رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يونان بين الحزن والفرح أمام توبة أخل نينوى كنا نتوقع أن نرى يونان فرحاً مبتهجاً، فها هم أقسى شعوب الأرض يرجعون إلى الله، ويتوقفون عن أعمالهم الشريرة، لكن على العكس تماماً نجد يونان مكتئباً مغموماً، وبدا أنه يعاتب الرب قائلاً "آه يا رب أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في ارضي لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش لأني علمت انك اله رؤوف ورحيم بطيء الغضب و كثير الرحمة ونادم على الشر فالآن يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي" (يونان 4: 2،3). وحين خرج يونان خارج المدينة حتى لا يرى توبة الشعب الذي يكرهه، ويتمنى الموت على أن يراه عائداً لله، كان الله قد له يقطينة ليستظل تحتها، وهنا تبدَّل حال يونان "فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحاً عَظِيماً" (يونان 4: 6). لكن الله كان قد أعد دودة فضربت اليقطينة فيبست وذبلت، وعند طلوع شمس النهار وحينما لفحت الشمس رأس يونان أغتم ثانية وطلب الموت لنفسه، وهنا كان حديث الله مع يونان ليكشف عمق محبة الله، وطول أناته، ورأفته على بني الإنسان يقول الكتاب المقدس "فَقَالَ اللَّهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ». فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!»." (يونان 4: 9-11). لقد عالج الله نفس يونان، وكشف له سر رحمته، وأن نفس الإنسان عنده غالية وتستحق الرحمة والشفقة، لا العقاب والدينونة، وهو في إرادته "يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (1تيموثاوس 2 : 4). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الطريق بين الحزن والفرح وقفه صلاة |
الخماسين المقدسة والتعقّل في الحزن والفرح |
الحزن والفرح |
الحزن والفرح يلتقيان |
الحزن والفرح يلتقيان |