|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة الرب لنا اليوم هي رسالة تشجيع من أب لأولاده مثلما يفعل دائمًا، لأنّه يحبنا ويريد أن يعلمنا وينمّينا. سأقرأ من رسالة غلاطية الاصحاح 4 العدد 1 – 11 " أقول أيضًا ما دام الوريث قاصرًا فليس بينه وبين العبد أي فرق مع أنه صاحب الارث كله، بل يبقى خاضعًا للأوصياء والوكلاء الى أن تنقضي الفترة التي حددها أبوه، وهذه حالنا نحن أيضًا، واذ كنا قاصرين كنا في حالة العبودية لمبادئ العالم، ولكن لما جاء تمام الزمان أرسل الله ابنه وقد وُلد من امرأة، وكان خاضعًا للشريعة، ليحرر بالفداء أولئك الخاضعين للشريعة فننال جميعًا مقام أبناء الله، وبما أنكم أبناء له، أرسل الله الى قلوبنا روح ابنه مناديًا: أبا يا أبانا. اذًا أنت لست عبدًا بعد الآن بل أنت ابن، وما دمت ابن فقد جعلك الله وريثًا أيضًا. ولكن لما كنتم في ذلك الحين لا تعرفون الله، كنتم في حال العبودية، أما الآن وقد عرفتم الله، بل بالأحرى عرفكم الله، فكيف ترتدّون أيضًا الى المبادئ العاجزة الفقيرة التي ترغبون في الرجوع الى العبودية لها من جديد، تحتفلون بأيام وأشهر ومواسم وسنين، أخاف عليكم خشية أن أكون قد تعبت من أجلكم بلا جدوى ". عن ماذا يتكلم بولس في هذا المقطع؟ انه يتكلم لليهود الذين كانوا يعيشون بحسب الشريعة وممارساتها، من تقديم الذبائح والأمور العملية المرافقة لها، التي كان يجب عليهم أن يتبعوها. وهو يقول لهم أن هذه القوانين الموضوعة من الله من خلال الشريعة كانت لوقت كما تقول الآية: " الشريعة هي مؤدبنا الى المسيح "، لقد قد وضعت هذه القوانين لأتكم كنتم لا تزالون أولادًا، لقد وضعت لكي تعرفوا ما يجب ولا يجب أن تفعلوه لتجهّزكم وتقودكم الى المسيح. أما الآن في المسيح قد صرتم أبناء لله ولم تعودوا تحت دينونة. تقول لنفسك ان تبعت هذه الأمور أكون مقبولاً وان لم أتبعها لا أكون مقبولاً. أنت قد تحررت من اللوازم: ينبغي ينبغي ينبغي... واذا لم أعملها أكون مرفوضًا والله لا يحبني.. لقد صرت ابنًا وحرًا. ان بولس يقارن بين الوضع الذي كان فيه شعب الله قبل المسيح مع الوضع الذي صار عليه بيسوع المسيح: قبلاً كنت قاصرًا والآن أنت ابن حر. واذا طبقناها على حياتنا قبل الايمان كانت هناك قوانين ومبادئ العالم هي التي تقودني وتؤثر في حياتي، وعندما آمنت بالمسيح وغدوت ابنًا له صرت فوقها، أعيش بقانون جديد هو قانون روح الحياة بالروح القدس. آمين!!! لم أعد تحت تأثير القوانين للدينونة حتى عندما أخطئ، لأن لي حياة جديدة وأعيش بناموس الروح القدس مثلما يقول في رومية 8 الآية 1 و 2 " الآن ليس على الذين هم في المسيح يسوع أية دينونة بعد، لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد حررني من ناموس الخطيئة والموت ". سأضع هذا المبدأ في أول الاجتماع: أننا لسنا تحت دينونة، نحن أبناء الله و نحيا بناموس جديد هو ناموس الروح القدس. وروح التديّن وروح الدينونة، هي أرواح شريرة تحاول أن ترجعك الى