشريرة وخداعاتهم كالجبال، فإن الرب يُزلزل مملكتهم بالصليب، وإن كانوا كالهشيم (أشبه بالقش الهش الجاف الذي لا يصلح إلاَّ وقيدًا) فان الله يُهلكهم بالنار.
إننا في حاجة إلى نزول الرب إلينا لأن أعداءنا الذين كالجبال هم أعداء اسمه، يقاوموننا لينتزعونا عن ملكوته أو ينتزعوا اسمه وملكوته من داخلنا.
مقاومة الأعداء -إبليس وجنوده- مهما بلغ عنفها تصير كهشيم يحرقه الله بالنار لا ليُبدد المقاومة فحسب وإنما ليحولها للخير، إذ يستخدم هذه النيران في تسخين مياه قلبنا الباردة فتغلي حبًا وغيرة مقدسة [2].
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [حتى إبليس يمكن أن يكون سبب نفع لن إن فهمناه... هذا واضح في حالة أيوب. ويمكن أن نتعلم هذا أيضًا من بولس، إذ يكتب بخصوص الزاني قائلًا: "أن يُسلم هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي يخلص الروح" (1 كو 5: 5). انظروا حتى الشيطان قد صار سبب خلاص، لا بطبيعته، ولكن بمهارة الرسول كالطبيب الذي بحية ليستخرج منها دواء].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فبوابة السماء هي المسيا
(المسيا)
المسيا
حنة و المسيا
المسيا المتألم


الساعة الآن 10:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024