رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمام رئيس الكهنة "فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلَامِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. أَجَابَهُ يَسُوعُ: "أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلَانِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلَاءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا". وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفاً، قَائِلاً: "أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟" أَجَابَهُ يَسُوعُ: "إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟" وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقاً إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ" (يوحنا 18:19-24). يا لغرابة الصورة التي أمامنا الآن! ها رئيس الكهنة الأصلي الحقيقي المُقام من اللّه (المسيح) يقف مكتوفاً مخفوراً ليُحاكَم أمام شخصٍ اختلس اسْمَ رئيس الكهنة ووظيفتَه ومقامَه، بعد أن حصل على موافقة والٍ شريرٍ وثني. اتهم رئيس الكهنة المسيح أنه قائد مجموعة من المتآمرين لإثارة فتنة ضد الحكومة. بدليل مرافقة الجماهير له في جولاته، فسأله عن تلاميذه وتعليمه. وكان جواب المسيح: "في الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا؟ إسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتُهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلتُ أنا؟". ولو أن المسيح لبَّى طلب رئيس المحكمة وشَرحَ تعاليمه لَمَا كان لجوابه تأثيرٌ في المحاكمة القانونية، ولَمَا أقنع سائليه. ولم يعجب ردُّ المسيح واحداً من الخدم الواقفين في الغرفة فلطم المسيح ووبّخه على جوابه للرئيس. ولا شك أننا نذكر تعليم المسيح في وعظه على الجبل بأن المضروب على أحد خديه يحوّل للضارب خده الآخر، الذي لم يقصِدْ منه المعنى الحرفي، ولا أن إطلاقه يكون على كل الظروف. فبدلاً من خضوعه لهذه اللطمة بسكوت، وبَّخ الخادم الذي ضربه بكل رزانة وحق قائلاً: "إنْ كنتُ تكلمتُ ردياً فاشهد على الرديء، وإنْ حسناً فلماذا تضربني؟". أما اللطمات الأخرى التي أتته بعد حين فلم يعترض عليها بشيء. |
|