الناموس لتجعلك تعيش في قوانين ما يجب أو لا يجب أن تفعل، واذا لم تعمل بها تحس أنك سقطت من نعمة الرب، وتجعلك تعيش بشعور الخوف: مثلاً ذا تعّرضت لحادث ما، تخاف وتتساءل ما الخطأ الذي ارتكبته حتى يعاقبني الله، وأبدأ بالتفتيش في حياتي على ما فعلت من أغلاط وهذا ليس بخطأ أن نراجع أنفسنا أحيانًا: هل هناك ثغرة في حياتي أتعرض من خلالها لكذا وكذا.. لكني أتكلم عن ذلك الشعور الدائم بالخوف أنني لا أعيش بمخافة الرب ورضاه، أريد أن أحيا له لكن هناك خوف من أن أقصّر فأُرفض من الرب. الشعور بالدينونة والتديّن يجعلك تحيا في موضع دفاع وسلبية، لأنك تخاف من أن تقوم بأي شيء خوفًا من أن تقع في الغلط بدلاً من النفسية الايجابية وروح المبادرة لعمل ما يرضي الله. تخاف أن ترتكب خطأ، وان اعتقدت هذا لن تفعل شيئًا ولكن ان آمنت أن قلبك في موقف صحيح أمام الرب حتى وان ارتكبت خطأ فسيصححه الرب.. نحن أبناء ولسنا عبيدًا، لن نحاسب على كل ما نفعل، أنا لا أقول أن أتحجج أنني كمؤمن أعيش بالنعمة وأفعل الخطيئة، لا ليس هذا ما أقصده.. بل ان كان قلبك للرب وتريد أن ترضيه، لا تخف مما تفعله لأن الرب سيصلحه ويصححه. لا تخف أن تغلط لأن الرب ممسك بيديه بحياتك وان ارتكبت خطأ ما فسيستخدم هذا الخطأ ويحوله لخيرك.. آمين؟ سنقرأ أيضًا في سفر إرميا.. يقول الرب: ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا، أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبهاعلى قلوبهم وأكون لهم الهًا وهم يكونون لي شعبًا. ولا يعلّمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين: اعرفوا الرب. لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب لأني أصفح عن اثمهم ولا أذكر خطيتهم ". سيكتب الرب شريعته في قلوبنا، لسنا بحاجة لمن سيعلمنا لأن صوت الروح القدس الذي في قلوبنا هو يقودنا الى ما يجب أن نعمله. وهنا قد أقول: ياي أنا حرّ وليس لأحد الحق أن يعلمني ولست محتاجًا أن أسمع لأحد. اذا نصحني أحد بشيء أرفص أن أصغي اليه، قد يكلمني القس أو القادة وأنا ممعن في عنادي: الرب قد كلمني وأنا متأكد من أنه صوت الرب. سنقرأ من رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثوس الاصحاح 13 وهو اصحاح مشهور نعلم أنه في أول الاصحاح يتكلم بولس عن أن كل المواهب والنبوات والألسنة اذا عملناها بدون محبة تكون كلا شيء وفي عدد 4 يتكلم عن المحبة واذا كنت أميّز ان كان هناك محبة في حياتي تجاه الرب واخوتي من حولي. يقول في الآية 8 : " أما المحبة فلا تزول أبدًا أما مواهب النبوءات فستزال ومواهب اللغات ستنقطع والمعرفة ستزال، فإن معرفتنا جزئية ونبوءتنا جزئية، ولكن عندما يأتي ما هو كامل يزال ما هو جزئي، فلما كنت طفلاً كنت أتكلم كالطفل وأشعر كالطفل وأفكر كالطفل، ولكن لما صرت رجلاً أبطلت ما يخص الطفل، ونحن الآن ننظر الى الأمور من خلال زجاج قاتم ( كما في مرآة ) فنراها بغموض الا أننا سنراها أخيرًا مواجهة، الآن أعرف معرفة جزئية ولكن عندئذٍ سأعرف مثلما عرفت، أما الآن فهذه الثلاثة باقية الايمان والرجاء والمحبة ولكن أعظمها هي المحبة ". الآية 11 " فلما كنت طفلاً كنت أتكلم كالطفل وأشعر كالطفل وأفكر كالطفل لكن لما صرت رجلاً أبطلت ما يخص الطفل ". معنى هذه الآية هو التالي: انه يتكلم عن حالتنا الآن مقارنة عما سنكون عليه عندما سنرى الرب في المجد.. كما كان يتكلم عن الشعب عندما كان تحت الشريعة ويقارنها بحاله بعد مجيء يسوع المسيح، قبلا كنا كالأطفال، لم نكن نعرف شيئًا، لذلك وضعت القوانين والأوصياء والوكلاء، والآن صرنا أحرارًا، واذا قسنا معرفتنا الآن بالذي سيكون لنا عندما نصبح في السماء، حالنا الآن هو كالأطفال.. المعرفة التي نملكها اذا قسناها بالمعرفة التي سنمتلكها عندما نكون في السماء هي كمعرفة الطفل.. ما يقوله لنا الرب اليوم: صحيح أننا صرنا أبناء وأحرار وصوت الروح القدس هو الذي يقودنا، لكن هذا الوضع ليس بحجة لنرفض ما وضع في حياتنا ليكبرنا ويعلمنا، لأننا لا زلنا أولادًا، لسنا صغارًا ولكن أولاد بحسب غلاطية 4 العدد 1 و 2 : " وأقول أيضًا ما دام الوريث قاصرًا فليس بينه وبين العبد أي فرق. مع أنه صاحب الارث كله بل يبقى خاضعًا للأوصياء والوكلاء الى أن تنقضي الفترة التي حددها أبوه ". يعني أنك وريث وابن، ولكن طالما أنت قاصر ولا زلت على هذه الأرض وبحاجة لكي تتعلم وتكبر فانه لا فرق بينك وبين العبد. بمعنى أنه لا يزال أحد في حياتك يقول لك ما يجب أن تفعله، ليس الناس أو الناموس بل الروح القدس مع أنك صاحب الارث كله وكل ملكوت أبيك هو لك، لكنك خاضع للأوصياء والوكلاء أي للروح القدس الذي أرسله الرب لنا ليكون معلمنا وقائدنا على هذه الأرض، أنت حر لتسمع صوت الروح القدس، لا لتعمل ما تريد، أنت حر من العالم، حر من مبادئ ودينونة العالم والتدين والمتدينين، ولكنك لست حرًا من الخضوع للرب ولصوت الروح القدس، لذا ينبغي أن تعرف بماذا يقودك الروح القدس؟ ان كنت خاضعًا للروح القدس فأنت حر من الأشياء الأخرى!! ولكن ان كنت لا تسمع لصوته فأنت في حالة عدم طاعة وتمرد!! عندما أرسل الله موسى الى فرعون ليحرر الشعب في العهد القديم ماذا كانت رسالته لفرعون؟ " أطلق شعبي حرًا لكي يعبدني " كان الهدف هو عبادة الرب، وكونك ابن فان الهدف من تحريرك هو لتعبد الرب.. كي تكون حياتك سكيبًا أمام الرب وتحيا في طاعته. ان الناموس الجديد الذي وضعه الرب ليس بأسهل من الناموس القديم والشريعة بل أصعب، لأنه عندما يكلمني الرب في أمر ما وأنا لا أقوم به، فأنا أحيا بعدم طاعة.. ليس الأمر مقتصرًا على تقديم الذبائح ولائحة الواجبات: يجب ويجب.. لأنه اذا قال لي: أعطِ هذا الشيء الى فلان ولم أنفذ أكون في عدم طاعة. يقول لي: يجب أن تذهب الى اجتماع يوم الأحد باكرًا ولا أفعل، فأنا في حالة عدم طاعة.. الناموس الجديد يقوم على طاعة الرب في كل شيء. اذا قال لي الرب أن أضع عشوري وأموالي أمام أرجل الرسل أي في صندوق الكنيسة، وأنت لا تفعل ذلك فأنت في عدم طاعة. وفي الأمور الحياتية إن غضبت وقال لي الرب لا تصرخي في وجه ابنتك وأنا صرخت عليها، فأنا في عدم طاعة، هناك تحدٍّ أقوى ينتظرنا. قال يسوع لتلاميذه: " لم أجئ لأنقض الناموس بل لأكمله " وصار المطلوب أكثر، كنت أحاسب على العمل، الآن أحاسبك على الدوافع التي وراء العمل.. لماذا أنت تقوم بهذه الخطيئة. ليس ان زنيت بل ان فكرت في الزنى، ليس ان قتلت بل ان فكرت بالقتل.. ان فكرت بغضب الخ.... يجب أن تسمع لصوت الروح القدس وتطيعه لتحيا في حرية حقيقية، مثل النملة التي لا يقول لها أحد ما يجب أن تفعله ولكنها تقوم بما يجب عليها القيام به من تلقاء نفسها، كذلك أنت أيضًا لا أحد يلزمك أن تقوم بعمل ما، ولكن ينبغي أن تقوم به من أعماقك.. هناك أمور يكون جليًا فيها ان كان هذا صوت الرب أم لا، ولكن أحيانًا كثيرة هناك أمور ينبغي عليك أنت أن تميّزها، ينبغي أن تضع قلبك في موضع صحيح حتى تستطيع أن تميّز ان كان ما تسمعه هو صوت الرب أم لا.. وأنت الذي يقدر أن يأخذ قرارات في حياتك لتصحح علاقتك بالرب.. لا أحد غيرك.. فقط الروح القدس هو الذي سيعلمك ان كنت فعلاً طائعًا له.. يقول بولس الرسول: لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل، سنتكلم عن الطفل والأمور المرتبطة به والتي ينبغي أن يغيّرها عندما يصبح رجلاً.. المسائل السلوكية والعاطفية التي كانت خاصة بالطفل يجب أن تتغير في أعماقنا، ولا أظن أن أحدا سيفلت من هذه الملاحظات لأنه في داخل كل واحد منا قدرًا من الطفولة مهما كبر. هناك أمور تُسرّ الكبير أن يلعب بها كالطفل.. كالتلفون والكمبيوتر، وهناك أشياء من الطفولة حلوة لست أنكرها، ولكن هناك أمور من الطبيعي أن تكون في حياتنا عندما كنا أطفالاً بالايمان ولكن عندما أصبحنا رجالاً ينبغي أن نتركها. ابنتي جنى تركض أحيانًا في القاعة وتتكلم بصوت عالِ، فنحاول أن نسكتها ونعلمها ألا تتكلم بهذه الطريقة حتى لا يكون هناك تشويش خلال الاجتماع.. والأشياء التي سأقولها لا تستقبلوها بروح الدينونة ولا تحاولوا أن تطبقوها على الجالس بجانبكم بل ليطبقها كل واحد على نفسه. وليفضح الرب فكرًا معينًا أو نمط حياة معين يجب أن يتغيّر فينا.. النقطة الأولى: ان الولد أنانيّ ويرى أن كل ما يحدث يدور حوله هو. عندما تقع خلافات بين والدين أو اذا وقع الطلاق بينهما، يصبح عند ولدهما شعور بالذنب، أنه هو سبب الخناقات والطلاق. أمي تركت البيت أو أبي ترك البيت بسببي، انه يحسّ أنه سبب كل ما يحدث حوله، حتى عندما أعطي ولد شيئًا ولا أعطي آخر تكون ردة فعله: وأنا؟ هو لا يفكر أن اليوم هذا الشخص يأخذ هذا الشيء وغدًا سيأتي دوره.. يفكر: وأنا. حتى أبسط الأشياء، اذا دلل الأهل أحد أولادهما يفكر الآخر فورًا: وأنا!! أستطيع أن أميز هذه الأمور من تعاملي مع أولادي.. وهذا الأمر يتركه الولد شيئًا فشيئًا، ونحن أحيانًا كذلك: لماذا فلان ولست أنا؟ قد تسمع مني الآن أشياء وتقول: انها تقصدني أنا.. أو ان سمعت أثنان يضحكان قد تقول: انهما يضحكان عليّ.. كل المحور أنا أنا أنا.. لماذا لا يسمحون لي أن أعمل كذا وكذا.. ينبغي أن نخرج من نطاق هذا التفكير، ونفكر أن خدمة الرب أكبر مني، يجب أن تختفي الأنا، وهذا ليس انكارًا للشخصية ولكن لا ينبغي أن تكون الأنا هي المحور.. ليس مهمًا إن عبّروا لي كم يحبونني، ليس المهم أنا بل الرب وغيري وخدمة الرب.. لا يعود ما يعطى لي أو عدمه هو المهم، لأني أعرف من أنا في المسيح وما هي قيمتي بالرب، وأنا أمشي في مسيرتي مع الرب. النقطة الثانية: عدم الطاعة والتمرد.. عندما لا يطيع الولد لا يعمل.. اذا قلت لابنتي الصغيرة جنى: افعلي هذا الأمر فقد تقول: ولكن أنا لا أريد أن أفعله.. أقول لها: وان كنت لا تريدين يجب أن تفعليه. الولد يفكر أنه ان كان غير مقتنع بالشيء، فله الحق ألا يعمله. هل يحسّ أحد نفسه كذلك؟ أنا غير مقتنع بما يُقال لي، حتى لو كان القسيس هو الذي يقوله فأنا غير مقتنع به.. أنا أرى أنه من غير الضروري أن أغيّر هذا الأمر.. ولكن قد يكون الرب يكلمك من خلال القسيس.. ان علاقتنا ببعضنا البعض تعكس علاقتنا بالرب.. اذا كنت خاضعًا لصوت الرب وأريد أن أطيعه، فهذا يراه الرب وفي هذا الوضع حتى لو ارتكب القائد خطأ ( لا أتكلم عن الأمور السلوكية والخطايا) أو حتى لو كنت غير مقتنع بما يقوله لي ورغم ذلك أعمل بكلامه.. هذا الكلام للزوجات أيضًا (فيما يتعلق بعلاقتهم بالأزواج وكل ما هو رمز للسلطة) ان عملت هذا العمل طاعةً للرب فانه سيبارك هذا الشيء وسيري قائدي انه كان على خطأ، سيغير الأشياء من أجلي أنا، أما اذا تماديت في عدم الطاعة سيجلب هذا تعبًا ولعنة وصعوبات أكثر.. ان موضوع الطاعة مهم والمشاعر قوية عندنا جميعًا، فان قال أحد لنا: اعمل كذا نرفض فورًا قائلين لا نريد.. ولكن الموضوع ليس بالمشاعر، لكن الخطيئة تكمن ان مشيت بحسب مشاعري وليس بحسب كلمة الرب. ان الموضوع بين الطاعة والمشاعر مهم جدًا، كيف أتعامل مع مشاعري هذا أمر مهم.. الطاعة ليست عدم نضوج ولا التمرد يعني النضوج، ان عدم الطاعة من أكثر الأعمال غير الناضجة في حياتنا. النقطة الثالثة: كثرة الخناقات. من أكثر الأوقات صعوبة عندما أعيد على مسامع أولادي ما يجب أن يقوموا به ولا يسمعوني فأضطر للجوء الى التهديد بالقصاص.. انه بالفعل أمر صعب ويستنفذ طاقتي. كذلك الأمر عندما يتخانق الأولاد بين بعضهم، انهم يتفوهون بألفاظ نابية تجاه بعضهم البعض، وتتمزق أحشاء الأهل لما يحدث. اذا كنا نحن كذلك فكيف الرب؟ أولاده الذين مات وسفك دمه من أجل كل واحد منهم، كيف يشعر عندما يرى أولاده يتخاصمون ويكيلون لبعضهم الكلمات الجارحة؟ هذه أمور طبيعية عند الأولاد ويجب أن يتعلموا ابطالها. ونحن المؤمنين يجب أن نتحمل المسؤولية أمام الرب.. ان موضوع الخصام والغضب هو مهم جدًا ويجب ألا يكون بين أولاد الرب. النقطة الرابعة: عدم الالتزام والانضباط. يقاد الولد بمشاعره فاذا أحب أن يعمل عملاً ما فهو يعمله وان لم يحب فيجبر على القيام به. لا يجب أن نكون كذلك كما ذكرنا سابقًا، بل يجب أن نكون كالنملة تمامًا.. انها تخلق لنفسها أهدافًا وانضباطًا خاصًا بها لتنفيذ ما يجب عليها أن تعمله. الأمر غير متعلق بالمشاعر كي أقوم بما يجب أن أقوم به. لا يتعلق الأمر بما أحس أو لا أحس، بل بسبب وجوب القيام به. ونختبر هذا الأمر في العمل في مسؤوليات الأولاد، ولكن الأمر أصعب فيما يتعلق بالأمور الروحية. اذا تأخرت على دوام عملك فسيؤنبك صاحب العمل ويهددك بالفصل. ولكن ان داومت على التأخر عن موعد الاجتماع مرة تلو المرة، لن يقاصصك الرب ولكن لا يجب أن تقبل على نفسك عدم الانضباط بمواعيد الاجتماعات. ان كان هناك اجتماع يوم الجمعة ولست بمزاج يسمح لك بالذهاب، ينبغي عليك أن تذهب وتحضر الاجتماع لأن الرب يريد ذلك، لأنه يقول " غير تاركين اجتماعكم كما لقوم عادة " ان اجتماع يوم الجمعة ليس اختياريًا لأن الرب يحضّر لك بركة خاصة وقصدًا مختلفًا عما تأخذه من اجتماع يوم الأحد. هذا لا يعني ان اجتماع الجمعة أقل أهمية من اجتماع يوم الأحد. صدقوني ان اجتماع يوم الجمعة هو رائع والذي ينقصه هو حضوركم.. كل من يذهب اليه يقول: ان هذا الاجتماع هو موعد رائع مع الرب.. نحن مسرورون جدًا من خلال التسبيح والتعليم، اننا نتشجع وننتعش ويرفعنا الرب بحضوره.. تعالوا كي يعمل الرب في حياتكم، ان كان هناك تعب، فهذا أحسن وقت كي تأتي وتحضر الاجتماع.. هذا أمر طفولي أيضًا، فالأولاد يعتبرون أن قيمة المشوار ترتبط بمدى سرورهم به، اذ يقول الولد: ياي هناك أولاد وسنلعب.. أو ليس هناك أولاد ولن نلعب فلا أريد الذهاب.. تمامًا كما نقول أحيانًا: هذا الواعظ لا أحبه.. لا أرتاح لشخصيته.. أو هناك تسبيح أو صلاة فقط.. الموضوع هو أنك عندما تلتزم بالذهاب الى الاجتماع ستأخذ بركة لأنك عطشان.. المؤمن مثل الاسفنجة، ستأخذ من الرب على قدر عطشك للرب، حتى لو لم يصلّ معك أحد.. ان لم تكن عطشانًا فلن يحدث شيئًا. ان رميت حجرًا في النهر فلن تشرب شيئًا، ولكن ان مرّرت الاسفنجة على نقطتي ماء فستشربها.. من يصلي بوضع الأيدي على الناس يختبر هذا الشيء، من هو عطشان يدفق الرب عليه كلمات تشجيع رائعة، أما من لا يتجاوب يكون وكأن هناك حائطًا بينه وبين الرب فلا يستقبل منه شيئًا.. لأنهم يقولون: لا أريد أن أنفتح، لا أريد أن آخذ.. اني أتكلم أنه ينبغي أن يكون عندنا عطش للرب، لا يهمنا من سيتكلم أو ما هو الموضوع، ولكن أن أؤمن أنه مهما حدث أو بغض النظر عن شخصية المتكلم فان الرب سيكلمني من خلاله. آمين؟ هل توافقون؟ هل تريدون أن تتغير هذه الأمور في حياتنا؟ النقطة الخامسة: عدم القدرة على الالتزام بأمر ما لوقت طويل. لا يستطيع الأولاد أن يركزوا على الشيء نفسه لوقت طويل، اذ سرعان ما يصابون بالملل، يتحمسون ثم تخمد حماستهم.. ونحن أيضًا كذلك، قد نتحمّس لشيء ثم تتوقف حماستنا، هناك التزام أن أصلي، أولاً لأعرف من الرب الشيء الذي ينبغي أن ألتزم به، ثم أبدأ بالالتزام حتى يقول لي الرب أن أتوقف عن القيام به. ان كانت هناك مسؤولية ملقاة على عاتقي حتى وان كنت متضايقًا أو لست بمزاج يسمح لي، فيجب عليّ أن أقوم بهذه المسؤولية. ان الموضوع لا يتعلق بالمشاعر لأنني ان مشيت ضد مشاعري والتزمت بما أمرني به الرب، فإنه سيرفع مشاعري، لأن المشاعر في صعود وهبوط، مرة أريد وأخرى لا أريد.. عندما أكون فوق أحس أنني أقوم بالخدمة لأنني أحبها وليس لأن الرب قد دعاني، وعندما أكون تحت أحس أنني لست جديرة بأن أقوم بها.. ليست المشاعر هي التي تقرر ان كنت في الموضع الصحيح أمام الرب، بل كلمة الرب والتزامي بها هو الذي يجعلني أمشي في خط سير ثابت. عملنا في الماضي نشاطات كثيرة ورأينا حماسة شديدة بين الناس، وعندما أردنا أن نقرر من يفعل هذا أو ذاك، انفرط عقد الناس. عندما نريد أن ننظم مؤتمرًا تبشيريًا نقول: نريد لبنان للرب.. ثم عند توزيع الدعوات يتفرّق الجميع.. وعندما يُعقد المؤتمر لا نرى أحدُا.. وهذا الشخص الغريب المدعو الى حضور الاجتماع عندما يأتي ولا يرى أحدًا ماذا سيكون موقفه؟ ان كنا قد دعوناه ليختبر مدى روعة الرب ويأتي ولا يرى أحدًا فماذا سيقول؟ اذا قام كل واحد بدوره وتشاركنا في حمل هذا العبء سيتحقق الأمر. أنا ملتزمة بالمجيء وبخدمة الرب، ولكني لا أستطيع القيام بالعمل بمفردي، ينبغي أن نشترك جميعًا كي نأتي بلبنان للرب. والا لن تأتي النهضة بدونك.. قد نكون نحن سبب تأخر النهضة لأنها تبدأ فينا ثم نُنهض غيرنا. صحيح أنه هناك حروب وتعب وتفشيل، لكن لا تخضع لها بل خذ قرارًا اليوم ان كنت واقعًا على الأرض ومجروحًا ستكون عاجزًا عن رفع غيرك، ينبغي أن تنتصب وتقوم كي ترفع غيرك.. النقطة السادسة: عدم التركيز أو الاكتراث بما يحدث بالصف. عندما يحسّ الأولاد بالملل يبدأون بالكلام في الصف.. كل واحد يقيس على نفسه.. أحيانًا آتي الى الكنيسة متعبة غير مركزة على العظة وقد يحدث هذا، ولكن ينبغي ألا يتكرر في حياتي، هناك كلام الرب الذي يُقال على المنبر وينبغي أن أركز عليه وآخذه لحياتي. هل تكون مستخفًا اذا تكلم الرب أمامك؟ قد تعاني من أمر ما وأنت متعب قد يكون ايمانك قد ضعف وتحسب أن الكلام الذي يقال من على المنبر ليس لك بل لغيرك.. لا أريدكم أن تحسوا بالدينونة، قد نكون متعبين فنعجز عن التركيز على العظة وعلى ما يحدث في الاجتماع، ولكن ينبغي أن نعرف كيف نتعامل مع هذا التعب كي يصبح موقفنا صحيحًا. اكتشف الأمور الغلط في سلوكك وصلي كي يريك الرب السبب وعالجه. حتى التأخير.. أنا صارعت كل حياتي في هذا الموضوع، والرب اشتغل معي كثيرًا كي أستطيع الالتزام بالمواعيد أكثر من السابق، وقد أراني الرب أمورًا معينة في حياتي كانت السبب في عدم التزامي بالوقت، ان الأسباب لا تكون دائمًا سهلة. ان كنت غير مهتم ولم تسعَ لتغيير هذا الوضع، فهنا المشكلة، ان لم تشعر ان وصولك الى الاجتماع متأخرًا هو أمر غلط فهنا المشكلة. قد تطرأ عليك ظروف ما، ولكن الاستمرارية في الغلط هي المشكلة، لذلك ينبغي أن تأتي بهذا الأمر الى الرب كي تتغيّر. النقطة السابعة: عدم القدرة على الاستقلالية في تأمين الطعام. عدا عن عظة يوم الأحد، أنت لا تفتش عن طعام روحي لتأكله. تنتظر أحدًا آخر ليطعمك ويعطيك كلمة لتحيا، هذا أمر طبيعي ان كنت مؤمنًا جديدًا فانك تحتاج لتدريب لتسمع صوت الله ولتشجيع كي تعمل الطبخة وتأكلها، ولكن نحن البالغين بالايمان يجب أن نطبخ بأنفسنا لنأكل، لأن الطعام الذي يؤمنه القسيس والمعلمين في الكنيسة غير كاف لك. لنكبر، لنبدأ بالعطش ونقرأ الكتب والدراسات، هناك مواد نقدر أن نحصل عليها من الانترنت لندرسها، ومن ناحية أخرى يجب أن نبقي التواضع في أعماقنا، وأن يعترف كل واحد منا أنه لا يعلم كل شيء.. كل تعليم وعظات جديدة ينبغي أن نطلع الراعي عليها، لأن هناك أمورًا كثيرة في العالم ليست من الله، وأنت تحتاج الى بعض الوقت في المسيرة مع يسوع كي تمتلك القدرة على التمييز بالنسبة لهذه الأمور، لتمييز هذا التعليم أو هذا الكتاب لأنها ليست مجرد معلومات بل هناك أرواح وراءها، لأن الكلمة تقول: مميزين الأرواح، قد يكون الخطأ في تعليم ما غير ظاهر، لكن الروح الذي يُعطى فيه هذا التعليم قد يقودك الى مكان غلط دون وعي منك، يجب أن نكون خاضعين للراعي، ليس لأنه أفضل من غيره، ولكن هذا دوره، لقد وضعه فيه الرب لأنه القائد في الكنيسة والرب يريه أمورًا مخفية، هو حارس الباب، اذا كان هناك تعليم غلط يحاول ابليس أن يدخله الى الكنيسة لافساد أذهاننا، فالرب سيُري راعي الكنيسة ذلك، فهو قد أعطاه دورًا مع الشيوخ كي يكونوا مراقبين وحامين الكنيسة من كل فساد. لنعطش ونتعلم ونراجع راعي كنيستنا ونقبل بنصيحته، ليكن لدينا التواضع لنعيد النظر بما يقوله لنا. هناك أناس انجرفوا وسُرقوا من الكنيسة بسبب ادخال تعليم غريب. باسم يسوع ليفضح الرب كل تعليم غلط يحاول ابليس أن يدخله الى الكنيسة. لقد دعانا الرب لنكون ورثة، تمامًا مثل شخص يعمل في شركته الخاصة وبعد يوم عمل طويل يأتي الى البيت ويلعب مع أبنه الصغير، أما عندما يكبر ابنه وينهي دراسته فسيأتي ليستلم عمل أبيه، لكنه لا يأخذ دور القيادة فورًا، اذ يبدأ مرحلة تدريب مثله مثل سائر الموظفين، فيتدرّب في مختلف أقسام الشركة ليتعلم كل ما يخص مصالح الشركة، وعندما يرى والده القدرات والمعرفة الكافية التي لديه سيسلمه الشركة، سيثق أنه قادر على ادارة الشركة بالشكل الصحيح. يقول في غلاطية 4: يبقى تحت الأوصياء والوكلاء الى أن تنقضي الفترة التي حددها أبوه، ستبقى تحت الأوصياء والوكلاء الى أن يراك الرب وقد أصبحت جاهزًا. عندما يرى الرب انك تدربت وامتلكت قدرة التمييز وأصبحت تعرف صوته وتطيعه، سيعطيك مسؤوليات وسيقول لك لن أقول لك ماذا تفعل، اعمل أنت وأنا معك. لأنني أثق بك وأثق أن أشواقك وأفكارك مثل أشواقي وأفكاري. اعرف ما هي أشواقك وأفكارك واعمل وأنا معك.. هل يفعل الرب هذا؟ نعم هو يفعل هذا. لكن يجب أن نتدرب كي تصبح أفكارنا مثل أفكاره وقلبنا مثل قلبه كما تقول الآية: مجدّدين أذهانكم لكي تميّزوا ماهو حسن وما هو كامل. |
29 - 05 - 2012, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
|